3509 مشاهدة
2
0
المعتصم بالله أبو إسحق محمد بن الرشيد، كان لقبه المثمن لأن كل شيء نسب له من الرقم ثمانية
المعتصم بالله : أبو إسحق محمد بن الرشيد ...يقال له ( المثمن ) ، لأنه ثامن الخلفاء من بني العباس والثامن من ولد العباس وثامن أولاد الرشيد وملك سنة ثمان عشرة ومائتين وملك ثمان سنين وثمانية أشهر وثمانية أيام ، ومولده سنة ثمان وسبعين ومائة وعاش ثمانيا وأربعين سنة ، وطالعه العقرب وهو ثامن برج ، وفتح ثمانية فتوح ، وقتل ثمانية أعداء ، وخلف ثمانية أولاد وثماني إناث ، ومات لثمان بقين من ربيع الأول .
ومن قصيدة للشاعر دعبل الخزاعي هجا بها المعتصم قال فيها :
ملوك بني العباس في الكتب سبعة
ولم يأتنا في ثامن منهم الكتب
كذلك أهل الكهف في الكهف سبعة
خيار إذا عدوا وثامنهم كلب
أمه أم ولد اسمها ماردة كانت أحظى الناس عند الرشيد .
كان المعتصم ذا شجاعة وقوة وهمة وكان عريا من العلم .
وكان من أشد الناس بطشا واذا غضب لا يبالي من قتل وهو أول خليفة أدخل الأتراك الديوان وكان يتشبه بملوك الأعاجم ويمشي مشيهم وبلغت غلمانه الأتراك بضعة عشر ألفا .
بويع له بالخلافة بعد المأمون في شهر رجب سنة ثمان عشرة ومائتين فسلك ما كان عليه المأمون وختم به عمره من امتحان الناس بخلق القرآن فكتب الى البلاد بذلك وأمر المعلمين أن يعلموا الصبيان ذلك وقاسى الناس منه مشقة في ذلك وقتل عليه خلقا من العلماء وضرب الامام أحمد بن حنبل وكان ضربه في سنة عشرين ومائتين .
وفيها تحول المعتصم من بغداد وبنى سر من رأى وذلك أنه اعتنى باقتناء الترك فبعث الى سمرقند وفرغانة والنواحي في شرائهم وبذل فيهم الأموال وألبسهم أنواع الديباج ومناطق الذهب فكانوا يطردون خيلهم في بغداد ويؤذون الناس وضاقت بهم البلد فاجتمع اليه أهل بغداد وقالوا : إن لم تخرج عنا بجندك حاربناك ، قال : وكيف تحاربونني ؟ قالوا : بسهام الأسحار ، قال : لا طاقة لي بذلك ، فكان ذلك سبب بنائه ( سر من رأى ) وتحوله اليها .
وفي سنة ثلاث وعشرين ومائتين غزا المعتصم الروم فأنكاهم نكاية عظيمة وشتت جموعهم وخرب ديارهم وفتح عمورية بالسيف وقتل منها ثلاثين ألفا وسبى مثلهم وكان لما تجهز لغزوها حكم المنجمون أن ذلك طالع نحس وأنه يكسر فكان من نصره وظفره ما لم يخف فقال في ذلك ابو تمام قصيدته المشهورة :
السيف أصدق أنباء من الكتب
في حده الحد بين الجد واللعب
مات المعتصم يوم الخميس لإحدى عشرة ليلة بقيت من ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومائتين وكان قد ذلل العدو بالنواحي وكان قد عزم على المسير الى أقصى الغرب ليملك البلاد التي لم تدخل في ملك بني العباس لاستيلاء الأموي عليها ، فروى الصولي عن أحمد بن الخصيب قال : قال لي المعتصم : إن بني أمية ملكوا وما لأحد منا ملك وملكنا نحن ولهم بالأندلس هذا الأموي ، فقدر ما يحتاج اليه لمحاربته وشرع في ذلك فاشتدت عالته ومات .
وقال الصولي : سمعت المغيرة بن محمد يقول : يقال : إنه لم يجتمع الملوك بباب أحد قط اجتماعها بباب المعتصم ولا ظفر ملك قط كظفره ، أسر ملك أذربيجان وملك طبرستان وملك أستيسان وملك الشياصح وملك فرغانة وملك طخارستان وملك الصفة وملك كابل .
وقال الصولي : وكان نقش خاتم المعتصم ( الحمد لله الذي ليس كمثله شيء ) .
https://www.facebook.com/history23year/
نشر في 10 تموز 2017
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع