1309 مشاهدة
0
0
إذا كان هناك شيء واحد نعرفه من التاريخ فهو أن مرضاً جديداً قاتلاً ربما يظهر و يجتاح جميع أنحاء العالم في أي لحظة و نحن لسنا مستعدين له
إذا كان هناك شيء واحد نعرفه من التاريخ فهو أن مرضاً جديداً قاتلاً ربما يظهر و يجتاح جميع أنحاء العالم في أي لحظة و نحن لسنا مستعدين له .في أعقاب الحرب العالمية الأولى عام 1918 أصابت الانفلونزا الإسبانية حوالي 500 مليون شخص حول العالم قتلت منهم ما يقرب من 50 مليون شخص أي ما يعادل ضعف قتلى الحرب نفسها
الغالبية العظمى من ضحايا هذا الوباء كانوا من البالغين واليافعين الأصحاء بعكس ما يحصل عادة من أن يستهدف الوباء كبار السن والأطفال والأشخاص المرضى أو ضعيفي المناعة , و السبب في ذلك يعود إلى طريقة عمل الفايروس , حيث أدى المرض إلى إعطاء رد فعل مبالغ به من قبل جهاز المناعة ضد الجسم, و كلما كان الجهاز المناعي أقوى كلما دمر الداء الجسم !
المرض انتشر في جميع أنحاء العالم حينها , حتى وصل إلى جزر القطب الشمالي ,و لم ينتهِ بسبب إيجاد علاج له بل بسبب أن الفايروس تكاثر داخل الخلايا حتى تعرض لطفرات أفقدته تأثيره و قدرته على القتل بالتدريج حتى زال بشكل نهائي .
ذات مرة حذر بيل جيتس من أن مرضاً جديداً قد يظهر و يقتل 30 مليون شخص في غضون 6 أشهر . و أنه ربما لا يكون كالإنفلونزا الإسبانية بل شيء لم نشهده من قبل , وربما يكون فايروس تم تطويره لأغراض إرهابية من قبل إحدى الدول و أن على العالم أن يستعد له كما يستعد للحروب .
بيل محق بالفعل , فنحن لا نحقق تقدماً كبيراً يسمح لنا بالتأهب لأي وباء عالمي و احتمالية ظهور مثل هذا الوباء في ارتفاع مستمر , إذ تظهر مسببات الأمراض الجديدة طوال الوقت مع تزايد عدد سكان العالم وتعدى الإنسانية على البيئات البرية. و يمكن أن ينتشر كالنار في الهشيم مثلما حدث مؤخراً مع إنتشار فايروسات السارس والميرز والإيبولا في الدول الإفريقية .
في بعض النواحي ، نحن مستعدون الآن بشكل أفضل مما كنا عليه في الماضي للأوبئة والأمراض التي نعرفها . لدينا أدوية مضادة للفايروسات يمكنها في كثير من الحالات أن تفعل شيئاً لتحسين معدلات البقاء على قيد الحياة , لكننا لسنا جيدين بما يكفي لمواجهة أي تهديد سريع ، وردود الفعل العالمية البطيئة اثر ظهور وباء الإيبولا الفتاك تثبت ذلك .
نشر في 05 تشرين الأول 2018
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع