Facebook Pixel
800 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

إنتشار ظاهرة سرقة الكتب من قبل المشاهير بأنهم يسرقون كتب غيرهم ويأتون بكتاب مطبوع ويغيرون عنوانه إلى عنوان جديد

الفضيحة الجديدة في موضوع المشاهير الذين " يسرقون" كتب غيرهم توحي بأنهم يفعلون ذلك على نحو مباشر، يأتون بكتاب مطبوع ويغيرون عنوانه إلى عنوان جديد.
الأمر - غالبا - ليس هكذا بالضبط.
هناك بعض المشاهير ممن تصدر كتب وهي تحمل أسماءهم لكنهم ليسوا كتابا على الإطلاق، لديهم قائمة طويلة عريضة من الكتب المنشورة باسمهم لكنهم غالبا لم يكتبوا أي شيء منها. شهرتهم جاءت أصلا من برامجهم وحضورهم الإعلامي، ثم جاءت الكتب متممة لمتطلبات في أذهانهم.
هم "يشرفون" على كتابة كتب تصدر باسمهم ولكن من يكتبها هم شباب بحاجة إلى المال. الكتابة هنا تحدث بناء على الطلب. يرغب المشهور في أن يصدر له كتابا عن نوادر التراث مثلا أو عن مواقف إيمانية للتابعين أو أو أو..فيطلب ممن يعرفهم أن يكتبوا له كتابا عن الأمر - يستكتبهم -( وقد يشترك في ذلك أكثر من شخص)، يسلمون المطلوب، يستلمون منه دراهم معدودة، ويطبع هو الكتاب باسمه فيضاف إلى رصيده وقد يضرب فيأتي له بأرباح.
هذا الأمر معروف تماما في الوسط. لا أقول كل من جاء إلى عالم النشر من برامج الدعوة. بعضهم. وأكرر: الأمر معروف تماما.
الأمر حتما جريمة وضحك على الذقون، الناس تثق بهذا المشهور وتشتري الكتاب لأنها تعتقد أنه من كتابته( الناس ليسوا على حق في ثقتهم هذه من الأساس وهذا موضوع آخر) لكن الجريمة هنا متفق عليها بين المشهور والمستكتب( المضطر لحاجته إلى المال) أما المجني عليه فهو الحقيقة ، والجمهور بطبيعة الحال.
الفضائح الجديدة أمرها مختلف.
هنا قام المستكتب بخدعة ما، ربما بتبرير أن الموضوع كله نصب في نصب. المشهور يطلب كتابا في موضوع معين، يقوم المستكتب بجلب كتاب مطبوع ومنشور فعلا لشخص آخر، يغير العنوان وبعض التفاصيل وهو مطمئن تماما إلى أن المشهور لن ينتبه، يسلمه الكتاب على أنه المطلوب، يأخذ الثمن، وهو في مأمن أن المشهور لن يمكنه أن يصرح بما حدث حتى لو كشف الأمر.لأن عذره سيكون أقبح من ذنبه ( حرفيا).
شخصيا لا تعاطف لدي مع أحد في هذه الجريمة، ربما فقط قليلا مع كاتب يضطر أن يتنازل عن كتابته واسمه عليها من أجل سد حاجاته الضرورية. عدا ذلك الكل مجرم.
المؤسف في الأمر أن ما يحدث من فضائح ينسحب على الجميع بشكل أو بآخر...التعميم سيد الموقف كالعادة، تقديسا وتحطيما.
لا أشك بوجود من سيدافع عن النوع الأول من الجريمة، اي عندما يكون هناك اتفاق بين المشهور والمستكتب. في الغرب المجرم هذه الجريمة كافية للقضاء على السمعة الأدبية لكاتب لو ثبت تورطه بسرقة صفحات، وليس كتاب كامل.
أما نحن فقلوبنا كبيرة ونسامح...
د.أحمد خيري العمري
نشر في 20 شباط 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع