علماء يمنعون الملاريا من اختطاف خلايا الدم الحمراء!

باحثون استراليون تمكّنوا من إيقاف خطوة مصيريّة في دورة حياة الملاريا، تقدُّم علمي عظيم قد يقود إلى عقار جديد لمكافحة الملاريا, ما هو هذا التقدم؟

علماء يمنعون الملاريا من اختطاف خلايا الدم الحمراء

باحثون استراليون تمكّنوا من إيقاف خطوة مصيريّة في دورة حياة الملاريا، تقدُّم علمي عظيم قد يقود إلى عقار جديد لمكافحة الملاريا.
الاستراليون تمكنوا من إغلاق بوابة كانت تسمح لطفيليات الملاريا (المتصوّرة المنجلية) خطف خلايا الدم الحمراء البشرية.
فريق من الباحثين يضمّ علماء من جامعة ديكن ومعهد بيرنت وجامعة موناش بمدينة ملبورن، استخدم تقنيتين وراثيتين مختلفتين لإغلاق البوابة، و التقنيتان تسببتا في موت طفيليات الملاريا.
الدراسة التي نُشرت في موقع "Nature" فتحت الباب لعقار جديد مضادّ للملاريا هدفه مكوّنات هذه البوابة. حالياً هناك عقار وحيد، الأرتيميسينين، متوفر لعلاج المرض.
بعد دخول مجرى دم الإنسان، طفيليات الملاريا تغزو خلايا الدم الحمراء و تسبب تمسّكها بجدران الأوعية الدموية، حيث تبقى الطفيليات مختفية عن نظام المناعة وتمتصّ المواد المغذية و تنمو بسرعة.
الطفيليات قادرة أن تسيطر على خلايا الدم الحمراء عن طريق إرسال البروتين خارجها عبر غشائها. هذا البحث يُظهر أنه في حين وجود العديد من البروتينات، هناك بوابة واحدة في غشاء الطفيلي يدخل من خلالها خلايا الدم الحمراء و من الممكن إغلاقها.
هذا تقدُّم علمي مهم، لأن هذه البوابة الوحيدة في غشاء الطفيلي التي تسمح بإنتقال ما يقارب الـ 350 من بروتينات البقاء الأساسية في كل مرحلة من دورة حياة الطفيلي.
"هذا تقدُّم رئيسي في السعي لإيجاد عقار جديد للملاريا. إذا تمكّنا من اكتشاف عقار يوقف مجموعة البروتين التي تشكِّل هذه البوابة، نستطيع إيقاف دور عدة مئات من البروتينات بشكل فعّال، "يقول برندان كراب، المدير و الرئيس التنفيذي لمعهد بيرنت، وأحد المساهمين في كتابة هذا البحث في بيان صحفي.
قبل هذا، الباحثون عرفوا أن هذه البوابة موجودة، لكن لم يملكوا دليلاً على أنها البوابة الوحيدة التي تعتمد عليها بروتينات الطفيلي.
"الآن نعلم أن هناك بوابة وحيدة يمكن لكل بروتينات الطفيلي العبور من خلالها إلى المضيف مع وظائف متنوعة، يمكننا أن نطور عقاقير تغلق هذه البوابة، وبالتالي سوف تقتل الطفيلي و تمنع انتشاره"، تقول تينا دي كونينغ-وارد، الأستاذ المشارك في جامعة ديكن وواحد من قادة الفريق.
"نحن لا يمكننا فقط إغلاق البوابة في مراحل خلايا الدم الحمراء، بل نستطيع أيضاً استهداف الطفيلي في كل مراحل حياته، و من ضمنها استهدافه أثناء انتقاله إلى الذباب، فالبروتينات التي تشكّل البوابة موجودة في مراحل أخرى،" تقول دي كونينغ-وارد.
تحويل هذا البحث إلى عقار يحتاج من ١٠ إلى ١٥ عام، تضيف دي كونينغ-وارد، لكن مع الملاريا التي تقتل ٥٠٠٠٠٠ شخص سنويا، هذه خطوة أولى حاسمة .

ترجمة: Omran Ganem
تدقيق: Islam I. Omari

المصدر: http://goo.gl/YEuof7