Facebook Pixel
726 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

إحدى أهم الشخصيات التي أثرت في وجداني وتفكيري والتي أستحضرها بشكل شبه يومي تقريبا, هو أويس بن عامر القرني، الإسم يبدو مجهولاً، فهل هو من الصحابة أم المبشرين بالجنة, أم ماذا؟

المجد

إحدى أهم الشخصيات التي أثرت في وجداني وتفكيري.. والتي أستحضرها بشكل شبه يومي تقريبا, هو أويس بن عامر القرني.. الإسم يبدو مجهولا.. ولا شك أنك بدأت بحك ذاكرتك الآن.. إن كان هذا من الصحابة أو من المبشرين بالجنة أو ما إلى ذلك.. ولم تهتد إلى إجابة.. وهنا تكمن عظمة الرجل فيما أعتقد.. أنك لا تكاد تعرف عنه شيئا..

قبل خمسة عشر قرنا.. وفي جلسة بين الرسول (ص) وعمر بن الخطاب.. قال الرسول (ص) لعمر.. "يأتي عليكم أويس القرني مع أمداد من اليمن، كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها بار، لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل".. ويموت الرسول (ص) ويموت أبو بكر.. ويحكم عمر في أمور المسلمين.. وتمر السنوات, وهو في كل عام.. يسأل وفود حجاج اليمن عن شخص يسمى أويس القرني, ويردون أنهم لا يعرفونه.. حتى يأتي عام 23 للهجرة.. وفيه يلتقي عمر بوفود اليمن.. ويسأل - كعادته - عن أويس هذا.. فيقولون أنه راعي إبلنا.. فيذهب عمر نحو الإبل ويلتقي الرجل.. فإذا هو هو.. وبعد أن يستغفر لعمر كما جاء في الأثر.. يسأله عمر عن وجهته.. فيقول أنه يقصد الكوفة.. وعندما يعرض عليه عمر أن يجهز له راحلة أو يوصي عليه واليه على الكوفة يقول بكل بساطة وتواضع " لأن أكون في غبراء الناس, أحب إلي".. يعيش أويس في الكوفة.. ويموت شهيدا في إحدى المعارك.. وتتحدث الروايات أنه لم يعرف له قبر..

فتى راع للإبل .. رث الثياب.. خامل الذكر.. لا يعرفه من أهل الأرض أحد.. ربما يطرق الأبواب فيطرد عنها.. ربما ينكح فلا يعطى.. ويمر بين الرجال فلا يؤبه له.. ومع ذلك, فهو عزيز عند الله لدرجة أن الله يجيب أي دعاء له.. وبشكل فوري كما يوحي الحديث.. فما هي المقاييس التي نقيس بها الناس؟ المال؟ الشهرة؟ الجاه؟ السلطة؟ الحشم .. الخدم؟ الحرس؟ السجاد الأحمر؟ الكراسي ؟ العروش؟ ماذا؟ كله سراب في سراب في سراب ..

ربما من يهتف الناس بإسمه لا يساوي عند الله خردلة.. وربما من نقفل الباب في وجهه هو أويس آخر.. نحن في عمى كامل عن معرفة القيمة الحقيقية لكل إنسان.. وهذا برأيي أدعى الأسباب لأن نتعامل مع الكل بتواضع وتقدير..

يسألني أحد القراء في موقع آسك عن تعريفي للمجد.. إن لم يكن ما كانه أويس هو المجد.. فلا أعرف ماذا يمكن أن يكون..

#كتابات_ديك_الجن
كتابات ديك الجن
نشر في 30 آذار 2016
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع