يجب أن تكتشف مجالات تطور طفلك، ومدى سرعة استيعابه وماهي نقاط الضعف و القوة لديه ثم نفصل لهم منهج دراسيا طبقا لهذا
في السبعينات أجري جوليان ستانلي وفريقه دراسة كاملة عن أطفال أمريكا الموهوبين ومتابعتهم طوال حياتهم. وتوصل إلى نتائج مدهشة نقرأها معاً في المقال
في الستينات ، قال العالم النفسي جوليان ستانلي أننا إذا جمعنا أفضل طلاب الصف السابع من كافة أنحاء البلاد وتقدموا لامتحان قبول الكليات في الولايات المتحدة الأمريكية SAT ، فأنهم سيحصلون علي نفس الدرجات ، تقريبا ، التي سيحصل عليها طلاب المدارس الثانوية
.
حيث وجد جوليان ستانلي إن الطلاب الحاصلون علي نفس درجات طلاب المرحلة الثانوية أو أفضل ، حصلوا علي معدلات ذكاء عالية في التفكير الكمي و المنطقي و المكاني وبمعني أخر هم فعلا موهوبين .
وفي السبعينات أجري جوليان ستانلي وفريقه دراسة كاملة عن أطفال أمريكا الموهوبين ومتابعتهم طوال حياتهم.
وأطلق علي هذه الدراسة : الدراسة المستمرة للأطفال المبكري النبوغ في الرياضيات وبلغت مدتها حاليا 45 عاما ، والتي تتبعت عدد كبير من الأطفال الأمريكيين منذ المدرسة المتوسطة وحتي وصلوا إلي أفضل المناصب السياسية و العلمية و العسكرية و الهندسية في أمريكا.
ولقد توفي جوليان ستانلي في منتصف العقد الأول من الألفية الثانية ولكن ساعد الدكتور ديفيد لوينسكي في نقل الدراسة إلي جامعة فانربليت vanderbilt university في منتصف التسعينات و حيث يعمل عليها مع الدكتورة كاميلا ببنهاو حاليا .
ويمكننا أن نطلق عليها أكبر وأعمق دراسة علي "الأفضلية "الفكرية. ونتيجة هذه الدراسة ستكون رائعة و مدهشة حيث ستلقي نظرة عميقة علي عقول وحياة الأطفال الموهوبين.
أفكار خاطئة حول الطلاب الموهوبين
فإن المثل الذي يقول بأن "سريع الصعود ، سريع الوقوع " والتي تعني أننا إذا قمنا " بالضغط الشديد " علي الأطفال الناشئين خاصة الموهوبين في العمر الصغير يمكن أن يتسبب بالضرر علي المدي الطويل . أثبت لوبنسكي خطأ هذه المقولة .
ويمكن أن يكون هذا مثال قديم ، ولكن لوبنسكي يقول انه هناك العديد من المقولات الخاطئة مازالت رائجة لليوم. مثل المقولة التي تقول بأن الأطفال الموهوبين أذكياء بما يكفي ليجدو " طريقهم " للتفوق حتي لو لم يتم توجيههم و تطويرهم . ليس بهذا العمر المبكر وأضاف موضحا "هم ما زلوا أطفال، ما زلوا يحتاجوا إلي توجيهه، جمعينا يحتاج للتوجيه."
الذكاء مختلف عن الشغف
ما هي أكثر المهن التي يمتهنها الأذكياء، الطبيب أم العالم ؟
صحيح أنه يجب أن تكون علي قدر من الذكاء لتعمل في الطب أو العلوم ، إلا إنهما بعيدين كل البعد عن المهن التي يختارها الأطفال فيما بعد في حياتهم .
حيث يقول لوبنسكي" يختلف الأطفال الموهوبين كثيرا في درجات شغفهم " . العديد من الطلاب الذين شملتهم الدراسة توجهوا إلي دراسة الطب ، ولكن هناك من أتجه إلي دراسة مجالات مثل الاقتصاد أو الهندسة . وهناك البعض الموهوب في الجانب الشفهي أو المنطقي ، مما يجعلهم محامين مهرة وكتاب مبدعين. ويوضح لوبنسكي " هناك عدة طرق للتعبير عن الذكاء العقلي ".
إذا تحدثنا عن أفضل ما نقدمه للطلاب الموهوبين ، من المهم أن يعرف الآباء و المعلمين ما هو شغف طلابهم بدلا من أن نجبرهم علي السير في الطرق "الذكية " التقليدية و أن نلحقهم بكورسات "STEM " .
الجهد المبذول هو ما يشكل فرق
تحديد مستوي الطلاب و قدراتهم الطبيعية ، هو جزء واحد فقط من المعادلة التي تحدد مدي نجاحهم في الحياة . يمكن أن يحدد "اختبار الذكاء" المهارات الطبيعية التي يتمتع بها الطفل ولكنه يخبرنا بالقليل عن مدي المجهود الذي قد يبذله ليتفوق في مجال ما.
يقول لوبنسكي، أن "الجهد المبذول" هو ما يحدد مدي نجاح الفرد فعلا في الحياة. إذا نظرنا إلي الأشخاص الناجحين في السياسة و العلوم و الموسيقي و الأدب، فنجد إنهم يعملون لعدة ساعات طويلة."
"وللتذكرة هناك أمور هامه في الحياة أكثر من النجاح العملي مثل العائلة و الأصدقاء و السعادة بصفة عامة."
كل طفل يجب أن يعامل كما لو كان عبقريا
تركز الدراسة بصفة خاصة علي الأطفال ذو مستوي ذكاء عالي، ولكن لوبنسكي حريصا علي التأكيد علي إن العديد من نتائج هذه الدراسة يمكن تطبيقها علي كل الطلاب بل يجب علينا ذلك .
علي سبيل المثال ، فالأطفال في الدراسة الذين أتيحت لهم الفرصة لحضور دورات تدريبية تتفق مع مهاراتهم و اهتماماتهم ، استطاعوا أن يحققوا المزيد من النجاح أكثر من الأطفال الذين لم تتح لهم نفس الفرصة .
ويكمل لوبنسكي حدثيه "يجب أن تكتشف مجالات تطور طفلك ، ومدي سرعة استيعابه وماهي نقاط الضعف و القوة لديه ثم نفصل لهم منهج دراسيا طبقا لهذا ، هذا ما نريده لجميع الأطفال ."
يمكن أن يكون هذا أقرب للحلم ، ولكن يجب أن يكون هذا الحلم هو بداية لتفكرينا في مستقبل التعليم في أمريكا .