670 مشاهدة
4
4
ما هي المقدرة التي من الممكن أن يمدونا بها من معلومات؟ تجد بعد كل ذلك شخص ينعت آخر بأنه مؤرخ كبير، وهو ما أقصى ما وصل إليه أنه حصل على الليسانس أو الماجستير
ما مدى صعوبة مهنة المؤرخ؟في بداية قراءتي التاريخية كنت أحسب تحت تأثير قلة العلم بأني من الممكن أن ألم بالمواضيع الرئيسية للتاريخ العثماني وأكون بذلك قد تَملكت ناصيتها بشكل شبه كامل، ولا حاجة لي بعدها إلى الغوص في أي شيء يخص هذه الحقبة؛ وبمجرد الدخول قليلًا إلى سواحل المواضيع التاريخية التي تخص العثمانيين أدركت أن هذا الوهم الذي عشش في مخيلتي لفترة من الزمن ما هو إلا قصور من رمال على حافة شاطئ تهتاج أمواجه دائمًا، فعلمت أني ربما أصرف عمري كله في التخصص في جزء واحد فقط من أجزاء التاريخ العثماني وربما في قرن واحد فقط، فلك أن تتخيل مثلًا أن حملة مثل حملة محمد علي على الشام عام 1831 والتي نتج عنها حكم محمد علي للشام لمدة عشر سنوات أي حتى عام 1841 تقريبًا، قد يتجاوز عدد الأصول التي نعتمد عليها في كتابة تاريخها الألف وثيقة، فما بالك بقرن مثلًا مثل القرن التاسع عشر؟ كميات ضخمة جدًا من الوثائق المتنوعة وبلغات شتى تعكف على دراستها عقود طويلة ويكون في أحيان كثيرة ما تجتهده بأحكامك الشخصية لسد الثغرات أكثر من الاستنباطات المباشرة، فنحن أحياء نتحاكم إلى أموات ونستنطقهم، فما هي المقدرة التي من الممكن أن يمدونا بها من معلومات؟ تجد بعد كل ذلك شخص ينعت آخر بأنه مؤرخ كبير، وهوا ما أقصى ما وصل إليه أنه حصل على الليسانس أو الماجستير.
نشر في 22 آب 2019
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع