Facebook Pixel
دار المسنين
573 مشاهدة
0
1
Whatsapp
Facebook Share

رشفت ما تبقى من كوب الشاي الساكن أمامي في هدوء ، وأمسكت بالقلم ، وبدأت في ملئ استمارة التوظيف الخاصة بدار الزهد لرعاية المسنين

رشفت ما تبقى من كوب الشاي الساكن أمامي في هدوء ، وأمسكت بالقلم ، وبدأت في ملئ استمارة التوظيف الخاصة بدار الزهد لرعاية المسنين ، وأمامي جلست الأستاذة (فايزة) تأكل أظفارها ، وترمقني من فوق نظارتها الغليظة ، وتقول راسمة ابتسامة لا بأس بها على شفتيها :
- لقد تشرفنا يا آنسة (عصمت) .
قالتها كـأنما كانت تلقي حجرًا في مياهي الراكدة ، كي أتحدث إليها ..
أنا صموتة هكذا طبعي ، لا أحب الكلام ، وهذا أعتقده استثنائي بالنسبة لي كأنثى ، فمعظمهن يحببن الكلام للكلام .. أما أنا فما قل ودل.
لذا ابتسمت لها ، وأخذت أكمل ملئ الاستمارة ، بادلتني الابتسامة ، وإن كنت قد جرحت مشاعرها ، فألقت حجرًا آخر ، وأضافت :
- سوف يعجبك المكان ها هنا ، وسوف يروق لك العمل جداً.
- أتمنى ذلك .
قلتها ، وأنا أناولها الورقة ممتلئة عن آخرها إلا من بعض الخانات الفارغة ، الخاصة بالإدارة .
الأستاذة (فايزة) أو مدام (فايزة) لا أعلم ، بدينة بعض الشيء ، أسفل عينيها سواد شديد ، حاولت محاولة بدت فاشلة ببعض المساحيق أن تواريه ، لكنه أبى وبشدة ، لذا صارت كالببغاء ، الذي ينقصه جناحان .
تناولت الورقة من يدي ، ووضعتها أمامها على المكتب ، وخطت بقلمها داخلها بعض الكلمات ، ثم أضافت ، قبل أن تنتهي :
- مبرووك .. لقد استلمت عملك الآن .
نظرت إليها في تعجب ، وأضفت :
- الآن ؟!! ، لكن ؟
- ليس هناك لكن .. سوف تمكثين معنا هنا في أي الغرف شئتي ، وبالنسبة لراتبك كما هو .. كما تم نشره بالإعلان .
صمت للحظة ، أخذت أفكر فيها عن سبب للاعتراض ، فلم أجد ، أنا أرملة ، والدي توفى ثم لحقت به والدتي رحمها الله ، ليس لي أحد تقريبًا .
الشقة التي أحيا بها ، لن يحدث لها مكروه ، فهي تمليك ، فقط علي أن أحضر بعض الملابس .
- حسنًا .. لك هذا ، لكن عليك أولاً أن تشاهدي الدار بأكمله ..
قالتها ثم نادت على (وداد) ، وهي عاملة النظافة الوحيدة بالدار ، تشبه المقشة التي تمسكها ، شعرها مبعثر ، وثيابها رثة تنم عن نظافة شخصية واضحة جدًا للعيان ، هيئتها بالكامل مسربلة ..
- نعم يا أستاذة ؟
- خذي الأستاذة (عصمت) ، في جولة كي ترى الدار ، واعرضي عليها الغرف العلوية كي تختار منها واحدة .
قالتها ، ثم أردفت وهي تنظر إلي :
- جميع الغرف بحمام خاص ، هذه خدمة لا توجد في كل الدور .. هذه مزية لنا .
ابتسمت ، وهممت بالخروج ، فأضافت :
- سوف تروق لك الوظيفة بحق .
قالتها ، وأنا خارج الغرفة ، وذاهبة في جولة للتعرف على الدار .. دار زهد لرعاية المسنين .
***
الدار عبارة عن مبنى مكون من ثلاثة طوابق ، يحيط به حديقة صغيرة طالها الإهمال بشكل كبير .. العشب قد حال لونه تمامًا ، ومات أكثره في شمم .. هناك ذلك الطريق أو الممشى كما قالت هذه البدرية ، يسير فيه سيدة عجوز في تؤدة مستعينة بعصا رخصية !
الطابق الأول به صالة طعام ينبعث منها رائحة كريهة جدًا كأنهم يطبخون فيها فضلات الحيوانات ، ابتعدت عنه وأنا أمسك أنفي ، في حين رمقتني (عزيزة) أو (فريدة) هذه بحنق ، وواصلت دورها الهام كمرشدة سياحية لذلك المعبد .. هنالك ميني ماركت ، لكنه مغلق كما يبدو ، وهناك أيضاً عيادة طبية تدلى على بابها قفل عتيق ، يصرخ مصرحًا لي بأن هذه الغرفة لم تمس منذ زمن سحيق ..
بعد أن انتهيت من تفقد الطابق الأرضي ، أضفت وأنا أنظر إلى (سنية) :
- لقد لاحظت أن الدار فارغة إلا من سيدة أو اثنتين ..
هل هنالك مشرفات غيري ؟
سألتها ، وأنا علم ، وقد انتابني شعور ما بأنها لن تصدقني القول ، وسوف تكذب .. وبالفعل هرشت في أنفها ، معلنة كذبها لي ، وأجابتني قائلة :
- بالطبع .
- إذا .
وقبل أن أكمل سؤالي قاطعتني قائلة :
- لكنهن يخرجن ، ويرحن ويجيئن .
وهي إجابة وتفسير منطقي لي كما هو واضح .
لمحت إحدى السيدات العجائز ترمقني في فضول ، وعندما رأتني أنظر إليها ، ابتسمت لي في ود ، فبادلتها الابتسامة ، وعدت إلى مصرية هذه ، فلم أجدها ، لقد تركتني ، وانصرفت !
لقد خمنت أنها مريضة نفسيًا لابد .
أخذت بعضي ، وانصرفت إلى منزلي ، كي أعد كل ما أحتاجه من ملابس وكتب وغير ذلك مما سوف أحتاجه في تلك الدار .
عبرت البوابة الحديد ، وأخذت أسير في ذلك الطريق الترابي ، عابرة بعض المزروعات ، حتى وصلت إلى الطريق الرئيسي .. أوقفت سيارة أجرة ، وانطلقت بها إلى شقتي .
***
حزمت حقائبي وعدت إلى الدار في اليوم التالي ..
اخترت إحدى الغرف ، وضعت بها متاعي ، وأبدلت الفراش بآخر أحضرته معي .. واستلقيت كي أستريح من عناء السفر ، ونمت .
تك تك !!
نهضت على صوت تلك الطرقات ، نظرت إلى ساعتي ، وجدتها الخامسة مساءًا ، ترنحت حتى وصلت إلى الباب ، وفتحته ، لأجد تلك الصغيرة ، تقف خلفه .. شابة في مقتبل العمر ، بدا لي أنها لم تتخط الخامسة عشر !
لم تتركني أحملق بها كثيرًا ، فقالت بابتسامة وديعة مثلها :
- أنا (فاطمة) خادمة الغرف الجديدة .. لقد استلمت عملي اليوم ، هل تسمحين لي بأن أنظف غرفتك ، يا أستاذة (عفت) .
ابتسمت ، وأضفت :
- أولا اسمي (عصمت) ، وليس (عفت) .
- آسفة جدًا .
- لا عليك ، ثانيًا ألا ترين معي أنك لا زلت صغيرة على العمل ؟
ابتسمت مرة أخرى ، وأجابتني ، وقد علمت أنني أحرجتها بما قلت :
- الحاجة ! .. صدقيني يا أستاذة الحاجة هي من تفعل بنا هذا ، أنا أدرس ، وفي المرحلة الثانوية بالمناسبة ، لست معتادة على العمل كذلك ، لكن أمي مريضة ، ولا تقوى على العمل ، وأبي توفاه الله ، لذا قبلت العمل هنا ، وقد طلبت من أبلة (فايزة) أن أحضر أمي إلى هنا ، كي تكون جانبي ، وأرعاها فوافقت ، لكنها قالت أن عليها أن تختبرني أولاً .
قاطعتها ، بإشارة إليها بيدي أن تفضلي افعلي ما شئتي بالغرفة ، وانصرفت إلى حديقة الدار .. فصمتت هي ، ودخلت تلتهم الغرفة التهاماً كالناموسة .
***
جلست على أحد المقاعد الخشبية الموضوعة في حديقة الدار ، أرمق العشب الذي أحرقته الشمس ، وقضى عليه الإهمال ، وأرمق الطريق الزراعي والخضرة البعيدة من فتحات الباب الحديدي ، حين لمحت تلك العجوز مرة أخرى ترمقني ، سرت قشعريرة في عامودي الفقاري ، لا أعلم لما ، وابتعدت بنظري عنها تماماً ، كأنني لم أراها ، وأدرت ظهري كلية إلى الباب الحديد .
ثوان ووجدت يدًا موضوعة على كتفي ، انتفضت في فزع ، واستدرت لأجد تلك العجوز تبتسم لي ابتسامتها المخيفة .
لا أعلم كيف وصلت إلي بهذه السرعة ؟!
- أنت (عصمت) ؟
ما شاء الله هذا ينم عن عبقرية واضحة .
- نعم أنا هي .
قلتها فجلست إلى جانبي ، وأضافت :
- أنا هنا منذ عام ونصف تقريبًا ..
كانت متوسطة القامة شعرها فضي تعقصه بشئ ما ، أنفها صغير بعض الشئ ، وفمها كذلك .. عينيها خضراء أو زرقاء .. مواصفات تدل في بساطة أن هذه السيدة كانت في شبابها صاروخًا يلهب قلوب الشباب ، ويفجر عيونهم ..
أفقت من خواطري تلك ، لأجدها تكمل :
- لقد أحضرني (هيثم) ثم تركني وحدي إلى الأبد .. لم يسأل عني أحد قط منذ عامِ ونصف .. لم أره ..
توقعت أن تنهمر منها الدموع ، بعد ذلك المشهد الحزين ، لكنها لم تفعل ، فقط ابتسمت ، وأردفت :
- لكنني سعيدة على أية حال ، فالمكان هنا رائع حقاً .. لقد عدت شبابًا أكثر !
صمتت مرة أخرى ، لكن لتسألني بعدها عن حياتي ، فأخبرتها أنني وحيدة ، وأن زوجي قد رحل ، ومن قبله والداي ، لذا أتيت إلى هنا هاربة من كل شيء .. لكن لقد لاحظت أن عددكم هنا قليل جداً
أخذت تنظر إلي طويلاً ، حتى فرغت من حديثي وسؤالي هذا ، وقالت :
- انصتي إلي جيداً يا ابنتي .. لقد أحببتك منذ اليوم الأول ، الذي رأيتك فيه ، لذا نصيحتي إليك ، هي أن ترحلي !
ارحلي من هنا !!
ارحلي بلا رجعة !!
كانت عباراتها ترن في أذني ، وقلبي ، وللحق جعلت الخوف يتسلل إليّ
ثم أتت آخر عبارتها وأشدها وطأة "
- لا أريد أن أؤذيكي !!!!
قالتها وانصرفت ، انصرفت بعد أن سكبت علي دلو مليء بالماء المثلج
لم تعطني الفرصة كي أرد حتى ، فقط تلاشت من أمامي ، وتركتني ارتجف .. الهواء يلفح وجهي وأذني ، ويتسرب إلى عيني ، التي دمعت وحدها من شدة الهواء .
***
عدت الى غرفتي ، لأجد التراب قد احتشد في سمائها ، كأن قنبلة هيدروجينية قد انفجرت فيها ، هذه الفتاة مجتهدة كما هو ملحوظ ، لكنها غبية كذلك ، فلم تترك النافذة مفتوحة بعد أن فرغت من التنظيف كي تخرج ذلك التراب ، لابد أنها لن تستمر في الدار كثيرًا .
أمسكت بحقيبة من حقائبي ، وأفرغت محتواها على الفراش ، وتناولت كتابًا كنت قد بدأت فيه منذ فترة ، وبدأت في تكملته ، حين طرق أحدهم باب الغرفة .
تركت الكتاب ، ونهضت لأفتح الباب ، فوجدت (فاطمة) ، تقف ، وترتدي معطفًا أخضر رديء حال لونه ، يختلط به لون آخر ، كان أحمر تقريبًا ، لكنه فر منذ زمن .. كان طويلاً بعض الشيء ، لكنه يؤدي الغرض ، ويقي من البرد ، ابتسمت ، وسألتني إن كنت أحتاج إليها أم لا ، لأنها سوف ترحل ، .. سوف أعود إلى البيت ، لقد أنهيت فترة العمل الخاصة بي ، لقد تشرفت بمعرفتك يا أبلة (عفت) .. قالتها ، وأعطتني ظهرها كالمميكنة ، واختفت في ظلام الردهة ، دون أن أخبرها أنني لست (عفت)
عدت إلى الفراش بعد أن أطفئت النور ، وتناولت الكتاب ، وبدأت القراءة .. في ضوء الأباجورة المجاورة للفراش ، الموضوعة على الكومود .
لا أدري متى نمت ، ولا كيف؟ ، فقط نهضت لأجد أن الإضاءة مرتفعة ، لا ليست مرتفعة ، بل الغرفة بأكملها مضاءة !!
نهضت في فزع غير فاهمة ؟؟
ثم لمحت تلك الصينية ، المليئة بالطعام .. بعض الجبن والزيتون والخبز موضوعه على منضدة بالقرب من التلفاز الذي لم أقربه منذ جئت !
هنالك من دخل الغرفة ، وأضاء النور ، ووضع الطعام ، من هو ؟ هذا ما نهضت ، وهبطت الدرج لأجله ..
ذهبت وكلي غضب إلى الأستاذة (فايزة) ، التي كانت جالسة تشاهد التلفاز في استمتاع ..
دخلت عليها ، وكلي غضب ، طلبت منها تفسيرًا لما حدث ..
لم تبدل من جلستها ، لكنها خفضت صوت التلفاز ، وأجابتني في فتور :
- هذا عشاؤك يا (عصمت) ، لقد وضعناه بتلك الطريقة كي لا نزعجك .
- وكيف لكم أن تقتحموا خصوصيتي بهذه الطريقة ؟
- لم نقتحم شيئًا .. كلنا هنا أصدقاء ، ثم .
قاطعتها :
- أيا كان ما تفعلونه وما تعتادون عليه فأنا لا أريده .
قلتها ، وانصرفت ، وأنا أسب الجميع ، لقد أخافوني بشدة .. هؤلاء الأغبياء ..
صعدت إلى الغرفة ، وجلست أشاهد التلفاز الرديء ، بعد أن أحكمت غلق الغرفة عليّ ، وبعد أن نزعت المزلاج الخارجي ، الذي يتيح لمن بالخارج أن يدخل دون استئذان ، ووضعته في درج الكومود .. ذلك أمان أكثر .
صحيح أنني جائعة ، لكنني لن آكل ذلك الطعام .
أخرجت من الحقيبة ورقة مغلف بها قطعة من الشيكولاتة ، وأخذت ألوكها في استمتاع ، وأنا اقرأ الكتاب وأطالع التلفاز .
***
في الثالثة صباحًا نهضت ..
كان هناك ظلاً يأتي من خارج الباب ، ظلاً جعل فرجة الباب مظلمة لثوان ، ثم تلاشى بعدها !
كدت أصرخ ، إلا أنني تمالكت نفسي ، هناك من كان يقف خلف الباب ، ارتديت الروب ، وأحكمت غلقه ، وتقدمت ناحية الباب ، وفتحته بحذر ، وخرجت أرمق الردهة ..
لا شئ .. الظلام يكسو كل شيء .. تقدمت أكثر ..
وانغلق الباب عليّ ، وأنا في الخارج ، يا للحظ العاثر ، لقد حبست نفسي خارج الغرفة .
أخذت أتقدم حتى وصلت إلى نهاية الطرقة ، وأخذت أهبط الدرج بحذر أكثر ، لأن الإضاءة كانت خافتة جداً .
الهدوء كان مخيمًا على المكان .. الجميع في فراشه ، إذًا من الذي كان يقف خلف الباب ؟!
بدأت أنادي على أستاذة (فايزة) بصوت مبحوح غالبة النوم ، حتى لمحت الضوء القادم من صالة الطعام ، الهواء الآتي منها رائحته كريهة بحق ..
رائحة تشمئز لها الأنوف ، لكنني كنت أود أن أعثر على أي أحد حتى أخبره بأنني حبيسة خارج غرفتي .
لذا دلفت في هدوء إلى تلك الصالة ، و .. هنا لمحت تلك الدماء !!
دماء قادمة من داخل المطبخ !
تقدمت بحذر ، وفتحت الباب !
كان مشهد لا ينسى .. لقد كان هو الهول ذاته ..
ثلاثة من النسوة إحداهن هي (فايزة) ، جثون على ركابهن ، أمام جثة فتاة ، ممزقة الأوصال تمامًا ، أحشاؤها في كل مكان أمامهن ، معطفها الأخضر الذي حال لونه ، أخبرني أنها (فاطمة) ، (فاطمة) البنت الصغيرة ، التي نظفت غرفتي ، صارت أشلاء ، وجبة لهؤلاء النسوة !
كدت أن أقيء ، لكنني تماسكت ، وكتمت صرختي ، و تراجعت في حذر ، عندما اصطدمت ، بتلك العجوز ، التي كانت تقف خلفي تمامًا ، فسقطت أرضًا !
- لماذا نهضتي الآن .. لقد نهضت في وقت غير مناسب تمامًا
كانت تلك هي العجوز ، التي تحدثت إليّ في الحديقة ، قالت ما قالت ، وأضافت :
- لقد حذرتك من قبل أنني لا أريد أن أؤذيكي ، لكنك لم تأب لحديثي هذا ، وقلتي أنه حديث عجوز خرفة .. فلا تلومين إلا نفسك أيتها الشجاعة .
زمجرت (فايزة) ، ووثبت من فوق ما تبقى من (فاطمة) ، ووقفت أمامي ، لتقول :
- نعم نأكل الفتيات لنحصل على شبابهم ، الذي افتقدناه ، و من تعود منا شابة ترحل بلا رجعة ..
صرخت صرخة مدوية ، وكدت أن أهرع إلى الخارج لولا أن باغتتني إحداهن بأن غرست محقناً في رقبتي ممتلئاً بسائلِ ما جعلني أسقط ولا أقوى على تحريك عظمة من جسدي شل أطرافي تمامًاً، لم أفقد الوعي كليةً ، وهذا لسوء حظي ..
- أنت شبابي يا (عصمت).
هكذا قالتها العجوز ، وجثت على ركبتها أمامي ، وتبعتها الأخريات ، وبدأت كل واحدة منهن تجثو بالقرب مني و تلتقط مني شيئاً وتضعه في فمها ، وبدأت أسنانهن تنغرس في جسدي ، وأخذن في التهامي حية
وانسابت دمائي على أرض المطبخ ، وبدأت تمتزج بدماء فاطمة .
***
(تمت بحمد الله)
بقلم : أحمد فكرى Ahmed Fekry
روايات مصريـة
نشر في 08 كانون الثاني 2019
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع