1641 مشاهدة
0
0
سادت الفتنة بين المسلمين في قرطبة حاضرة الخلافة الأموية في الأندلس، بعد أن شاعت الخلافات السياسية فيها
الخلافة الأموية في الأندلس #تحت_الحصارخلال بدايات القرن الحادي عشر سادت الفتنة بين المسلمين في قرطبة حاضرة الخلافة الأموية في الأندلس، وشاعت الخلافات السياسية فيها إلى أن أجمع أهلها إلى إعادة الخلافة بالأندلس إلى بني أمية فبايعوا هشام بن محمد بن عبد الملك الذي تلقب بالمعتد بالله، وظل يحكم لمدة عامين وسبعة أشهر، وهي فترة حكم جيدة قياسًا إلى ما سبقه من خلفاء عصر الفتنة، حتى إذا استوزر رجلًا يعرف بحكم ابن سعيد القزاز؛ كان مكروهًا من أهل قرطبة لاستبداده وتعسفه بأحكامه، وعُرِفَ بميله إلى أهل الأندلس من البربر عن غيرهم وكان يجزل لهم العطاء، فقام أهل قرطبة بقتله ..
فانتهز أمية بن عبد الرحمن بن هشام بن سليمان، أحد أمراء بني مروان، هذه الفرصة وقام بتحريض العامة على المعتد بالله سعيًا لإسقاطه، وتولي الخلافة بدلًا منه، وثار وراءه بنو أمية وحاصروا قصر الخلافة في 12 ذي الحجة سنة 422 هـ، وأُخرج هشام من قصره هو وأهله وأبناؤه، وأنزل إلى ساباط - سقيفةٌ بين حائطين تحتها مَمر نافذ - المسجد الجامع المؤدي إلى المقصورة، وظل هناك أسيرًا ذليلًا، يترقب الموت في كل لحظة. ولكن من الدروس والعبر في هذا الحدث أن أمية بن عبد الرحمن لم يبلغ غايته في الوصول إلى الخلافة، فقد قرر أهل قرطبة إخراج كليهما من قرطبة !! مع أن أمية كان حريصًا للظفر بالخلافة ولم يخطر بباله أن تنتهي الأمور إلى ما آلت إليه .. ويروي ابن الخطيب في "أعمال الإعمال" أن أحد أهالي قرطبة قال لأمية : إن السعادة قد ولت عنكم، فقال أمية: بايعوني اليوم، واقتلوني غدًا !!
وهكذا انتهت الخلافة الأموية في قرطبة، وارتفعت الأصوات بضرورة قيام بني أمية بمغادرتها وعدم التعاون معهم، وفي ذلك يقول ابن الخطيب : ( ومشى البريد في الأسواق والأرباض بأن لا يبقى أحد بقرطبة من بني أمية، ولا يكنفهم أحد)، ولقد اجتمع شيوخ قرطبة والوزراء برئاسة ابن حزم ابن جهور أحد وزراء الدولة العامرية واتفقوا على خلع المعتد بالله وإبطال مرسوم الخلافة وكان هذا إيذانًا لبداية انفراط العقد وتشرذم الأندلس فيما عرف بعصر ملوك الطوائف ..
#فريق_بصمة
نشر في 02 كانون الثاني 2017
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع