Facebook Pixel
العلاج بالخلايا الجذعية والإصابة بالسكري
985 مشاهدة
0
1
Whatsapp
Facebook Share

إن إستخدام الخلايا الجذعية قد تكون التقنية والوسيلة والتي من خلالها قد نستفيد منها في عدة أشياء, ولكن ماهي التساؤلات التي سيواجهها العلماء عند إستخدامها في علاج السكري؟

--- (( العلاج بالخلايا الجذعية والإصابة بالسكري ... ما معنى هذا؟ ))
في الحقيقـة إستخلاص وإستخدام (خلايا البيتا وهي عبارة عن خلايا موجودة بالبنكرياس وهي التي تفرز في الإنسيولين) ، فإستخلاص خلايا البيتا تواجهه عدة تحديات منها قلة الأعضاءالمتبرع بها (وهي البنكرياس)، وصعوبة "تقنية إستخلاصها من البنكرياس"، ليس هذا فقط بل حتى الخلايا التي تم إستخلاصها فإنها ستواجهها مشاكل عندما يتم زرعها في شخص آخر وسيحاول الجهاز المناعي طردها.
وعلى الرغم من إن زراعة (خلايا البيتا) ما زال يُعمل به في نطاق ضيق والأبحاث في تطور مستمر لتحسين هذا النوع من العلاج. إلاّ أن إستخدام (الخلايا الجذعية) قد تكون التقنية والوسيلة والتي من خلالها قد نستفيد منها في عدة أشياء منها:
1- بها سيتوفر لنا عدد غير معدود من خلايا البيتا "أو ما يشابهها من حيث الوظيفة" ، والتي تـُـفرز في الإنسيولين.
2- كما أن الخلايا الجذعية قد يتم توظيفها في التعامل مع الجهاز المناعي لمنع طرد الخلايا البيتا المزروعة.
3- كما أن إستخدام الخلايا الجذعية قد يساعد على تصليح ما فسد من خلايا وأنسجة بما فيها خلايا الجهاز الدوري وهذا قد يُساعد في الوقاية من بعض المضاعفات للسكري. فهناك عدة إستخدامات للعلاج بالخلايا الجذعية للسكري وليس فقط لتعويض الخلايا المنتجة للإنسيولين.
فهذه "التحديات" هي المفتوحة أمام العلماء من أجل توظيف العلاج بالخلايا الجذعية لعلاج السكري.
في الحقيقة هناك نوعان أساسيان للخلايا الجذعية: النوع الأول وهو النوع من الخلايا الجذعية التي تنقسم وتنتج نسخ من نفسها، ثم بعد ذلك بإمكان تلك الخلايا تتطور وتصبح ((أية نوع آخر من خلية أخرى ... أُعيد ... أية نوع آخر من خلية أخرى)) من خلايا الجسم المختلفة. بينما النوع الثاني من الخلايا الجذعية هو النوع من الخلايا الجذعية التي تنقسم وتنتج نسخ من نفسها، ولكن تلك الخلايا لا تتطور إلاَ ((لعدد محدود ومعين)) من أنواع خلايا الجسم الأخرى.
من أمثلة الخلايا الجذعية من النوع الأول هو الخلايا الجذعية المشتقة من الأجنَـة. فالخلايا الجذعية المشتقة من الأجنـَة بإمكانها أن تتحول إلى أية نوع من خلايا الجسم المختلفة.
بينما الخلايا الجذعية المشتقة من دم الحبل السري، أو الخلايا الجذعية المشتقة من الإنسان البالغ "الموجودة بنخاع العظم، أو التي بالدماغ" فهي من النوع الثاني وهو النوع الذي ينتج عدد محدد من خلايا الجسم وليس كل أنواع الخلايا.
بالطبع العلماء يتمنون ويأملون أن الخلايا الجذعية "في يومٍ ما" سيتم زراعتها لتوفير عدد غير محدد من الخلايا الحية والتي تنتج في الإنسيولين وبالتالي فإن ذلك سيقلل من إستخدام حُقن الإنسيولين للنوع الأول من السكري وعلاج عدد كبير من المصابين بالنوع الأول من السكري. لأنه كما أوضحنا فإن زراعة (خلايا البيتا) المعمول بها حالياً وعلى نطاق ضيق لها من المشاكل ما يجعلها غير عملية لعلاج النوع الأول من السكري.
هناك أمر آخر مهم يجب الإنتباه له. وهو أن (خلايا البيتا) التي تم إنتاجُها من زراعة خلايا جذعية، بحاجة إلى من يدافع عنها للبقاء في الجسم حيث سيتم طردها بواسطة الجهاز المناعي وهو الأمر الذي يجعل إستخدام أقراص "مضادات المناعة" لمنع طرد الخلايا شيء ضروري ولكن إستخدام مضادات المناعة له مشاكل أيضاً ليست بالبسيطة في بعض الأحيان. هنا يأتي دور الخلايا الجذعية مرة أخرى. كيف؟ يتم تحطيم الجهاز المناعي للمريض قبل زراعة قبل زراعة الخلية الجذعية "التي سوف تتحول لخلايا بيتا"، وبعد أن يتم القضاء على الجهاز المناعي المسؤل عن تحطم "خلايا البيتا" للمصابين بالسكري النوع الأول، يتم زراعة خلايا جذعية والتي ستتحول إلى الخلايا المنتجة لخلايا الجهاز المناعي بالدم. وتكون الخلايا المناعية الجديدة مبرمجة بحيث لا تلمس خلايا البيتا التي سيتم زراعتها. أي نحن بحاجة إلى نوعين من الخلايا الجذعية للمصابين بالسكري النوع الأول. الأولى لكي تتحول إلى خلايا منتجة للإنسيولين والثانية لكي تتحول إلى خلايا منتجة لخلايا الدم المناعية. الأمر معقد وليس بالسهولة التي يعتقدها الكثيرون.
العلماء يعتقدون أيضاً بأن يوماً ما ستتمكن الخلايا الجذعية من الوقاية من المضاعفات المزمنة للسكري مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية وكلى السكري وشبكية السكري وإضطراب الأطراف العصبية وذلك بإصلاح "وصيانة" الأنسجة الموجودة بالشرايين الدقيقة والكبيرة بالجسم "وهذا نوع ثالث من الخلايا الجذعية الذي ربما سنحتاج له للمصابين بالسكري". فبالتالي ستصبح وظيفة الدورة الدموية طبيعية وتمنع حدوث مشاكل السكري الناجمة من إضطراب وظائف الأوعية الدقيقة والكبيرة بالجسم. فحقيقةً إستخدام الخلايا لجذعية للمصابين بالسكري لتكون فعَالة أمر ليس سهلاً.
---(( ما هي الأسئلة والتحديات التي ستواجه العلماء في مجال علاج السكري بالخلايا الجذعية؟ ))
1- هل بالإمكان جعل الخلايا الجذعية المشقتة من الأجنَة أو المشتقة من الشخص البالغ تنمو بالمعمل ويتم توجيهها لتصبح خلايا بيتا؟. وتنتج الإنسيولين؟ (لقد نجحت التجارب في المعامل والتي أُستخدم فيها الفئران).
2- ما هي المورثات "الجينات" التي ينبغي أن تُفعَل أو تُهمل لتتحول تلك الخلايا الجذعية إلى خلايا منتجة للإنسيولين؟ وما هي البرمجة المطلوبة للخلايا الجذعية لتتحول إلى خلايا منتجة للإنسيولين؟
3- هل بالإمكان زراعة خلايا جذعية تتحول إلى خلايا منتجة لخلايا الدم كما ذكرنا؟ وتصبح الخلايا المناعية الناتجة لا تسبب تهديد لخلايا البيتا المزروعة أو التي تم إنتاجها من خلايا جذعية أخرى؟.
4- وهل بالإمكان أن تستحدث طريقة لإستغلال الخلايا المصنعة لخلايا الدم الناتجة من الخلايا الجذعية في كبح جماح الجهاز المناعي الذي يسبب في حدوث النوع الأول من السكري؟
5- هل بإمكان الخلايا المكونة للدم الناتجة من الخلايا الجذعية أو خلايا جذعية أخرى أن تقوم بتصليح "وصيانة" الأنسجة مثل الأوعية الدموية للمصابين بالسكري؟ وكيف ستكون الكيفية لهذه الخلايا في إعادة وإنتاج أنسجة سليمة؟.
6- يجب فهم كيف يتمكن السكري وإرتفاع سكر الدم من منع تطور الخلايا الجذعية في الأنسجة المريضة بسبب مضاعفات السكري المزمنة؟
فعملية علاج السكري بإستخدام الخلايا الجذعية ليست سهلة وستحتاج إلى وقت ليس بالقصير حتى تصبح ناجحة.
ملاحظة: يجب أن ننوه بإن إستخدام الخلايا الجذعية في علاج السكري (للإنسان) ما زال في طور الأبحاث وما زال في بدايته. فأرجو الإنتباه من الذين يدَعون بأنهم يستخدمون علاج الخلايا الجذعية لعلاج السكري، فربما يكون هناك خطأ ما (حيث أنه ربما يستغلهم البعض في عمل أبحاث عن الخلايا الجذعية بدون علم المصاب بالسكري أو ربما بعلمهم) أو ربما تكون هناك "عملية نصب". لا أدري.
----- د. سالم الحبروش
https://www.facebook.com/careofdiabetes/
=====
#الخلايا_الجذعية #مرض_السكري.
إدارة السكري
نشر في 03 تشرين الأول 2017
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع