Facebook Pixel
لماذا يتعيّن على الأباء التحدث إلى أبنائهم بلغتهم الأم؟
1298 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

التكلم باللغة الأم مع الأطفال أهم شرط لنمو اللغة الأم في المنزل، وإذا كنت تريد أن تضيف لغة أخرى فتكون بعد الدعم والتأسيس للغة الأم

كتبت آنا باولا مامي (Ana Paula G. Mumy): باعتباري اخصائية في التخطاب وكأم تتحدّث أكثر من لغة لأطفالٍ يتحدثون لغتين؛ قد أصبت بالدهشة والحيرة من عدد الأباء الذين التقيتهم وقد اختاروا عدم التحدث مع أبنائهم بلغتهم الأم لأسباب عديدة، أو الذين تمّ إقناعهم بتصديق أن التحدّث مع الأبناء باللغة الأم سيضرّهم على المستويين الاجتماعي والأكاديمي إذا كانت اللغة الأولى في المجتمع مختلفة.
واستنادًا إلى البحث الجديد، فإن هناك العديد من المقالات العظيمة والأدبيات المتوفرة عن موضوع ثنائية اللغة وفوائدها، حتى بالنسبة للأطفال الذين كان لهم تجربة مع تأخر نطق اللغة، ومع أن هذا يبدو من باب تكرار الكتابة فيما يخص الموضوع ولكنني مضطرّة لفعل هذا مع تدهور اللغة الأم للأبوين أكثر فأكثر.

إذًا، لماذا يتعيّن على الأباء التحدث إلى أبنائهم بلغتهم الأم؟

السبب الأول وببساطة هو أن هذه اللغة -ولحسن الحظ- هي التي هم متمكنين منها و بارعين فيها، ومن ناحية أخرى فهي اللغة التي من خلالها يمكنهم تحسين جودة المدخلات اللغوية، بالإضافة إلى تعزيزها بكفاءة وبثبات.
حتى وإن كان الأبوان لديهم القدرة على إتقان لغة المجتمع؛ غير أنه من المحتمل أن ألفاظ الوالدين ومهارات النحو وسهولة التواصل ستحافظ على قوة اللغة الأم، وكثيرًا ما سمعت عن توصيات المتخصصين والمعلمين للأباء بامتعانهم عن التحدث باللغة الأم، حتى لا يحدث لبس ولا تأخير في النطق، وحتى يتسنى للطفل أن يكون جيدًا في المدرسة. ولكن البحث الأدبي له رأيًا منافيًا لهذا تمامًا. الظاهرة الأخرى الشائعة هي أن اللغة الأم يُتَحدث بها منذ الولادة حتى ما قبل المدرسة، ويتمّ التحول المفاجئ إلى لغة المجتمع مع الانضمام المبكر للطفل إلى المدرسة أو إلى البرامج العرضية.
والمشكلة هنا تكمن في أن التأسيس الجيّد للغة (ومصدرها اللغة الأم) يتم زجه بعيدًا منذ سن الطفولة لتطوير لغة جديدة، في حين أظهر البحث أن من لديه لغة أولى قوية من الأطفال؛ تكن له القدرة على تعلّم لغة ثانية، وبطريقة أخرى فإنه لمن الصعب تأسيس لغة ثانية إذا كان تأسيس اللغة الأولى لم يدعم ويعزّز كما ينبغي أثناء تعلّم اللغة الثانية.
ولكن وقف التعامل باللغة الأم لن يؤثّر إلا على نمو لغة الطفل، وعلى الأمد البعيد سيكون لها آثارًا لا يمكن تجنّبها، وقد قلت ذلك سابقًا وأكرّر أن الأطفال يجب أن يكون لديهم القدرة على التواصل والتعامل الفعّال في منازلهم قبل أن يتمكّنوا من التعامل والتواصل بفاعلية في المجتمع، لذا فإنه لا يمكن استبعاد اللغة الأم حتى وإن كان الأطفال يعانون من تأخّر النطق.
وبناءً على ذلك، فإن كنت والدًا ثنائي اللغة وتقرأ هذا أو إن كنت متخصصًا أو معلمًا يرشد الآباء ثنائيّ اللغة؛ فإننا نقدّم هنا بعض الإرشادات للآباء ثنائيّ اللغة ذوو أطفال في مرحلة الدراسة:
لايزال بإمكانك المساعدة في الواجبات والمشاريع والمهام التي هي بلغة المجتمع، وبإمكانك قراءة نصوص المهام أو القطع المفروضة بلغة المجتمع، وما عليك إلا الحرص على أن تكون جميع الحوارات الجانبية التي تدور حول الواجب أو نشاط القراءة باللغة الأم.
وفي قول آخر؛ قم بإلقاء التعليمات باللغة الأم، واشرح وأجب على الأسئلة بها، وناقش القطع ومعانيها بنفس اللغة، فإن شفرة الانتقال أو التبديل بين لغتين لهو جزء طبيعي من الاتصال عند الأشخاص ثنائيّ اللغة، وهذا لا يرمز ولا يدلّ على علامات اضطراب، لكنه مقبول جداً ومناسب لثنائيّ اللغة.
تحدّث لغتك الأم في محادثاتك اليومية وخلال الروتين العائلي وأثناء النزهات العائلية والاحتفالات! فالأطفال بحاجة إلى سماع كيف وكم من مدخلات اللغة، لكي يصبح لديهم مهارات لغوية قوية. والآباء هم أولى الأفراد الذين باستطاعتهم الإمداد باحتياجات المدخلات اللغوية باللغة الأم.
فليعمل المتخصصون والمعلمون والآباء معًا لنمو اللغة الأم في البيت.

إعداد: Nada Abdel Rahman
تدقيق: Dana Abufarha
تصميم: Ahmed El-Sanhoury
دار المعرفة
نشر في 22 تشرين الأول 2015
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع