1320 مشاهدة
1
0
في ذكرى التمكين الذي حدث لنصارى أوروبا الغربية على أرض الأندلس وفي ذكرى ضياع ركن مهم في خارطة الأمة الإسلامية، لن أتوج السطور بما خسرناه بل بما ربحه قطاع أوروبا من تراجعنا وما خسره العالم أجمع بعد ذاك الربح المغشوش
ماذا خسر المسلمون بسقوط الأندلس ؟في ذكرى التمكين الذي حدث لنصارى أوروبا الغربية على أرض الأندلس .. وفي ذكرى ضياع ركن مهم في خارطة الأمة الإسلامية ، لن أتوج السطور بما خسرناه ، بل بما ربحه قطاع أوروبا من تراجعنا .. وما خسره العالم أجمع بعد ذاك الربح المغشوش .
مرت قرون ؟ .. نعم , نعلم كم هي؟ ... نعم , نحصي رقم الذكرى ونقوله بسلاسة وطلاقة ؟ نعم , ثم ماذا ؟!
ثم انتكاسة وخمول وغشاوة نجح الغرب في وضعها على بصيرتنا قبل أبصارنا ونحن مستسلمون !
في الحملات التي سبق وأعددنا لها بفضل الله ..عرضنا الكثير عن فضل الأندلس على الإسلام والمسلمين ؛ فمؤكد أن هذا الفضل حرك تلك الأمم الغربية الراكدة من الدونية السحيقة إلى قمة الفوقية .
بعيدًا عن سرديات التاريخ الحقيقية والمزيفة .....وأوهام الواقع التي ستغدو تاريخًا ويكتب قريًبا وفقًا للهوى أيضًا ... مسئولية عليّ قبلكم جميعًا ..أن نعرف ما الموقع الذي نحيا فيه .. والصورة الذهنية الثابتة عند الغربيّ عنا ,
نعم .. ثابتة .. وما أن تتحرك جموع حتى من أبنائهم لتعديلها حتى تندلع الحـــرب .. الحرب التي أشعلوها لانتزاع فضل الإسلام على العالم لينُسب لهم .. إذن المعضلة التي تؤرقهم هـــي : " انتزاع نسب " وهل نجحوا ؟!
نقولها وبكل ثقـــة .. لا .. ونكررها .. لو نجحوا .. لما دامت حروبهم علينا بهذه القسوة والدموية حتى الآن .. الجاهل حينما يتحدى العاقل أول ما يهاجمه به هو قوته العضلية قبل فكره .. وهذا ما حدث مع المجتمع الأوربي .. توجهوا بالحرب وجمعوا القاصي والداني من جياعهم أصحاب الأبدان حتى دانت لهم الأرض وما أن تمكنوا حتى برحوا يستخدمون " عقولهم" الفارغة لتمتلأ بحكمة المسلمين وعلومهم .
ما نحن فيه مرحلة مؤقتة من الكساد والتراجع وبطالة العقل قبل الأيدي .. أي : تعطيل عطاء الإسلام للزمن وهذه بداية الخطوة التي يريدونها لكنها لم تكتمل بعد .. إذن أمامنا فرصة لإفسادها عليهم .
إن العــــالم اتخذ من فشل المسلمين الأخير اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا دليلاً بينًّا على عدم صلاح الإسلام لقيادة المسلمين بل والعالم كله !!
ومن هنا وجه أبناءنا إلى أحضان الغرب ليستمد منه ... ناسيًا أن كل هذا ميراث إسلامي مسلوب ... وبدا طريق التبعية رائجًا وناجحًا وله مردود قصير الأجل .. المهم أن الختم النهائي في ورقة العلم والتحرك والتاريخ... بحرف لاتيني وبمسمى أعجمي !
في الثقافة المعمارية لا تتهاوى الأبنية مرة واحدة .. بل هناك تنبيهات يراها صاحب الملك قبل الترميم .. في الأندلس قبل اكتمال احتلالها .. تهاوت مدن وأرسلت النذير للأخرى لتأخذ الحيطة والحذر .. لكن هذا لم يحدث !
الغرب لم يعرف #الإســــلام بعد بالصورة الكاملة الصحيحة .. فمنذ ظهوره واتساع رقعته وهم يتخذون منه موقفًا عدائيًا رسخ في عقول أجيالهم .. رغم أنه المرشح الوحيد لوراثة الإنسان الغربي والشرقي والمناسب لقيادة البشرية في هذا العالم المادي الخاسر .
خسارة العالم كل يوم تتزايد وتتجدد بخسارة المسلمين لمواقعهم وخسارة الشعوب لعطاء الإسلام ... خلف جبال البرانس أعطت الأندلس الإسلامية الكثير وذلك بشهادة مؤرخيهم : بأن الغرب كان يمكن أن يكون أحسن حالاً لو تم دمجه بــ .. " الإمبراطورية الإسلامية القوية " في أوائل العصور الوسطى ... يكيفيها الإدريسي والخازن اللذان سبقا نيوتن في القول بالجاذبية .. وابن النفيس الذي سبق هارفي في معرفة الدورة الدموية وابن مسكويه الذي سبق دارون في القول بالتطور وابن خلدون الذي سبق لامارك في القول بأثر البيئة على الأحياء ... أضف إلى ذلك التأثير الأخلاقي والإجتماعي والقيم الرشيدة والنبوغ العمراني والفلكي .
إن كانت تلك الأمة قد كتب لها الغرب قصر الأجل في العطاء ... فكيف لو امتد ؟
روي الإمام أحمد عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : " لينقض الإسلام عروة عروة فكلما انتقضت عروة يتشبث الناس بالتي تليها وأولهن نقضًا الحكم وآخرهن نقضًا الصلاة "
أدرك الغرب جيدًا هذا المعنى .. فكان إسقاط الخلافة في كل مرحلة هي بغيتهم , بداية من سقوط الخلافة العباسية والأندلسية وآخرهن الخلافة العثمانية .
لم تكن جهود محاربتهم أحادية لذلك ما أن تفتر جهة كافرة من العالم حتى تنشط أخرى .. بعدما فازوا بالأندلس .. قامت الراية الأرثوذكسية في الشرق الأوروبي هي الأخرى وحاربت مسلمي القوقاز والبلقان وقطعت عنهم أواصر الصلة المتينة بالدولة العثمانية وسقطت الخلافة ... وأبيد ربع مسلمي هذه الأمة في أقل من نصف قرن !
وفي تلك الأثناء ظهرت "الصهيونية " التي اعتبرت اليهود قومية بدون وطن وحملت أمم العالم مسئولية إيجاد هذا الوطن واختارت فلسطين لذلك ... وحركت مجريات التاريخ المادي بعصا رؤوس أموالها ضاغطة بكل ما لديها من قوة على أمة الإسلام لتناسُبها مع الواقع الروحي والإنساني المرفوض عندهم !
ففي فرنسا " إحدى رؤوس الإرهاب بالقرن العشرين والحالي " عام 1881 تمكن اليهود من إصدار قانون ينص : على عدم التشهير بأي شخص بسبب انتمائه إلى عرق معين أو أمة أو جنس أو دين ...أي : من يكشف حقائق الصهيونية يتهم باللاسامية !.. وهذا لا يطبق مع المسلمين إلى اليوم !
وظهرت محاولات إسلامية جادة مخلصة للنهوض بالمجتمع الإسلامي مرة ثانية بعد الانفتاح الغربي المزيف منها الدعوة السنوسية وجمعية العلماء في الجزائر ودعوة السرهندي والدهلوي في الهند والجمعية المحمدية في إندونسيا وحركة أحمد وبللو في إفريقيا الوسطى والغربية وحوربت جميعها ومنها من نجح في التغيير البسيط ومنها من لم يكتب له البقاء في ظل التناقض والدونية التي ملأت المجتمعات الإسلامية .
لذلك ليس من الصدق أن أصنف أمتي بأنها متخلفة كما يقول الغرب .. ولا أن أدرجها تحت مسمى " العالم الثالث " ... التصنيف ينبع من الحقيقة .. وما تخلفت أقوام وأمم إلا لأن دولاً أخرى كانت تنمو على حسابها فدول العالم الثالث تخلفت نتيجة لاستغلال وسلب العالم الأول .
الأمة الإسلامية تحتاج اليوم لجيل اتقى عن مساكنة الدنيا من أجل الآخرة .. جيل يعلم أن تقصيره في الجهاد أضاع انتصارات أمته وأوقفها .. فصار واجبًا عليه تغيير القيادة الإنسانية المادية الحالية ؛ لأن سنة الله في أرضه أن يحكم هذا الدين ؛ فالعقيدة الإسلامية عقيدة استعلاء تجبر المسلم أن يكون عزيزًا واثقًا مجدد في غير ابتداع فأمته خير أمة أخرجت للناس ويجب أن تكون خير أمـــة تقود .
#ذكرى_سقوط_الأندلس
#ماذا_خسر_المسلمون_بسقوط_الأندلس؟
#النكبة_الأندلسية
#فريق_رؤية
نشر في 11 كانون الأول 2015
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع