922 مشاهدة
2
2
الألعاب الإلكترونية في التابلت أو الهاتف الذكي لا يمكن أن تكون ألعاباً بمعناها النفسي للطفل، وحلولها مكان اللعب الطبيعي هو أمر بالغ الخطورة يجب على الأهل إدراكه وتداريه
الألعاب الإلكترونية في التابلت أو الهاتف الذكي لا يمكن أن تكون ألعاباً بمعناها النفسي للطفل . وحلولها مكان اللعب الطبيعي هو أمر بالغ الخطورة يجب على الأهل إدراكه وتداريه.قد يظنّ الأهل أنهم بإعطائهم لطفلهم تابلتاً أو هاتفاً ذكيّاً هم يعطونه وسيلة متطوّرة تساعده في نموه، وعندما يحرمونه من هذه الوسيلة أو يحدّدون استعماله لها هم يولّدون داخله شعوراً بالظلم والنقص، خصوصاً إذا كان كل الأطفال حولهم يلعبون هذه الألعاب الإلكترونية.
في الواقع يبدو أنه العكس تماماً هو الصحيح.
إبعاد الطفل عن الوسائل الإلكترونية يترك مجالا للوقت المشترك واللعب المشترك، وهو من أكثر الأمور إفادة لصحة الطفل النفسية ولتطوّره. دون أن نظلم الجميع، ودون تعميم، أصبحنا كمختصّين في العلاج النفسي والتطوّري نشكّ بأن هذا التابلت أو الهاتف النقّال هو وسيلة يستعملها بعض الأهل لإسكات الطفل للاستراحة من طلباته من اللعب والاهتمام.
حين يلعب الطفل لعبة إلكترونية في هاتفه النقّال، هو يجلس مع ذاته برفقة آلة ولا يتمتّع بتواصل بشري بكلّ ما فيه من مشاعر واستعمال لمهارات ذهنية ضرورية.
سوف أوضح الموضوع عن طريق شرح مبسّط للفائدة التي يمكن أن تعطيها لعبةٌ بسيطةٌ وقديمةٌ وتقليديةٌ لا يتعدّى سعرها الدولار الواحد: لعبة ميكادو (Mikado).
في هذه اللعبة نطلب من مجموعة أطفال أخذ قشّة واحدة دون تحريك أي قشّة أخرى. طلب قد يبدو بسيطاً ، لكن له فوائد تطوّرية لمهارات عدّة، منها مثلاً حاجة الطفل للحفاظ على التركيز ، واستعمال التلائم البصري-الحركي حين يقوم بأخذ القشة. هو يحتاج أيضاً استعمال ذاكرته في التخطيط، وأن يضبط جسده ويصبر حتى يأتي دوره.
بما أنّ الطفل يلعبُ مع مجموعة أطفال، فهو يتعلم أن يلتزم بقوانين ونظام اللعبة، كما يتعلم التعامل مع مشاعر عديدة، منها مثلا ضبط النفس عندما يخسر ، واحتماله لخيبة أمله، كذلك تقبّله لربح طفل آخر في اللعبة والفرح من أجله، التعاطف مع الخاسر واحتمال الغضب تجاه الرابح، اكتساب الثقة بالنفس حين يربح، وعدم اليأس والمحاولة مجدداً ومجدداً . الطفل يحتاج أن يعبّر عن نفسه وعن مشاعره وأن يصرّ على موقفه إذا احتاج الأمر، كما يحتاج أن يسمع وجهة نظر الأخر ويتقبّلها أيضا إذا احتاج الأمر.
هذا كان شرحاً مختصراً لبعض فوائد لعبة واحدة، لكن للعب الرمزي والخيالي في الدُّمى فوائد نفسية إضافية. مثلاً ، يُعدّ اللعب الرمزي وسيلةً يعالج بها الطفل نفسه وقلقه، فإذا كانت الطفلة تخاف الظلام، سوف تقوم بإدخال موضوع الظلام في لعبها مع دميتها، وبهذا هي تساعد نفسها في استيعاب الموضوع وتخفيف قلقها منه.
كل المهارات والفوائد هذه غالباً غير موجودة في أيّة لعبة إلكترونية، ولن تعطي الطفل أيّ فائدةٍ نفسية أو تطورية.
الأبحاث تقام حالياً في موضوع تأثير التكنولوجيا على تطور الطفل، والنتائج سوف تكون واضحة قريباً ، لكن في الوقت الحالي يُنصح الأهلُ بالاعتدال، و إعطاء الطفل كلّ أنواع الألعاب والتواصل. أهمّ نصيحة في هذا السياق، هي عدم ترك الطفل وحده مع الآلة، ومشاركته الوقت في اللعبة الإلكترونية التي يلعبها لإعطائه التواصل البشري الذي يحتاجه، وتحفيزه على الكلام والتفكير والتعبير عن مشاعره.
بسمة سعد
أخصائية نفسية
نشر في 16 شباط 2016
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع