1129 مشاهدة
0
0
بعد الدراسات العلمية الجديدة تبين أنه يوجد تطور سريع وغير متوقع للمخيخ في كل من الإنسان والقردة، وقد تُعيد كتابة قصة تطوّر دماغ الإنسان والقردة
تطوّر سريع وغير متوقع للمُخيخ في كل من الإنسان والقردةدراسة جديدة نُشرت في مجلة "Cell Press journal Current Biology" في الثاني من اكتوبر الحالي، قد تُعيد كتابة قصة تطوّر دماغ الإنسان والقردة. بينما كانت "القشرة الجديدة" أو "neocortex" وهي جزء من القشرة الخارجية للدماغ، هي التي تعتبر الإنجاز المتوّج للتطور وأساس ذكاء وتفوق الإنسان على غيره من الحيوانات، إلّا أن دراسات جديدة لمقارنة سرعة تطور "القشرة الجديدة" مع "المخيخ" أو "cerebellum" تُظهِر أن المخيخ قد تطور بسرعة نسبية أعلى بست مرات مما كان معتقداً خلال تطور القردة العليا بما فيها الإنسان، مما قد يشير إلى أهمية أكبر للمخيخ في عملية تطور الانسان وتفوقه.
الدراسة تقترح أن الذكاء التقني المتمثل في القدرة على استخدام وصناعة الأدوات كان على الأقل بنفس أهمية الذكاء الاجتماعي في تطور وعي الإنسان، على حسب قول الباحثين.
يقولRobert Barton من جامعة Durham University في بريطانيا: "دراستنا تعيد تسليط الضوء على الدور الذي كان مغفلاً عنه للمخيخ في تطور دماغ كل من الإنسان والقردة، والذي قد يغير من تفكير الباحثين جذرياً في هذا المجال الذين يسعون للإجابة عن سؤال "كيف" و "لماذا" الدماغ في هذه الكائنات (القردة والإنسان) أصبح متميزاً، ولخطف الأضواء من الـ "القشرة الجديدة" neocortex التي كان ينظر لها أنها هي المكوّن الوحيد المسؤول عن تميز الانسان."
يضيف Chris Venditti من جامعة University of Reading: "المُخيخ كان ينظر له بدايةً على أنه جزء في الدماغ له دور في التحكم في الحركة. ولكن الأدلّة الجديدة بدأت تقترح أن المخيخ له نطاق أوسع من الوظائف مما كان معتقداً".
المُخيخ أيضاً يحتوي على عدد أكبر مما كان متوقعاً من الخلايا العصبية المرصوصة مع بعضها. ففي الإنسان، المخيخ يحتوي على حوالي 70 مليار خلية عصبية، وهو رقم أكثر بأربع مرات من عدد الخلايا العصبية في "القشرة الجديدة".
لا أحد يعلم تماما ما تفعله هذه الأعداد الكبيرة من الخلايا العصبية، ولكن لا بد أنها تقوم بشيء مهم.
"القشرة الجديدة" كانت تأخذ معظم الإهتمام أساسا لأنها تشكّل جزء كبير من الدماغ من ناحية الحجم. بالنظر إلى التنوّع في الحجم للأجزاء المختلفة من الدماغ، كانت "القشرة الجديدة" تظهر بأنها الأسرع زيادةً في الحجم على مدى التاريخ التطوري للدماغ. ولكن في الواقع معظم هذه الزيادة في حجم "القشرة الجديدة" يمكن تفسيرها على أنها بسبب زيادة الحجم الكلي للكائن الحي، وليست بسبب تطوّر "القشرة الجديدة" نفسها. فمثلاً حوت العنبر القشرة الجديدة نسبةً إلى دماغه أكبر من القشرة الجديدة في دماغ الإنسان نسبةً إلى دماغ الإنسان (وذلك بسبب الاختلاف في الحجم بين الحوت والإنسان وليس لأن دماغ الحوت أكثر تطوراً).
باستخدام وسائل للمقارنة تأخذ بعين الاعتبار هذه الاختلافات في نسب أحجام أجزاء الدماغ المختلفة إلى بعضها، استطاع كل من الباحثين Carlon و Venditti أن يكشفوا نمطاً غريباً ومفاجئاً: وهو أن القردة العُليا بما فيها الإنسان تختلف عن غيرها من الثدييات "الرئيسيات" بأن نسب حجم المُخيخ إلى "القشرة الجديدة" غير ثابتة كما في باقي الثدييات، حيث أن حجم المخيخ نسبياً أكبر في القردة والإنسان، مما يشير إلى التطور السريع نسبياً في المخيخ، الذي قد يكون لعب دوراً مهما بالتالي في تطور الإنسان.
ويقول الباحثان أن المُخيخ كان بالتحديد مسؤولاً عن التسلسل الزمني للسلوكات المعقدة، كالسلوكات التي تتضمن صناعة واستعمال الأدوات مثلاً. والأكثر إثارةً للاهتمام أن هناك أدلّة تُشير إلى دور مهم للمخيخ في اللغة والكلام.
بينما لا زال هناك الكثير من العمل والبحث الذي يجب القيام به، لكن الدراسة الجديدة تظهر المخيخ كموضوع جديد ومهم للبحث في الأسس الأحيائية المسؤولة عن تطور ذكاء ووعي الإنسان كما يقول الباحثان.
ترجمة : Abdallah Malkawi
تدقيق : Islam I. Omari
المصدر : http://goo.gl/S5Q5iZ
نشر في 08 تشرين الأول 2014
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع