1019 مشاهدة
0
0
إذا إنتشرت الروبوتات الحربية في الجيش مستقبلا هل هي لتطور المجتمع أم لخسارته؟
هل يجب السماح بتصنيع الروبوتات الحربية مستقبلًا؟يقترح البعض أن مجال الذكاء الصناعي بوسعه أن يحوّل حياة البشر إلى الأفضل، ويجب أن يكون هذا هو الهدف الأسمى الذي تسعى إليه جميع الأبحاث. وبالتالي لا يجب أخذ فكرة إدراج الروبوتات الحربية في الجيوش مستقبلًا بمحمل الجدية، بل ويجب منع جميع الروبوتات المهاجمة التي لا يمكن التحكّم بها مباشرة من خلال الانسان.
ويرى هؤلاء أنه إن لم يتم تجريم تصنيع هذه الروبوتات على الفور؛ فسيحدث في هذا المجال انتشار وتطوير هائلين لغرض الاستخدام العسكري.
يبدو هذا منطقيًا وواضحًا إلى حد كبير، اذًا ما المشكلة؟
الأمر هو أنه لا يمكن لأي وثيقة أو قرار منع -حتى وإن صدر من الأمم المتحدة- أن يمنع الأفراد العاديين من تصنيع روبوتات ذكية مسلحة!
مثلًا، تجد فى الولايات المتحدة أن الطائرات بدون طيار quadcopters والتي يمكن التحكّم بها من خلال هاتفك الذكي؛ متوفرة في محلات ألعاب الأطفال Toys R Us بـ300$! فقط تخيّل ما الذي سيمكنك شراؤه بعد أعوام قليلة.
مثل هذه التكنولوجيا موجودة، وستستمر في التواجد وستتوسع. لأن هناك قيمة تجارية كبيرة في خلق طائرات ذكية، ذات قدرة تحمّل عالية واستيعاب للحمولات الثقيلة، وهذا كما ترى ما يجب أن يتوفر فى الطائرات العسكرية كذلك. يمكن لطائرات بهذه الإمكانيات أن تكون ذات فوائد أخرى كبيرة مثل نقل الطلبات إلى المنازل، وبالتالي فإن الحل ليس إيقاف الأبحاث في هذا الشأن. ففي النهاية نعلم أن النفع أو الضرر العائد من التكنولوجيا يعتمد بشكل أساسي على اختياراتنا نحن كبشر أولًا وأخيرًا.
الحل هو أن نجعل هذه الروبوتات أخلاقية بدلًا من منعها تمامًا. يظن البعض أن أكبر المخاوف تجاه استخدام الأسلحة الذكية هو أنها لن تصبح قادرة تمامًا على تحديد إذا كان الهجوم والقتل ضروريان في تلك اللحظة أم يفضّل الانتظار والترصد، وبالتالي يزداد قتل الأبرياء بالخطأ. ولربما نجد أن الأمر كذلك فعلًا، إلا أنها حالة مؤقتة. ففي المستقبل القريب ستصبح الآلة قادرة على تحديد الفرق بامتياز بل وستتفوّق على بني البشر، حيث أنه أصبح الآن يوجد ما يسمى بقوانين الاشتباك أو Engagement Rules، والتي تحدّد بقوانين صارمة ما إذا كان يجب استعمال القوة أم لا.
هل الهدف يحمل سلاحًا؟ هل السلاح موجّه نحوك؟ هل تم إطلاق النار عليك؟ هل أصبت؟ كل هذه هي معلومات يمكن للروبوت أن يتعرف عليها بسهولة باستخدام عدد من المستشعرات أو sensors متوفرة حاليًا وتستخدم في مجالات عدة.
يرفض البعض أن يكون بمقدور الروبوت -أيًا كانت درجة وعيه وتأكده- من إطلاق النار على إنسان باعتباره عمل غير أخلاقي، ولكن هنا يظهر سؤال مهم.. هل هو أخلاقي أن تطلب من إنسان الأمر ذاته؟ من الأفضل أن نعمل في سبيل أن يصبح الروبوت أكثر حذرًا وأكثر قدرة على اتخاذ قرارات تخلو من التوتر والتعب وقلة الانتباه التي قد يقع بها إنسان، وبالتالي خسائر أقل في الأرواح.
إعداد: Hadear Abul-Hagag
تدقيق: Dana Abufarha
تصميم: Waleed Adel
نشر في 30 آب 2015