1829 مشاهدة
1
1
ينتهي نسبه إلى الحسن بن علي وفاطمه الزهراء (رضي الله عنهم) بنت محمد بن عبد الله (صلى الله عليه و سلم)، ومن هنا جاء لقبه بالشريف لنسبه لرسول الله (صلى الله عليه و سلم) العالم المغربي، أحد كبار الجغرافيين في التاريخ ويعد أعظم جغرافي ظهر في القرون الوسطى
[[ الشريف الإدريسي.. مؤسس علم الجغرافيا ]]هو أبو عبد الله محمد بن محمد ابن عبد الله بن إدريس الصقلي المعروف بأسم الشريف الإدريسي , ينتهي نسبه إلى الحسن بن علي وفاطمه الزهراء (رضي الله عنهم) بنت محمد بن عبد الله (صلى الله عليه و سلم)، ومن هنا جاء لقبه بالشريف لنسبه لرسول الله (صلى الله عليه و سلم) . العالم المغربي ،. أحد كبار الجغرافيين في التاريخ ويعد أعظم جغرافي ظهر في القرون الوسطى، كما أنه كتب في التاريخ، والأدب، والشعر، والنبات ودرس الفلسفة، والطب، والنجوم، والجغرافيا، والشعر في قرطبة ثم بدأ رحلته إلى إسبانيا والبرتغال, ثم زار أفريقيا وآسيا الصغرى. استخدمت مصوراته و خرائطه في سائر كشوف عصر النهضة الأوربية حيث لجأ إلى تحديد اتجاهات الأنهار والمرتفعات والبحيرات ، وضمنها أيضًا معلومات عن المدن الرئيسية بالإضافة إلى حدود الدول . قليلة هي الكتب العربية التي تحدثت عنه، وباستثناء سلسلة ذكريات مشاهير رجال المغرب لعبد الله كنون، كتاب الوافي للصلاح الصفدي، كتاب عيون الأنباء لابن أبي أصبيعة، فلولا الاستعانة بما كتبه عنه الأوروبيون –أو ما يُعرف بالمستشرقين-، لمّا تمّ التعريف بهذا الرجل، حيث يقول كنون إن السبب في إهمال العرب له هو طول مقامه بصقلية الإيطالية، وكثرة تجوله بعدد من البلدان جعلت من الصعب التدقيق في حياته. هو من من أوائل من أسسوا لعلم الخرائط بمفهومه الحديث، بل إن خريطته التي قضى من أجل إنجازها قرابة خمسة عشر سنة، تعتبر أهم خريطة عالمية يتم إنجازها في القرون الوسطى ، وُلد بسبتة المغربية سنة 493 هجرية/ 1099 ميلادية، من أسرة يعود نسبها إلى إدريس بن عبد الله مؤسس الدولة الإدريسية، ويعود كذلك لعلي بن حمود منشئ الدولة الحمودية بالأندلس في عهد ملوك الطوائف، أنهى دراسته بقرطبة، واستطاع منذ حداثة سنة أن يحصل على ثقافة أدبية متينة، وأن يتشبع بثقافة رياضية كاملة في الحساب و الهندسة والجغرافية، كما زاول مهنة الطب هناك وتعرّف على أسرار النبات، زيادة على نبوغه في الشعر. منذ ربيعه الـ16، بدأ الإدريسي التجوال في العالم، فزار كل بلدان المغرب الكبير، فمصر والشام والكثير من البلدان العربية، ثم بلاد الأندلس، ففرنسا، ثم انجلترا، قبل أن يرحل لصقلية ويعيش فيها ابتداء من سنة 533 هجرية ، بدعوة من ملكها رُوجار، الذي استدعاه لمساعدته في أبحاثه الجغرافية، بعد أن ذاع صيت الإدريسي وعُرف كواحد من أكبر جغرافيي العالم في ذلك الوقت، فقد كان روجار يميل إلى الاستفادة من المسلمين الذين كانوا حاملي مشعل العلم والحضارة في البحر الأبيض المتوسط، واستفاد منهم الكثير من الملوك الأوروبيين في بناء نهضة أوربا العلمية. استطاع الإدريسي، كما يؤكد كنون، أن يضع أول خريطة عالمية صحيحة مبنية على الأصول العلمية والحقائق الفنية الثابتة لذلك العهد، وقد كان السبب في هذه الخريطة يعود لرغبة روجار في تأليف ما يصف مملكته الواسعة، ليلتقي الإدريسي بسفراء صقلية، وبدأ بالتأكد من أماكن الأقطار سواء من معلوماته التي اكتنزها من رحلاته أو من معلومات السفراء، فاستمرت عملية التدقيق خمسة عشر سنة، حضّر من خلالها لوح الترسيم، ووضع عليه مواقع البلدان بواسطة بركار من حديد، وعندما انتهى، وضع خريطة جامعة على صفيحة من ورق، قَدّر وزنها أحد المستشرقين الإيطاليين وهو تشيا باريلي، ب150 كيلوغراما، وقدّر طولها المؤرخ الألماني بيلر بثلاثة أمتار ونصف طولا، ومتر ونصف عرضا، إلا أن هذه التحفة النادرة لم تُعمر طويلا، بعدما سطا عليها ثوار من المدينة ليتلفوها بعدما لم يعوا قيمتها. الخريطة الإدريسية لا تشبه كثيرا الخريطة الحالية التي نعرفها للعالم، لكنها كانت متقدمة بشكل كبير وأعطت الأسس المتينة للتعرف على العالم، فقد رأى الإدريسي أن الأرض مُكوّرة، وأن نصفها الجنوبي خالٍ من البشر، بينما نصفها الشمالي هو القسم المعمور، واعتبر أن هذا القسم يتكون من ثلاث قارات هي آسيا وإفريقيا وأوروبا، إلا أن أكبر ما حققه في هذه الخريطة، هو إثباته لخطوط العرض من أجل تحديد مواقع البلدان، حيث أثبت خطوط العرض من الدرجة 28 إلى الدرجة 63، هكذا وفي بعض المناطق التي كانت لديه الإمكانيات لإجراء المقاييس الصحيحة عليها، كانت أرقامه متطابقة، وفي بلدان أخرى استحال عليه التدقيق بشأنها، كانت الاختلافات ضئيلة جدا. بعد أن انتهى الإدريسي من وضع هذه الخريطة، والتي لحسن الحظ بقيت أصولها من الورق العادي لحد الآن، بدأ في تأليف كتابه:" نزهة المشتاق في اختراق الآفاق"، وهو واحد من أشهر الكتب العربية التي وَصفت بدقة عالية مجموعة من المدن والأقطار، وهو الكتاب الذي قيل في حقه الكثير، فمثلا قال عنه الكاتب الفرنسي لوريش:" إن كتاب الإدريسي هو أعظم وثيقة علمية جغرافية في القرون الوسطى"، وقال عنه البارون دي سلان:" إن ثمة بعض الأجزاء من المعمورة، لا يزال هذا الكتاب دليل المؤرخ الجغرافي في الأمور المتعلقة بها"، كما تحدث عنه سيبولد:" إن كتاب الإدريسي يُعد أعظم مصنفات العصور الوسطى في الجغرافية". ألّف الإدريسي كتابين فيما بعد لم يعرفا نفس شهرة كتابه الأول، وهما:" روض الأنس ونزهة النفس"، "روض الفرج ونزهة المهج"، كما كان شاعرا ظريفا، وقد تم ذكره في بعض الكتب التاريخية كشاعر وليس فقط كعالم جغرافية. مما قاله في كتابه " نزهة المشتاق في اختراق الآفاق" عن مدينة مراكش:" وَ هي في وطاء من الأرض ليس حولها شيء من الجبال إلا جبل صغير يسمى إيجليز. ومنه قُطع الحجر الذي بُني به قصر أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين، وهو المعروف بدار الحجر وليس في مَوضع مدينة مراكش حجر البتّة إلا ما كان من هذا الجبل". توفي الإدريسي سنة 560 ه /1160 م بصقلية عن عمر ناهز 61 سنة، ولحد الآن، تصفه الكثير من المواقع العالمية بمؤسس علم الجغرافية، كما أن تمثاله موجود بسبتة اعترافا بإسهاماته الكبيرة.
#سبتة_مفتاح_الأندلس
نشر في 21 آب 2016
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع