Facebook Pixel
818 مشاهدة
1
0
Whatsapp
Facebook Share

واللهِ ما صلحَ السلاطين إلا عندما كان العلماء يخافون الله أكثر ممّا يخافون السلاطين، وما فسدَ السلاطين إلا عندما صارَ العلماء يخافون السلاطين أكثر مما يخافون الله!

حدث في مثل هذا اليوم
7 يوليو / تموز

في مثل هذا اليوم من العام 1403م تُوفي السلطان العثماني بايزيد الأول، كان الفرنسيون يُلقِّبونه بالصاعقة، وكان الإنكليز يُلقِّبونه بالمحارب الشرس!
فتحَ بايزيد الأول بلغاريا والبوسنة وألبانيا، وسجّلَ انتصاراً ساحقاً على جيوش الصليبيين في معركة نيغبولي التي تحالفتْ فيها ضده خمس عشرة دولة أوروبية منها إنكلترا وفرنسا!

رُفعت قضية مُلكيّة بستان أمام كبير قضاة الخلافة العثمانية الإمام والفقيه شمس الدين فناري، وطلبَ منه أحد الخُصوم شهادة السّلطان بايزيد فأرسلتْ المحكمة في طلبِهِ فجاءَ إلى المحكمة، ووقفَ أمام القاضي وأدلى بشهادتهِ!

قلَّبَ شمس الدين فناري الأوراق، ثم نظرَ إلى السلطان وقالَ له: لا أتّهمك بالكذِب ولكن لا يُمكن أن أقبل شهادتك لأنّك لا تُؤدِّي صلواتك في جماعة والشخص الذي لا يحضر صلاة الجماعة دون عذر شرعي لا تُقبل شهادته كما هو منصوص عليه في شروطِ أهلية الشهود!

نزلتْ كلمات شمس الدين فناري على السّلطان والحضور كالصاعقة، كثيرون اعتقدوا أنّ بايزيد سيأمرُ بقطعِ رأسه، ولكنه لم يَقُلْ أية كلمة، بل استدارَ وخرجَ من القاعة بهدوء!

في اليوم نفسه استدعى بايزيد المهندسين وأمرَهم ببناءِ مسجدٍ في القصر وقال لمن حوله: هكذا لا تشغلنا السياسة عن صلاة الجماعة!

وإنّ المرء لا يَعرف من أي الرجلين يعجب! من القاضي الذي طبّقَ القانون على السلطان الذي يحكمُ نصف الأرض كما يُطبِّقُه على رجلٍ مسكينٍ قد لا يعرف سكان الحي الذي يسكنُ فيه اسمه! أم من السلطان الذي جعلَ أوروبا تنصاعُ له فانصاعَ لحكم القاضي دون كلمة اعتراض حتى مع أن الأمر قد يعتبره البعض إهانة شخصية!

واللهِ ما صلحَ السلاطين إلا عندما كان العلماء يخافون الله أكثر ممّا يخافون السلاطين، وما فسدَ السلاطين إلا عندما صارَ العلماء يخافون السلاطين أكثر مما يخافون الله!

أدهم شرقاوي / صحيفة الوطن القطرية
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع