Facebook Pixel
911 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

نتجاهل تلك الروايات كما لو أنها تتناقض مع القرآن؟ هل علينا أن نعتر الأمر مجرد صدفة دون ربط بما قالته الآيات؟

قبل أكثر من قرن من الزمان، قدم محمد عبده تفسيرا مغايرا لسورة الفيل حيث قال أن الطير الأبابيبل هي " جراثيم" أو " ذباب" نقلت المرض إلى جيش أبرهة.
جوبه هذا القول بردود كثيرة حتى صار يعتبر علامة " تعريفية" على شطط من يسمون بأصحاب " المدرسة العقلية"، إذ كيف تفسر الطيور بالجراثيم إلا إذا كنت تلوي أعناق النصوص...
لكن للأسف هناك من حفظ الردود وصار يرددها بعد قرن حتى لو كان القول مختلفا عن قول محمد عبده..
كما لو أن مجرد ذكر أصحاب الفيل صار " يستنزل" الردود القديمة بشكل آلي دون محاولة تفحص ما يقال..
****
حصل هذا مع "السيرة مستمرة".
روايات تاريخية كثيرة ( تنتهي غالبا إلى ابن عباس ) تشير إلى انتشار الجدري وأوبئة أخرى في تلك السنة تحديدا، بل وإلى إصابة جيش أبرهة بالجدري..بل وأيضا تشير إلى أن العرب لم يعرفوا " الجدري" قبل ذلك....هل علينا أن نتجاهل تلك الروايات كما لو أنها تتناقض مع القرآن؟ هل علينا أن نعتر الأمر مجرد صدفة دون ربط بما قالته الآيات؟
بالمقابل..هل علينا أن نتوسع في الأمر إلى أن نعتبر الطيور هي مجرد ميكروبات؟!
أما من حل وسط بين الأمرين؟
فيما قدمته كان أن الطير الأبابيل كانت طيورا حقيقية، وأنها ربما تكون نقلت الوباء - عبر الحجارة- إلى جيش أبرهة فجعلته كعصف مأكول.
مشكلة التفسيريين مع محمد عبده لم تكن في الجدري، لأن روايات تاريخية كثيرة جدا دعمت ذلك وقالته دون مشكلة، المشكلة كانت مع الانتقال من "الطيور" إلى " الميكروبات"....وهو أمر اتفق على تطرفه في التأويل دون حاجة لذلك.
لكن هنا، مع الردود على "السيرة مستمرة".. هناك من ينسخ من تلك الردود ويلصقها في الرد على ما جاء في كتابي دون الانتباه إلى وجود الاختلاف في موضوع الطيور...وهو خلاف أساسي جدا...
ليس كل من رد أو رفض كان من منطلق النسخ هذا..
بعضهم..خاصة أولئك الذين لم يقرؤوا الكتاب بل سمعوا عما فيه...
*******
كخلاصة...
الكل يستخدم كلمة سنن إلهية، عند الحاجة.
لكن عند التطبيق على الفهم،...الأمر مختلف جدا.
د.أحمد خيري العمري
نشر في 04 آذار 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع