1976 مشاهدة
0
0
سار تيمورلنك أحد أكبر عتاة المجرمين في التاريخ على خطى جنكيزخان، وأحدث محرقة و مذبحة و نكبة في دمشق العظمى
في مثل هذه الأيام من عام 1402 .. حدثت محرقة و مذبحة و نكبة دمشق العظمى ... عندما اكتسـح تيمورلنـك أمير التتـار بجيشه مدينة دمشـق و دمرها و أحرقها بالكامل ...تيمورلنك .. أحد أكبر عتاة المجرمين في التاريخ ... سار على خطى جنكيزخان في اكتساح قارات العالم القديم و تدمير صروح الحضارة البشرية ... كان هدفه الأكبر تدمير الممالك الثلاث الأهم في المشرق الإسلامي .. سلطنة دلهي في الهند .. الدولة العثمانية في الأناضول ... و سلطنة المماليك في مصـر و الشام ... و بناء على هذا الهدف فقد اكتسح بجيشه مساحات شاسعة بسرعة رهيبة و دمر و جرف كل ما صادفه في طريقه ... و أحرق حواضر الإسلام و جعلها أثراً بعد عين ..
بعد وفاة السلطان المملوكي الظاهر برقوق .. حشد تيمورلنك جيشه و زحف باتجاه الشام .. ليدمر مدن جنوب الاناضول مثل سيواس و عينتاب .. ثم يزحف جنوباً للهدف الكبير .. حلـب .. و التي رفضت الاستسلام له و قام نائبها بقطع رؤوس رسله و عزم أهلها على الجهاد ... فكان خرابها الأكبر بعد أن أحاط تيمورلنك بها و دخلها مدمراً المدينة بالكامل و ليقتل جميع من وجده من السكان و يحرق المدينة و بغادرها ... و فعل الأمر نفسه بحماة .. و زحف جنوباً متجهاً لحاضرة الدنيا دمشق ...
وصل جميع أمراء المماليك و من هرب من أهالي مدن حلب و حماة و غيرها إلى دمشق .. و خرج السلطان فرج بن برقوق من مصر لنجدة المدينة إلا أنه كان ضعيفاً لا يفقه شيئاً بالحرب و لا السياسة و على خلافات كبيرة مع أمراء المماليك .. و عندما اقترب جيش تيمورلنك من المدينة هرب السلطان و أمراء المماليك المصريين في خيانة عظيمة لدمشق و الشام .. تاركين سلاحهم و ذخائرهم و دمشق لمصيرها المجتوم ...
أرسل تيمورلنك طالباً الصلح و هو يضمر الغدر لأهل دمشق .. فخرج له وفد من أهلها بقيادة الفقيه ابن مفلح الحنبلي و قابله و قبلوا منه الصلح بالأمان على شرط جمع كميات عظيمة من الأموال ... و عاد الوفد ليخذّل أهل دمشق عن الجهاد و تم جمع المال بسرعة و تقديمه للتتار .. إلا أن تيمورلنك أخذ يماطل و يزيد في الطلب حتى استصفى كل الأموال و الكنوز الدمشقية و فتح أحد أبواب المدينة لتسليمها و عظمت الخيانات و الدسائس بين الناس خوفاً من التتار .. فكان كل واحد منهم يدل على جاره و ما يكنزه من المال حتى أخرج التتار كل ما في المدينة و أخذوا ما تركه المصريون الهاربون و أموال التجار الذي فروا من المدينة .. و قسم تيمورلنك في ذلك المدينة على أمرائه فكانوا ينزلون أنواعاً من العذاب لا يصفها الكلام لمن لا يدل على أمواله و يصف المقريزي هول الفجيعة و ما كان يجري لكل رجل من أهل دمشق فوق العذاب فيقول :
(( و مع هذا كله تؤخذ نساؤه و بناته و أولاده الذكور .. و تقسم جميعهم على أصحاب ذلك الأمير .. فيشاهد الرجل المعذب امرأته و هي توطأ .. و ابنته و هي تقبض بكارتها .. و ولده و هو يلاط به .. فيصير يصرخ مما به من ألم العذاب .. و ابنته و وولده يصرخون من ألم إزالة البكارة و إتيان الصبي .. و كل هذا نهاراً و ليلاً من غير احتشام و لا تستر ..
و استمر هذا البلاء مدة تسعة عشر يوماً فهلك فيها بالعقوبة و من الجوع خلق لا يدخل عددهم تحت حصر )) ..
و بعد عشرين يوماً رهيبة .. منح تيمورلنك دمشق هدية لأتباع أمرائه .. فدخلوها و نهبوا ما تبقى منها و سبوا كل نساء دمشق .. و ساقوا الأولاد و الرجال و لم يتركوا إلا العجائز و من عمره خمس سنين فما دونها .. ثم أشعلوا المدينة و كانت الريح عاصفة فانتقلت النيران بسرعة و أحرقت دمشق بالكامل و مسجدها الأمـوي الذي لم يبقى إلا هيكله .. و غادروا المدينة بالكنوز و السبايا و الأسرى و الصناع إلى سمرقند عاصمة التتار ..
و صارت دمشق أطلالاً بالية و رسوماً خالية .. قد أقفرت من الساكن و امتلأت أرضها بجثث القتلى و لم يبقى بها دابة تدب .. إلا أطفال يتجاوز عددهم الاف فيهم من مات .. و فيهم من يجود بنفسه ..
لم تتعرض هذه المنطقة لإجرام شبيه بعد ذلك لمدة ست قرون .. حتى جاء مجرمي الروس و الإيرانيين و خادمهم في دمشق ليكرروا الفظاعة نفسها ..
نشر في 16 آذار 2018