Facebook Pixel
من شلل تام إلى إتخاذ ألاف الخطوات
964 مشاهدة
0
1
Whatsapp
Facebook Share

بعد أن ظهر تقرير عُلماء من جامعة كاليفورنيا، عن كيفية العلاج التي تمت لرجل مصاب بشلل تام إلى الحركة الطوعية

تقرير عُلماء من جامعة كاليفورنيا: رجُل مشلول تمامًا تمكّن من تحريك ساقيه طواعيةً
رجُل يبلغ من العمر 39 عامًا، مُصابٌ بالشلل التام منذ 4 سنوات أصبح قادرًا على السيطرة طواعيةً على عضلات ساقهِ، وتمكّن من أخذ آلاف الخطوات بداخل جهاز "هيكل آلي خارجي" خلال خمسة أيام من التدريب -ولأسبوعين بعدها- كما ذكرت تقارير العُلماء في جامعة كاليفورنيا هذا الاسبوع.
إن هذه هي المرة الأولى لشخص يعاني من شلل تام مُزمن، أن يستعيد القدر الكافي من السيطرة الطوعية للعمل بنشاط مع الجهاز الآلي لتحسين التنقُل.
بالإضافة إلى الجهاز الآلي؛ تلقّى الرجُل المساعدة بواسطة تقنية تحفيز الحبل الشوكي الموسعة الحديثة، والتي لا تتطلب جراحة لإجرائها. حركة ساقه ساهمت أيضًا في فوائد صحية أُخرى، بما في ذلك تحسين وظيفة القلب والأوعية الدموية والعضلات.
يجمع المنهج الجديد بين بطارية تُشغّل بدلة الكترونية قابلة للارتداء، والتي ستمُكّن الاشخاص من تحريك أرجُلهم بخطوات تشبه طريقة عرض الأزياء، مع إجراءات موسعة استخدمها نفسُ الباحثين سابقًا لـتمكين خمسة رجال ممن كانوا مشلولين تمامًا في تحريك أرجُلهم بحركة إيقاعية. يُعتقد بأن هذا الإنجاز المُسبق سيكون المرة الأولى التي يكون فيها الاشخاص المشلولين تمامًا قادرين على إعادة تعلُّم حركات الساق الطوعية بدون جراحة (لا يشير الباحثون إلى هذا الإنجاز تحت مُسمى "مشي" لأنه لم يمكن لأي شخص مصاب بالشلل التام أن يكون قادرًا على الحركة بشكل مُستقل بغياب الجهازالآلي والتحفيز الكهربائي للحبل الشوكي).
قام الباحثون في أحدث دراسة بمُعالجة مارك بولوك «Mark Pollock» والذي فقد نظره في عام1998، وأصبح لاحقًا أول رجُل أعمى يتسابق نحو القُطب الجنوبي في عام 2010، بولوك وقع من نافذة الطابق الثاني، وتعرّض لإصابة في الحبل الشوكي جعلته مشلولًا تمامًا من الخصر إلى الأسفل.
أحرز بولوك تقدُمًا كبيرًا في جامعة كاليفورنيا بعد تلقيه بضعة أسابيع من التدريب الجسدي دون تحفيز الحبل الشوكي، وبعدها فقط خمسة أيام من تدريبات تحفيز الحبل الشوكي -خلال فترة أسبوع واحد- لمدة ساعة واحدة تقريبًا في اليوم.
قال بولوك: "في الأسابيع القليلة الأخيرة من التجرُبة؛ وصلت دقّات قلبي إلى 138 ضربة بالدقيقة، وهو مُعدّل لم أقترب منه ولو قليلًا منذ كنتُ مشلولًا أثناء المشي داخل الجهاز لوحدي دون الحاجة لتدخّل. كانت لحظة مُثيرة وعاطفية جدًا بالنسبة لي، بعد أن قضيت فترة بلوغي كُلها -قبل ان ينكسر ضهري- كرياضي".
حتى في السنوات التي تلت فُقدانه لبصرهِ، تنافس بولوك في سباقات شديدة التحمّل عبر الصحراء، والجبال، والقمم القطبية الجليدية. ربح أيضًا ميداليات فضية وبرونزية في التجذيف في دورة العاب الكومنولث واطلق عمله الخاص في الخطابات التحفيزية.
وقال: "بأخذ خطوات مع التحفيز وزيادة دقات قلبي جنبًا الى جنب مع الوعي بساقي تحتي، كان شعورًا بالإدمان، كُنت اُريد المزيد".
تمّ نشر البحث بواسطة جمعية مهندسي الكهرباء والالكترونيات «IEEE» ومجتمع الهندسة في الطب والأحياء، أكبرمُجتمع عالمي لمُهندسي الطب الحيوي.
قال ڤ. ريجي إدجرتون «V. Reggie Edgerton» كبير محرري البحث وأستاذ مُتميز في جامعة كاليفورنيا في تكامل الأحياء وعلم وظائف الأعضاء، وعلم الاعصاب، وجراحة الأعصاب: "سيكون من الصعب أن يتمكن الأشخاص المصابون بالشلل التام من المشي بشكلٍ مُستقلٍ تمامًا، ولكن حتى لو لم يتمكنوا من تحقيق ذلك؛ فإن فكرة قُدرتهم على مُساعدة أنفسهم في المشي سيكون لها أثرٌ كبيرٌ في تحسين حالتهم الصحية ونوعية حياتهم".
يستخدم هذا الإجراء جهاز آلي مُصنّع في (ريتشموند – كاليفورنيا) بواسطة شركة إيكسو «Ekso» للإلكترونيات الحيوية والتي تجمع المعلومات التي تُمكّن فريق الباحثين من تحديد كمية تحريك الخاضع للعلاج لأطرافه، بدلًا من تلقي المساعدة بواسطة الجهاز. قال إدجرتون: "إذا قام الروبوت بكل العمل، فإن دور الجهاز سيكون سلبيًا والجهاز العصبي سيُغلق".
أظهرت المعلومات أن بولوك كان يُثني ركبته اليُسرى بنشاط ويرفع ساقه اليسرى، وهذا أثناء وبعد التحفيز الكهربائي. وكان قادرًا على مساعدة الروبوت طواعيةً أثناء التنقُل؛ إذ لم يكُن مُجرّد جهازًا آليًا يعمل لوحده.
أضاف إدجرتون: "بالنسبة للأشخاص الذين أصيبوا بجروح بالغة ولكن لم يُصابوا بشللٍ تام؛ هناك الكثير مما يدعو للاعتقاد بأنه ستكون لديهم الفرصة لاستخدام هذا النوع من التدخلات لتحسين وظائفهم الحياتية؛ من المؤمّل لهم أن يتحسنوا أكثر بكثير. علينا توسيع الأدوات الطبية المتاحة للأشخاص الذين يُعانون من إصابات الحبل الشوكي أو أمراض أُخرى."
تلقى إدجرتون وفريقه العديد من الجوائز والأوسمة لأبحاثهم، من ضمنها جائزة الميكانيك المشهورة في عام 2011 «Breakthrough Award» .
قال بيتر ولدروتر «Peter Wilderotter» وهو الرئيس والمدير التنفيذي لمؤسسة كريستوفر ودانا ريڤ، والذي ساهم أيضًا في تمويل البحث: "إن د. إدجرتون رائدٌ، وشجعتنا نتائجهُ التي حصل عليها لتوسيع مدى فهمنا للعلاجات المُحتملة للشلل. بالأخذ بعين الاعتبار تعقيدات إصابة الحبل الشوكي، لن يكون هناك مقاس واحد يُناسب الجميع للعلاج، ولكن بدلًا منه تركيبة من تداخلات مُختلفة للوصول للتعافي الوظيفي. إن ما نراه الآن في مجال بحوث الحبل الشوكي؛ هي موجة من الزخم باتجاهات جديدة ومفاهيم للتذكير بإمكانيات العمود الفقري الكامنة حتى بعد سنوات من الاصابة".
قالت غريس بينغ «Grace Peng» مديرة برنامج هندسة إعادة التأهيل «NIBIB»: "هذا مثال عظيم عن النهج العلاجي الذي يجمع بين اثنين من الأساليب المُختلفة جدًا -التعديلات العصبية، والأجهزة الروبوتية المساعدة- لتحقيق نتيجة لا يُمكن تحقيقها بنهج واحدٍ فقط. إن طريقة تعدّد الأجهزة هذه، تمامًا كنهج تعدّد الأدوية، يُمكن في نهاية المطاف أن يُفيد المرضى الذين يُعانون من الإعاقة الحركية بمجموعة واسعة من خيارات إعادة التأهيل".
شركة «NeuroRecovery Technologies»، هي شركة طبية أسسها إدجرتون، تُصمم وتطوّر أجهزة تساعد في استعادة الحركة للمرضى المُصابين بالشلل. زوّدت الشركة الجهاز المُستخدم لتحفيز الحبل الشوكي بالاشتراك مع إيكسو «Ekso» في هذا البحث.
يقول إدجرتون بالرغم من أنه سيكون هناك سنوات قبل أن تُتاح الطُرق الجديدة للاستخدام بنطاق واسع، يعتقد الآن أنه من الممكن تحسين جودة الحياة للمرضى الذين يُعانون من إصابات شديدة في الحبل الشوكي بشكل كبير لمساعدتهم على استعادة وظائف الجسم المُتعددة. وعلى الرغم من أن مُختبرهٍ يُحقق تقدمًا كبيرًا؛ إلا أنه سيكون قادرًا على العمل مع عدد محدود من المرضى فقط بسبب محدودية الموارد.
قال إدجرتون: "يُمكننا أن نُحقّق الكثير في تقدم العلوم والتكنولوجيا مع المزيد من الموارد."
يعاني 6 مليون أمريكي تقريبًا من الشلل، من ضمنهم ما يُقارب 1.3 مليون يُعانون من إصابات في النخاع الشوكي.

إعداد: Ahmed Alsarrai
تدقيق: Dana Abufarha
تصميم: Ahmed El-Sanhoury
دار المعرفة
نشر في 09 أيلول 2015
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع