1276 مشاهدة
0
0
هلِ الهواءُ عديمُ الوزن؟ برأيِك إن كانَ كذلك فلمَ تطفو المروحيَّات في الجوّ كالغواصةِ بالماء؟ الفائدة من معرفةِ وزنه و ما أثرُه على حياتنا؟ إذاً فلنتروَّ قليلاً و نرَ كم من أهميةٍ لثقله ووزنه ناهيك عن باقي خواصّه!
62- هلِ الهواءُ عديمُ الوزن؟! برأيِك إن كانَ كذلك فلمَ تطفو المروحيَّات في الجوّ كالغواصةِ بالماء؟!نرى منطقياً بذلك أن للهواءِ وزنا. ومع ذلك ما الفائدة من معرفةِ وزنه و ما أثرُه على حياتنا؟ إذاً فلنتروَّ قليلاً و نرَ كم من أهميةٍ لثقله و وزنه ناهيك عن باقي خواصّه!
الآنَ ينتابُنا شعورٌ بالفضولِ لنعرف أجوبةً عمَّا سبق؛ لذا سننطلقُ من فكرةِ أنّ الهواء يملِكُ وزناً لذا فهوَ مثلُ الماءِ الذي فيهِ أسماكٌ تسبحُ و تطفُو و بِه أحجارٌ و نجومُ بحرٍ في قاعِه تغلبت كتلتها الحجمية على كتلة الماء الحجمية فاستقر بهم الحال في قاعِ البحر...
إكمالاً بأفكارٍ عدّة نجدُ أن الهواءَ يملك كتلةً لها ثِقلُها و هو يضغطُ على الأشياء عموديا (قوةُ الثقلِ دوماً عمودية) فنجد بذلك أن الضغط الجوّي (Atmospheric pressure) هو القوة المؤثرة على مساحات سطوح الأجسام نسبةً لسحب الهواء من قِبل الجاذبيةِ...
أعزّائنا، عادةً ما يُقاسُ الضغطُ الجويّ بجهاز الباروميتر (Barometer)، و هو مكوّن من عمودٍ من الزّئبق داخلَ أنبوبةٍ زجاجيةٍ مغموسةٍ في إناءٍ يحتوي هذا السائلَ أيضاً، بالتالي فإن ارتفاع و انخفاض مستوى الزئبق (Mercury) يرتبطُ بمقدار التغير في ضغطِ الهواءِ على جانِبَي الإناء، و للضغط الجوي وحدة قياس هي (atm) و هي اختصار لكلمة (Atmosphere) .. و تساوي قيمتها متوسطاً حسابياً للضغط الجوي عند مستوى سطح البحر شرط أن تكون الحرارة °15C و فيزيائياً تساوي هذه الواحدة 1.013 بار ...
(اسأل نفسَك: ما علاقةُ ذلك بالحرارة و لمَ شُرِطَت هذه الحَرارة؟)
الضغطُ الجويّ يتناقص بالارتفاعِ عن سطحِ البحر ، فنجِدُه في آلاسكا مختلفاً عن جزيرة هاواي المحاذية للبحر تقريباً، ويختلف الأمرُ طبعاً بينَ المدن..
بالطبعِ وكتفكيرٍ منطِقيّ بِوصفِ التروبوسفير (Troposphere) (الطبقة الأولى من الغلاف الجوي والتي نعيشُ بها) تحوي تقريباً نسبةً ثابتةً من الأوكسيجين، ونجدُ عند الارتفاعات انخفاض الضغط، بالتالي انخفاض كمية الهواء، لذا فالأوكسجين الممكن تنفُّسهُ عند الارتفاعات أقل من الممكن عند سطح البحر..
فنجد الناس الذين يعيشون عند ارتفاعاتٍ شاهقة يُصبحون عرضةً للإِصابةِ بأمراضٍ عدّة ناتِجة عن نقصِ الأوكسيجين..
كذلك متسلّقو الجبالِ يأخذونَ قليلاً من الوقتِ ليتأقلموا مع ارتفاعهم عن سطحِ البحر لأنّ الانتقالَ يكون من ضغطٍ مُرتَفِع (سطح البحر مثلاً) إلى ضغطٍ منخفض (قمة جبل عالٍ مثلاً)؛ الانتقال بِسرعةٍ يسبِّبُ أمراضَ انخفاضِ الضّغط المفاجِئ (Decompression sicknesses)، وتنتج عن انتفاخِ النتروجين المنحل بالدم و تشكيلِهِ فُقاعاتٍ تسدُّ الشعيرات الدموية الصغيرة وتسبب مشاكلَ غير محمودةٍ كالدّوار؛ لذلك فيجبُ توقّف المُتسلّق فتراتٍ ليستريحَ فيها ريثما يُكمل، أيضاً ولأن الطائِراتَ تُحلق في طبقاتٍ عالية فهي تقومُ بخلقِ نوعٍ من الضغط الجوّي الصناعي ليحفظ الرّكاب..
الضّغطُ الجوّي عامِلٌ من عوامل الطقس المهمة فهوٍ يحدّدُ وجودَ الرّيحِ عندَ اختلافِ كمونِ الهواء بين منطقةٍ وأخرى مجاورة (وهذا ما يتحكم بطبيعة الرياح الأرضية الأساسية؛ اطّلع على حركات الرياح الأساسية)
بالتالي فالضغط الجوي يتحكمُ بعواملَ جويّة عدّة أخرى، لدارسيها بها ما يكفي من الخِبرة ليُنبِئونا بطقسِ اليوم وغدٍ ...إلخ
إذن ، فإن كان الضّغط اليوم متوازناً فاستمتع بفنجان قهوتِك على الشّرفة دُون الخوفِ من الرّيحِ وصَفيرِها 👍😊
إعداد: آلان ياسِر شَلغِين.
#فيزيائي
نشر في 02 شباط 2017
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع