Facebook Pixel
الوعي واللاوعي بحسب فرويد!
14976 مشاهدة
8
0
Whatsapp
Facebook Share

سيغموند فرويد لم يبتدع تحديداً فكرة العقل الواعي مقابل العقل اللاواعي، لكنه بالتأكيد المسؤول عن جعل هذه الفكرة رائجة والتي أصبحت واحدة من أهم اسهاماته في في علم النفس!

سيغموند فرويد لم يبتدع تحديداً فكرة العقل الواعي مقابل العقل اللاواعي، لكنه بالتأكيد المسؤول عن جعل هذه الفكرة رائجة والتي أصبحت واحدة من أهم اسهاماته في علم النفس .
ما بين عامي 1900 و 1905، طور فرويد نموذجاً طبوغرافياً للعقل حيث وصف فيه تركيبة ووظيفة العقل. وصف فرويد مستويات العقل الثلاثة قياساً على ثلاثة مستويات لجبل جليدي، فوصف العقل الواعي بأنه جميع العمليات الذهنية التي نحن مدركون لها وهو يقابل قمة الجبل الجليدي. على سبيل المثال، إذا شعرت بالعطش فى هذه اللحظة، فسوف تقرر
أن تشرب. لكن قبل تعريف اللاوعي، يجب تعريف ما قبل الشعور.
ما قبل الشعور هو مجموعة الأفكار والأحاسيس التي لا يدركها الشخص في الوقت الحالي، ولكن يمكنه استحضارها إلى وعيه، وهو يقع في المستوى الذى يلي العقل الواعي وقبل اللاواعي، و يمثل ما ندعوه في حياتنا اليومية بالذاكرة المتاحة. مثلاً، الآن أنت لا تفكر في رقم هاتفك ولكن مع ذلك يمكنك تذكره بسهولة.
والآن، ما هو تعريف اللاواعي ؟
اللاواعي هو ما يحوي جميع الذكريات الهامة والمزعجة والتي يجب أن تبقى بعيدة عن وعينا لأنها تفوق طاقتنا على التحمل إذا استحضرناها بشكل كامل .
العقل اللاواعي أو العقل الباطن هو عبارة عن مستودع لجميع الرغبات والدوافع الدفينة لدى الانسان. على سبيل المثال، وجد فرويد أن بعض الذكريات والرغبات كانت مخيفة أو مؤلمة لمرضاه من أن يعترفوا بها. وقد اعتقد أن هذه الذكريات هي حبيسة اللاوعي أو العقل الباطن، وهو ما يطلق عليه كبت أو كبح الذكريات .
والعقل الباطن هو أيضاً موطن جميع غرائزنا البيولوجية الاساسية التي تدفعنا لممارسة الجنس والتصرف بعدائية. وقد زعم فرويد أن هذه الأفكار والغرائز لا تصل إلى العقل الواعي لأنها ليست مقبولة أو عقلانية.
من ناحية أخرى، طور الانسان عدة آليات دفاعية منها الكبت لكي يتجنب معرفة ماهية أحاسيسه ودوافعه الباطنية. بالإضافة إلى ذلك، شدد فرويد على مدى أهمية العقل الباطن كما أن المبدأ الاساسي فى نظريته هو أن العقل الباطن يتحكم فى الأفعال والتصرفات بدرجة أكبر مما يعتقد الناس. إن هدف عملية التحليل النفسي هو كشف فائدة مثل هذه الآليات الدفاعية، وبالتالي تحويل اللاواعي إلى واعٍ .
واعتقد فرويد أن تأثيرات العقل الباطن تكشف عن نفسها بطرق عديدة تتمثل في الأحلام وزلات اللسان، وهي أيضاً شائعة باسم زلات فرويد. و في عام 1920، أعطى فرويد مثالاً لمثل هذه الزلات عندما أشار أحد أعضاء البرلمان البريطاني إلى أحد زملائه فى البرلمان والذي كان على خصومة معه "بالعضو المحترم من الجحيم From hell وذلك بدلاً من From hull ، وهي المدينة التي يمثلها النائب فى البرلمان.
فى البداية، كان علم النفس يشكك في الفكرة التي مفادها أن العمليات الذهنية تتم على نحو لاواعي .وبالنسبة لعلماء آخرين، مثل السلوكيين الذين قرروا اعتماد المنهج العلمي في مبادئهم، فمفهوم العقل الباطن أصابهم بالاحباط لأنه شيء من الصعب اختباره أو قياسه بموضوعية . ومع ذلك، فإن الفجوة بين علم النفس وعلم النفس التحليلي (يتطلب تجربة علمية ) ضاقت كثيراً، ومفهوم العقل الباطن أضحى محوراً هاماً في علم النفس.
على سبيل المثال، علم النفس الادراكي قد وضع تعريفات لعمليات العقل الباطن مثل الذاكرة الاجرائية والمعالجة التلقائية، وبين علم النفس الاجتماعي أيضاً أهمية المعالجة الضمنية للذكريات. وبينما درس فرويد العقل الباطن على أنه كيان مستقل، فإن علم النفس الآن ينظر الى العقل على أنه مجموعة متكاملة من الوحدات التي تطورت مع الوقت، والتي تجري خارج ادراكنا.
مثال على ذلك، القواعد العالمية الثابتة للغة هي عبارة عن معالج باطني أو لاواعي للغة والذي يجعلنا نقرر ما إذا كانت الجملة قد صيغت بشكل صحيح أم لا .
وبشكل منفصل عن اللغة، فهناك قدرتنا على تمييز الوجوه بسرعة وكفاءة، وهذا يوضح كيف أن وحدات العقل الباطن تعمل بشكل مستقل، وبينما اعتقد فرويد أن الغرائز البدائية تبقى فى مستوى اللاواعي لتحمي الافراد من اختبار القلق والخوف، فإن النظرة الحديثة للتكيف
اللاواعي ترى أن معظم المعالجة التي تجري للذكريات تبقى خارج العقل الواعي وذلك بدافع الحفاظ على كفاءة العقل وليس بدافع الكبت.
إعداد: Imèn Zidi
ترجمة: Sara Alsherif
تدقيق:Sara Tfaili
تعديل التصميم: رنين عارف برجي
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع