775 مشاهدة
0
0
اكتشف العلماء أوعية ليمفاوية جديدة تربط الدماغ بالجهاز المناعي، لم يعتقد العلماء بوجودها من قبل، هذا الإكتشاف قد يتسبب في إعادة صياغة حتى كتب الطب!
اكتشاف أوعية لمفاوية تصل الدماغ بالجهاز المناعي بإمكانها إحداث ثورة طبية!Libyan sci club - النادي الليبي للعلوم
اكتشف العلماء أوعية ليمفاوية جديدة تربط الدماغ بالجهاز المناعي، لم يعتقد العلماء بوجودها من قبل، هذا الإكتشاف قد يتسبب في إعادة صياغة حتي كتب الطب!! و قد يؤدي إلى فهم جديد لكيفية تأثير الجهاز المناعي على الدماغ والسلوك.
سبق وأُعلن عن اكتشاف هذه الأوعية اللمفاوية "الجديدة" لأول مرة في المجلة العلمية "Nature" في يونيو من العام الماضي، ولكنه الاكتشاف لم يلقى أي اهتمام من غير المتخصصين في علم الأعصاب، حتي تصدّر العناوين مجدداً الأسبوع الماضي عندما أظهر فريق من الباحثين أنه واقعياً بإمكان الجهاز المناعي أن يسيطر على سلوكنا الاجتماعي من خلال هذه الأوعية!!
السؤال، كيف يمكن أن يرتبط السلوك بالجهاز الليمفاوي؟ أليس السلوك تربية وتنشئة تعتمد بالأساس علي المعرفة، وله علاقة بالوعي أكثر من علاقته بالخلايا وماشابه؟
عموماً، للإجابة عن هذا السؤال يجب التحقق من هذه الفرضية بالتجارب المخبرية وهذا ما تم اثباته بالفعل من قبل فريق البحث.
أولاً، ينبغي علينا توضيح ماهية الجهاز الليمفاوي ووظائفه. الجهاز اللمفاوي هو أشبه بمنظومة تصريف للجسم من الفضلات، وهو أحد الحرّاس المكلفين بالدفاع عن الجسم ضد الالتهابات والأمراض، تتكون منظومة الحماية الواسعة الامتداد هذه من أنابيب تصريف صغيرة جدًا وهي الأوعية اللمفاوية والتي تعمل عمل الناقلات وتقوم بنقل اللسائل اللمفاوي، وهو سائل يحتوي على بروتين وأملاح ومواد عديدة أخرى- إلى باقي أجزاء الجسم، كما تقوم بنقل خلايا الدم البيضاء وخلايا مناعية أخرى. الجهاز اللمفاوي بمثابة وسيلة الإتصال بين الأنسجة والدم، ويساعد على التخلص من خلايا الدم الميتة وغيرها من "نفايات" الجسم.
على مدى عقود اعتقد العلماء أن الدماغ لا يحتوي علي أوعية لمفاوية، ولا يوجد أي رابط مباشر بالجاهز المناعي على الإطلاق، كانت الفرضية المطروحة تقول أن هناك حواجز في الدماغ تعمل علي الحفاظ علىه بمأمن عن غزو الجراثيم. ولكن أظهر الباحثون في العام الماضي أن تصوّرنا عن خلوّ الدماغ من أوعية لمفاوية غير صحيح بتاتا، فقد اتضح أن الأوعية اللمفاوية كانت تختبئ ببساطة في السحايا وهي طبقة من الأنسجة تغطي الدماغ.
تم التوصل لهذا الاكتشاف بعد قيام الباحثين بفحص ودراسة خلايا السحايا الخاصة بفئران التجارب بطريقة غير معتادة وجديدة، فقد قاموا باستخلاص خلايا السحايا كاملة من غير تقطيعها لشرائح صغيرة كما جرت العادة، ومن ثم دراستها على شريحة واحدة ومن ثم فحصها تحت المجهر. قد لاحظوا بناء علي ذلك أن هناك خلايا مناعية منتشرة علي هذه الشريحة بالكامل، وكشفت المزيد من التجارب أن الأوعية الظاهرة في شريحة الاختبار هي بالفعل أوعية لمفاوية - وهو الأمر الذي عدّه الباحثون في السابق مستحيلا.
قام الفريق عقب ذلك بحقن صبغة لفأر تم تخديره بحيث يمكن أن تظهر بوضوح عملية نقل هذه الأوعية للسوائل والخلايا المناعية من سائل الحبل الشوكي، مرورًا بالأوردة في الجيوب الأنفية، وحتى إلى الغدد الليمفاوية في العنق- وهو اتصال مباشر بين الجهاز المناعي والدماغ.
بعد هذا الاثبات لوجود هذه الأوعية الجديدة، السؤال الذي يطرح:
لما يفترض الباحثون إمكانية وجود علاقة بين الجهاز المناعي والسلوك؟
يعتقد باحثون قاموا بتجارب معملية على فئران أنه بمجرد "إعطاب" جزئ واحد من الجهاز المناعي للفئران فإن ذلك بإمكانه التأثير إلى حد كبير في سلوكها، وبالتالي منعهم من التواصل الاجتماعي مع الفئران الأخرى كما في السابق - وهو ما يشير إلى وجود دور بين الجهاز المناعي والظروف الاجتماعية مثل التوحد!
الأهم من ذلك أنهم وجدوا أوعية مماثلة عند تشريح دماغ الإنسان، ولكن لا تزال هذه الأوعية بحاجة للمزيد من الدراسة كمعرفة بنية هذه الأوعية في الدماغ، وكيفية عملها في دماغ الإنسان؟ الإجابة عن هذه التساؤلات من الممكن أن يصل بنا إلى أيجاد علاج مجموعة كبيرة من الأمراض التي لها علاقة بالدماغ، مثل الفصام والزهايمر.
فعلى سبيل المثال، المصاب بمرض الزهايمر يعاني من تراكمات كبيرة لنوع من البروتين في الدماغ على حساب نوع أخر، والذي يتسبب في خلل في توازن البروتينات في الدماغ، ويعتقد أنه من الممكن أن يكون سبب أو أحد أسباب هذا التراكم لهذا النوع من البروتينات هو عدم التخلص منها "بكفاءة" عن طريق هذه الأوعية اللمفاوية المكتشفة. هكذا فرضية قد تفتح المجال لإيجاد وتحديد أسباب مرض الزهايمر بشكل أدق، وهي خطوة قد تكون في الطريق الصحيح لإيجاد علاج لهذا المرض.
كذلك يعتقد العلماء أن الأمراض العصبية التي تتصل بشكل أو بأخر بعنصر "مناعيّ" من الممكن أن تكون هذه الأوعية المكتشفة لها دور رئيسي في التأثير فيه.
المفارقة ان اكتشاف الأوعية اللمفاوية الجديدة قد أدي إلى المزيد من الأسئلة أكثر من توفيره الإجابات، ولكن من المثير أن نعرف أنه قد يكون هناك طريقة جديدة كاملة لفهم طريقة عمل الجهاز العصبي المركزي.
كيفن لي وهو رئيس قسم العلوم العصبية في جامعة فرجينيا الذي لم يكن من من المشاركين في الأبحاث قال إثر إطلاعه على نتائج البحث: "سيضطرهم ذلك إلى إعادة صياغة الكتب االعلمية!"
الآن لا يسعنا سوى الإنتظار حتى تتوالي الدراسات علي هذا الاكتشاف الذي من الممكن أن يحدث ثورة في فهمنا للجسم البشري وخاصة الدماغ.
إعداد: Amy RA
مراجعة وتدقيق: منصور الصغير
تصميم الصورة: Amjed Khrwat
المصدر: http://goo.gl/bOfJys
نشر في 21 تموز 2016
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع