981 مشاهدة
0
0
يظن أكثر الناس أن العين الحمرا والتخويف والصوت العالي هو ما يحتاجه الأطفال لكي ينشؤوا ملتزمين بالأدب والأعراف والتقاليد ويقوم الأب خصيصاً بهذا الدور على أكمل وجه فيصبح الوقت الذي يدخل فيه البيت وقتاً يصفه بكل فخر بقوله ترمي الابرة وماتسمع رنتها
فن الإحتراميظن اكثر الناس ان العين الحمرا والتخويف والصوت العالي هو ما يحتاجه الاطفال لكي ينشؤوا ملتزمين بالادب والاعراف والتقاليد. ويقوم الاب خصيصا بهذا الدور على اكمل وجه فيصبح الوقت الذي يدخل فيه البيت وقتا يصفه بكل فخر بقوله ترمي الابرة وماتسمع رنتها!!! او ربما وقت الجزاء القاسي حيث يخلع حزامه ويبدأ بجلد اطفاله ظنا منه انه يربيهم!! أذكر احد اصدقاء زوجي كان يتفاخر امامه بقوله:” اولادي مابقدرو يتخنفسو او يتنفسو بوجودي وماحد بستجري يحكيلي لا بتناولو!!!” ظناً منه انه سيطر عليهم واحكم التصرف لانهم لن يخرجوا عن امره وطوره!
امثاله مساكين : ” يحسبون انهم يحسنون صنعا”
كثيرا ما يسألني الناس عن اساسات التربية وعن اولادي خصيصاً كيف ربيتهم وكيف نشؤوا يتمتعون بهذه الثقة بالنفس؟ كيف يتمتعون بذا القدر من احترام ذواتهم والقدرة على الحفاظ على كرامتهم؟
الجواب ببساطة هو الاحترام….
الاحترام هو اساس تعامل الرسول عليه السلام مع الصحابه ومع المنافقين والمشركين … الاحترام هو اول قاعدة في الحروب الاسلامية فلا تقطعوا شجرة ولا تقتلوا شيخا ولا امرأة!!
الاحترام هو اساس علاقة الله عز وحل بعباده فأخبرهم ما ينتظرهم وما يتوقعونه بكل ذرة خير او شر ومن ثم ترك لهم الخيار ليختاروا طريقهم!!
الاحترام واجب ومطلوب عندما يخطئ الطفل مثلما ما هو مطلوب عندما يتصرف بصواب. فالسلوك لا يهم مهما تصرف الطفل فهو يستحق الاحترام.
بعض الاهل يعتقدون ان اهانة الطفل ونعته بأقبح الالفاظ سوف يلقنه درسا او يعلمه ان سلوكه مرفوض ولكن هذا الاسلوب الفظ المهين فقط يؤكد للطفل انه حقير يستحق الاهانة ويستحق الاساءة
وهذا السلوك يزعزع ثقته بنفسه بل يدخله في متاهات ومشاكل لانه يتعلم هذا الاسلوب ويخرج به للمجتمع.
فلنتعلم فن الاحترام…. من اليوم اذا اردت ان اتحدث مع طفلي وقد اغضبني اقول:
هذا التصرف يغضبني اريد منك كذا
اذا احتجت منه ان يعطيني هاتفي او الجريدة او اي شيء اقول لو سمحت يابني هات هذه او تلك
اذا أسدا لي خدمة واحضر لي كوب ماء اشكره واقول شكرا سلمت يمناك
اذا رأيته في الصباح اقول صباح الخير يا حبيبي
اذا ذهب لفراشه اقول تصبح على خير
اذا حضر اصدقائي للزيارة ادعوه واعرفه عليهم واوسع له في المجلس واقدم له الضيافة.
عندما نذهب للتسوق اساله ماذا بنفسه؟ هل يرغب عصير برتقال او فراولة؟ ايس كريم او موالح؟
احترم شخصيته… فإذا قال لا اريد ان ارتب غرفتي الان احترم رغبته واقول حسنا هل ممكن ترتيبها بعد نصف ساعة او ساعتين؟
على طاولة الطعام اعطيه وأُلبي طلباته فأنا ألاحظ ان اغلب العائلات تعنف الطفل لو اظهر فرحا للطعام او لو احب ان يأخذ كأسا من العصير قبل الوالد او الاخ الاكبر!!! لا بأس من وجود بعض آداب الطعام ولكن لايجوز تعنيف طفل عمره خمس سنوات او ٧ فقط لانه طلب عصير بصوت مرتفع بل احترمه واحترم طلبه واقول حسنا لك العصير كما تشاء ولكن هناك طريقة لتطلب مني وارغب ان تطلب بأدب الان… وانتهى الامر لماذا التعنيف والالقاب البذيئة؟؟
احترم طفلي في السيارة فإذا قال ارجو خفض صوت المسجل لا اقول اخرس ومن انت لتتفوه ومن طلب رأيك اصلا؟؟ بل اقول حسنا هل هذا المقدار جيد بالنسبة لك او تحتاجه منخفض اكثر؟
احترمه وهو يشاهد برنامجه المفضل فلا اخطف الريموت واختار محطة مختلفة واذا صاح معترضا ضربته واهنته وعاقبته بإرساله لغرفته
بل اقول احتاج التلفاز بعد عشر دقائق… كم من الوقت تحتاج انت؟؟ هل ممكن ان أُغير القناه؟
احترم اشياءه فلا استخدم قلمه او اي غرض له او آكل حلوياته بدون اذنه واحترم قراره لو قال لا فالأجدر ان لا اغصبه ابداً بل أوضح له ماهي نواياي واعطيه الخيار.
ان فن الاحترام من اهم مهارات التربية بالحب ومن اهم ما يعزز ثقة النفس لدى الانسان وتقديره لذاته.
فلنحترم اطفالنا ليحترمونا ونقدرهم ليقدرونا ونكون احسن قدوة لهم.
تحياتي
سناء عيسى
نشر في 19 نيسان 2018
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع