Facebook Pixel
إعادة الحياة للقلوب الميتة
1153 مشاهدة
0
1
Whatsapp
Facebook Share

تم إكتشاف جهاز جديد لزراعة القلوب الميتة وإعادة الحياة لها, ولكن التساؤلات متى يتوفى الميت؟ ولماذا لايبقى لنفس الشخص؟

"قلب في صندوق": جهاز جديد لزراعة القلب، ويعيد الحياة إلى القلوب الميتة
من المحتمل زيادة نسبة قلوب المتبرعين إلى 30%
قام باحثون في الولايات المتحدة الأمريكية بتطوير جهاز يمكنه إعادة قلب المتوفي إلى الحياة، حتى وإن كان القلب قد توقف عن النبض في جسم صاحبه. وفي حين أن هذا بمثابة خبر عظيم لمن بحاجة إلى عمليات زراعة قلب؛ إلا أنه في الواقع يثير مسألة أخلاقية كبيرة، وهي كيف يمكن لنا أن نطلق على شخص صفة "متوفي" إن كان يمكننا أن نعيد عمل قلبه في جسد شخص آخر.
وقال روبرت تروج «Robert Truog» عالم أخلاقيات الطب في جامعة هارفرد في الولايات المتحدة الأمريكية في حديث له مع أنطونيو ريجلادو «Antonio Regalado» في مجلة «MIT Technology Review»: "كيف يتسنى لك القول بأنه لا يمكن إعادته لما كان عليه من قبل؛ في حين أن وظائف الدورة الدموية يعاد عملها في جسم مختلف؟ إلا أننا نلجأ إلى غض الطرف عن ذلك، لإننا نريد زرع هذه الأعضاء". وحتى الآن إذا كنت بحاجة إلى عملية زرع قلب، فعليك الانتظار إلى أن توافق عائلة المتبرّع بالقلب على نقله إليك، وذلك لإن عملية زرع القلب من الشخص المتوفي تعتبر في غاية الخطورة. وعلى جانب آخر، فإن القلوب المنقولة من المتبرعين تبرُد داخل الجسد وهو مازال ينبض بالحياة، وتتوقف على مهل ويتم استخراجها، وتنتقل في وعاء درجة حرارته 4 درجات مئوية تقريبًا.
تبريد القلب إلى هذا الحد يعني أن نشاط عملية الأيض في القلب سيتوقف بنسبة 90%، مما سيمنح الأطباء الوقت الكافي لإتمام الجراحة في شخص آخر، وجعله ينبض مرة أخرى قبل نفاذ الأوكسجين منه. وبفضل استخدام هذه التقنية تم توفير 180 قلب للزراعة في الولايات المتحدة الأمريكية كل عام، ولكن هذا لا يغطي الاحتياجات على أي حال. وقد جاء في تقرير ريجلادو: "يتم إجراء 2400 عملية زراعة قلب في الولايات المتحدة كل عام، وبقي هذا الرقم ثابتًا ولم يتغير على مدار عشرين عامًا". وقد قامت شركة ماستشوستس للزراعات الطبية بتطوير عمل الجهاز الجديد "قلب في صندوق" حيث يتم حفظ القلب دافئًا غير بارد بعد استخراجه، ويتم نقل القلب إلى غرفة معقّمة مثبتة على عربة ذات عجلات، وبداخلها أنبوب مثبّت على العضو ليمده باستمرار بالأوكسجين والدم والتغذية. ويقول الفريق صاحب التصميم أنه من المرجّح أن يطيل أمد المدة التي يقضيها القلب محافظًا على وظائفه وهو خارج الجسم.
أخبر عباس أردهلي «Abbas Ardehali» رئيس برنامج زراعة القلب والرئة في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، الصحفية شانيل بيرلين جونسن من جريدة الجزيرة أنه لم يكن بإمكان العضو البشري البقاء حيًّا خارج الجسم إلا بعد أن أصبحت هذه الآلة واقعًا طبيًا. وجعلت الحدس لدى الشخص العادي يقول: "بدلًا من أن يكون قلبي باردًا، فأنا أريده دافئًا ونابضًا".
ماذا عن الجانب السلبي؟ حسنًا، بعيدًا عن أن ثمن القطعة 250 ألف دولار أمريكي؛ غير أن جهاز "قلب في صندوق" أثار تساؤلات حول متى "يتوفي الميت" إذا كانت هنالك الإمكانية لأن يدخل القلب الميت في الجهاز، ويعاد تشغيله ويتم إرجاعه إلى صاحبه الأصلي، ولكن بالنسبة لعالم أخلاقيات الطب روبرت تروج فإن العامل الرئيسي هنا هو حقيقة أن الشخص مات بالفعل ويجب إرجاع الأمر إلى العائلات لتقرير ماذا سيحدث بعد.
ويحدث تروج ريجلادو قائلًا: "إن مسار الجدل بالنسبة لي هو أنهم لم يموتوا ولكن هذا لا يهم أيضًا، فمن المسموح أن نستخدم أعضاءهم وهم يحتضرون، لكن التساؤل هو هل يتأذون؟ ويمكنني الإجابة بالنفي". هذا سؤال مثير للاهتمام بالطبع، وسنواجهه كلما تطوّرت تقنيات إنعاش الأعضاء والحفاظ عليها وأصبحت أكثر تعقيدًا. لقد علمنا أن مساقات الفلسفة في الجامعات؛ ستكون مفيدة يومًا ما.

إعداد: Nada Abdel Rahman
تدقيق: Dana Abufarha
تصميم: Ahmed El-Sanhoury
دار المعرفة
نشر في 09 أيلول 2015
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع