887 مشاهدة
0
0
دراسة حديثة صدمت العلماء تجد أنه يوجد انخفاض مخيف لعدد الحشرات الطائرة بحوالي 75% على مدى ال25 سنة الماضية، ما هي الأضرار اللاحقة بهذا الإنخفاض؟
أرمجدون بيئية تلوح في الأفق نتيجة انخفاض عدد الحشرات!دراسة حديثة صدمت العلماء تجد أنه يوجد انخفاض مخيف لعدد الحشرات الطائرة بحوالي 75% على مدى ال25 سنة الماضية.
تعتبر الحشرات جزء مهم من الحياة على كوكب الأرض و تتمثل أهميتها في أداءها لأدوار مختلفة من التلقيح الى كونها مصدر غذاء الى الإفتراس على الحياة البرية. قبل هذه الدراسة، كان من المعروف بأن بعض أصناف الحشرات مثل الفراشات في تناقص، غير أن إكتشاف الخسارة على هذا النطاق الواسع أثار مخاوف بشأن النظام البيئي و الذي سيكون له آثار واسعة على المجتمع البشري.
و قد تمت الدراسة من خلال جمع البيانات من محميات طبيعية حول ألمانيا، و رغم اقتصار الدراسة في ألمانيا، الا أن الخبراء يحذرون بأن أثار انخفاض الحشرات في ألمانيا تمتد إلى جميع الأراضي الزراعية.
لا يزال سبب هذا الإنخفاض الكبير غير واضح، غير أنه يرجح أن يكون لتدمير الجهات البرية و الإستخدام الواسع للمبيدات الحشرية من العوامل الأكثر تسبباً إضافة إلى التغير المناخي. و يقول المسؤول عن البحث، هانس دي كرون، من جامعة رادباوند في هولندا، بأن اكتشاف الإنخفاض المفاجئ في الحشرات الطائرة في منطقة كبيرة أمر مخيف. و يقول البروفسور دايف غولسون من جامعة ساسيكس بريطانيا، و هو جزء من فريق البحث: "ان الحشرات تكوّن نحو ثلث أرباع الحياة على الأرض غير أنه يوجد نوع من الإنخفاض المخيف." و يضيف "يبدوا أننا نجعل من أجزاء كبيرة من الأرض غير مناسبة للحياة لمعظم الكائنات، و يبدوا أننا في طريقنا نحو ما أطلق عليه "أرمجدون بيئية" فلو خسرنا الحشرات، كل شيء سينهار."
و قد بنيت الدراسة على عمل عدد من علماء الحشرات الهواة حول ألمانيا الذين يستخدمون وسيلة موحدة في جمع الحشرات منذ سنة 1989، استخدموا خيم خاصة تستخدم لأسر أكثر من 1500 عينة من كل الحشرات الطائرة من 63 محمية طبيعية مختلفة.
عندما تم قياس الوزن الكلي للحشرات في كل عينة، تم اكتشاف انخفاض كبير في عدد الحشرات. وجدوا بأن متوسط الانخفاض السنوي هو 76% على مدى 27 سنة، و ارتفع الرقم الى 82% خلال فترة الصيف و هي الفترة التي تصل فيها أرقام الحشرات الى ذروتها.
توجد تقارير سابقة عن انخفاض عدد الحشرات، غير أنها في العادة اقتصرت على حشرات معينة، مثل فراشة العشب الأوروبية، و التي انخفضت أعدادها بمقدار 50% في العقود الأخيرة. أما هذا البحث الجديد، فهو يتضمن مسح لجميع الحشرات الطائرة، بينها دبابير و ذبابات لا يتم دراستها في العادة، مما يجعل هذه الدراسة مقياس أفضل لإنخفاض الحشرات.
أما الأمر المقلق الذي يوضح سبب التخوّف، فهو أن العينات قد تم جمعها من مناطق آمنة، من محميات طبيعية يتم إدارتها بشكل جيد.
و قد قال الباحثون بضرورة تكرار الدراسة في مناطق مختلفة من العامل و ذلك لتأكيد هذه النتائج و لإستكشاف المشكلة في تفصيل أكبر. اذ من الممكن أن توضح دراسات إضافية أشياء مثل نوع الحشرات التي في إنخفاض حول العالم. ففي الوقت الذي تطير فيه معظم الحشرات، قد يتضح بأن تلك التي لا تطير لا تغادر المحميات الطبيعية كثيراً و لذلك قد تكون أعدادها في وضع أفضل. و من الممكن أيضاً أن يجدوا بأن الحشرات مختلفة الحجم، مثلً الأصغر و الأكبر من التي تم دراستها، تتأثر بما يحدث بشكل مختلف. يأمل الباحثون بالإستمرار في الدراسة و لهذا تم الحفاظ على العينات الألمانية للمزيد من التحليل.
و يقول الخبراء بأن هذا درس، و علينا للوقت الحالي أن نحد من الأشياء التي نعلم أن لها أثار سلبية، مثل إستخدام المبيدات و التي نعلم أن أثرها هو إختفاء حدود الأراضي الزراعية الطبيعية في حين كانت ممتلئة بالزهور.
و تقول لين ديكس من جامعة إيست أنجليا البريطانية بأنه لو كانت الكتلة الحيوية للحشرات الطائرة بالفعل في تناقص على هذا المعدل – بمعدل حوالي 6% كل سنة – فإن الأمر مقلق للغاية. وتوضح أن الحشرات الطائرة تؤدي وظائف بيئية مهمة، و أعدادها تلعب دور مهم في أداء هذه الوظائف على أكمل وجه. تقوم الحشرات بتلقيح الزهور: الذباب و حشرات العث و الفراشات توازي أهمية النحل للعديد من النباتات التي تزهر، و بينها بعض المحاصيل. و تمثل الحشرات غذاء للكثير من الحيوانات – الدببة و الخفافيش و بعض الثديات و الأسماك و الزواحف و البرمائيات. و بعض الحشرات مثل الذباب و الخنافس و الدبابير تلعب دور المفترس و المحلل، و تقوم بالتحكم في الآفات و تنظيف المكان بشكل عام.
________________________
ترجمة Farah Elhouni
المصدر: http://www.science.org.ly/23423/
#النادي_الليبي_للعلوم
نشر في 12 كانون الأول 2017
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع