1257 مشاهدة
0
0
ألا نعرِف معاً لمَ قُلنا الحرارة أو الطاقة الحراريّة و لم نقُل درجة الحرارة، وما الفرق فعلاً بين المفهومَين رُغم بساطتِهما؟
135- الحرارة ودرجة الحرارة!--------
منذُ وجدنَا كانَت ولا زالت الحرارَة واعتدال درجاتِها مصدراً رئيسيّاً لاستمرارنا وتقدّم حضارتِنا البشريّة؛.حتّى أنّ الدول كلّها باتت بِصراع محوري في العَصر الحَديث حول مصادِر الطّاقة الحرارية، ولَكن ما هيَ هذهِ الطّاقة الحرارية!!..
ألا نعرِف معاً لمَ قُلنا "الحرارة أو الطاقة الحراريّة" و لم نقُل "درجة الحرارة"
وما الفرق فعلاً بين المفهومَين رُغم بساطتِهما؟!
ينتَشِرُ بأحاديثِنا اليوميّة مصطلَح الحرارة للإشارة إلى كل ما يتعلق بالطّاقة الحرارة من عبارات مثل "كم الحرارة اليوم، الحرارة تبلُغ 25 مئويّة، هذا الماء ذو حرارة عالية"...
ولكن إن لجأنا إلى المنطق الفيزيائي فالحرارة لا تُعرّف على أنّها مرادف لدرجة الحرارة، وإنّما الحرارة هي عبارةٌ عن شكلٍ من أشكالِ الطّاقة التي تنتقل بين أجزاء المواد أو في نظام مادّي متفاوت درجات الحرارة مثل "مقلاة ساخنة تُوضع في الماء فستنتقل الحرارة من المقلاة للماء حتى يتساوى الاثنان"..
الحرارَة تشير دوماً لتناقُل الطاقة الحرارية بين نظامين ماديين حتى يحدث تعادُل في درجات الحرارة فهي تنتقل من النظام ذو الحرارة الأعلى إلى النظام ذو الحرارة الأقل..
لا يمكن بقاء نظام مادي في جملة مفتوحة محتفظاً بدرجة حرارة أعلى أو أقل من درجة حرارة باقي الجملة، لأنّه يقوم بتبادُل الطّاقة الحراريّة مع الوسَط ونكرّر أن الحرارة ليست مقدار الطاقّة الحرارية التي يحتفظ بها الوسط بداخله إنّما هي الطاقة المنتقلة بين وسطين أو أكثر..
و من هنا ينبثق تعريف درجة الحرارة فهي تدلّ على معدّل الطاقة الداخلية للمادّة و التي تنشأ عن عمل مقدّم وعن تزويد الجسم بحرارة معينة فتزداد كمية التصادمات العشوائية بين أجزاء المادّة والاهتزازات، ولدرجة الحرارة ارتباط وثيق مع الكتلة فتوزّع الطاقَة الناتجة عن العمل الميكانيكي والطاقة الحرارية المختزنة و التي تزيد عند اكتساب طاقة حرارية وتنقص عند العكس، يكون متعلقاً بالكتلة فكلّما زادت لزِم طاقةً داخلية حتّى نحصل على ذات الدرجة..
ونسأل أنفسَنا سؤالاً إثر ذلك فنفرض مسماراً من الحديد ذو 300 درجة مئوية ونقارنه مع جسم الإنسان ذو ال37 درجة مئوية ونقول أيّهما يملك طاقة حرارية أعلى (كميّة الطاقة المنتقلة لدى التلامس)؟؟
بالطّبع جسمُ الإنسان سيكون، فالطاقة الداخلية المتوزّعة على جسم الإنسان ذو الكتلة الكبيرة أكبر بكثير من الطاقة المتوزعة على مسمار لا يضاهي شيئاً،
بالطّبع فإن فُقدان الطاقة الحرارية سيؤدي لفقدان جزء من الطاقة الداخلية فيؤدي لتناقص درجة الحرارة، واكتساب الطاقة الحرارية سيؤدّي للعكس..
إعداد : آلان ياسِر شَلغين.
#فيزيائي
#الفيزياء_للجميع
تمت الاستفادة من هذا المرجع:
http://physics.about.com/od/glossary/g/heat.htm
نشر في 27 شباط 2017