408 مشاهدة
1
1
عندما كان الوليد بن عبد الملك بن مروان ولياً للعهد عشقَ امرأةً يُقال لها سُعدى، ثم تزوجها، ثم ما لبث أن وقع بينهما خلافٍ فطلّقها ! فلما انقضتْ عدتها تزوجتْ غيره فاشتدَّ ذلك عليه ذلك. فماذا فعل؟
حدث في مثل هذا اليوم٢٩ يونيو / حزيران
في مثل هذا اليوم من العام ٧٠٩م وُلد الخليفة الأموي الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان !
عندما كان ولياً للعهد عشقَ امرأةً يُقال لها سُعدى، ثم تزوجها، ثم ما لبث أن وقع بينهما خلافٍ فطلّقها ! فلما انقضتْ عدتها تزوجتْ غيره فاشتدَّ ذلك عليه !
فدخلَ عليه أشعب، فقال له الوليد:
-هل لك أن تبلِّغَ سُعدى عني رسالة، ولك عندي خمسةُ آلاف درهم؟
قال: عجّلها.
فأمر له بها، فلمّا قبضَها قال:
هات رسالتَك.
قال: ائتِها وأنشدها:
أسُعدى هل إليكِ لنا سبيلٌ
ولا حتى القيامةِ من تلاقِ؟
بلى ولعلّ دهرًا أن يواتي
بموتٍ من خَليلِكِ أو فراقِ
فأتاها أشعب، فاستأذن عليها، فأذنت له، فقالت: ما بدا لك في زيارتنا يا أشعب؟
فقال: أرسَلني إليك الوليد برسالة. وأنشدها الشعر.
فقالت لجواريها: عليكنّ بهذا الخبيث.
فلما هَممن به قال لها: لقد جعل لي الوليدُ خمسةَ آلاف درهم إن أنا فعلت.
فقالت له: والله لئن لم تَرجع إليه برسالتي هذه لأُعاقبنّك.
فقال أشعب: ياسيدتي اجعلي لي أجرا.
فقالت: لك بساطي هذا. فأخذه وقال: هاتِ رسالتك.
قالت: قل له:
أَتبكي على سُعدى وأنت تركتَها؟
لقد ذَهبَت سُعدى فما أنت صانعُ؟
فلما بلغت الرسالةُ الوليد، ضاق صدرُه واغتاظ غيظًا شديدا، وقال لأشعب:
اختر مني ثلاثا: إما أن نقتلَك، أو نطرحَك من هذا القصر، وإما أن نُلقيَك إلى هذه السباع.
فتحيّرَ أشعب وأطرق، ثم رفع رأسَه فقال:
يا سيدي، ما كنت لِتُعذِّبَ عينَين نَظرتَا إلى سُعدى !
فتبسّم الوليدُ وخلّى سبيلَه!
يبدو أنَّ الناس جميعاً خاصتهم وعامتهم لا يعرفون قيمة الأشياء التي بين أيديهم حتى يفقدوها ! فإن كان يمكن الخروج من هذه القصة بدرس فهو :
حافِظْ على أشيائك التي لا تريد أن تراها في يد غيرك !
أدهم شرقاوي / صحيفة الوطن القطرية
نشر في 29 حزيران 2019

تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع