Facebook Pixel
 عبقري جهاز المخابرات
1752 مشاهدة
0
1
Whatsapp
Facebook Share

من هو هذا الشخص الذي تم تأليف الكتب عنه في الاتحاد السوفيتي وصورت الأفلام وشيدت النصب التذكارية وافتتحت المتاحف على شرفه ؟

كان يطلق على هذا الشخص بأنه عبقري جهاز المخابرات، حيث تم تأليف الكتب عنه في الاتحاد السوفيتي وصورت الأفلام وشيدت النصب التذكارية وافتتحت المتاحف على شرف نيكولاي كوزنيتسوف، وفي منتصف الثلاثينات من القرن الماضي بدأت العلاقة بين الاتحاد السوفيتي وألمانيا النازية بقيادة أدولف هتلر تتدهور بشكل أصبحت الحرب فيها أمر لا مفر منه. وفي هذه الأثناء لفتت براعة نيكولاي كوزنيتسوف وقدرته على التحدث باللغة الألمانية بطلاقة منقطعة النظير انتباه الاستخبارات السوفيتية. ولدى وصوله إلى موسكو التحق الشاب كوزنيتسوف للتدريب في معسكر تابع للمخابرات السوفيتية وتلقى ألقى مهمة له وهي إقامة اتصال مع موظفي السفارة الألمانية. وقتها ظهر كوزنيتسوف أمام الألمان على أنه ابن البلد يدعى رودولف سميت وهو مهندس يعمل في مصنع سوفيتي للطائرات. سحر المهندس وسرعان ما اكتسب مودة وثقة الدبلوماسيين الألمان، ونتيجة لذلك تمكن كوزنيتسوف من تجنيد اثنين من دبلوماسي السفارة والحصول على معلومات هامة وتمكن من اعتراض الحقيبة الدبلوماسية الألمانية.
وفي 22 من شهر حزيران/ يونيو لعام 1941 هاجمت ألمانيا الاتحاد السوفيتي، وفي هذا الإطار خضع نيكولاي للتدريب أكثر من سنة للعمل لاحقاً في عمق خطوط العدو الألماني، وكان زملاؤه في دهشة من أمرهم للقدرة الهائلة للدور الذي لعبه كضابط ألماني.
وفي صيف عام 1942 وصل نيكولاي إلى ما وراء خطوط العدو وبالتحديد إلى مناطق أوكرانيا المحتلة واستقر في مدينة روفنو وبدأ لممارسة عمله. وهنا لابد من الإشارة إلى أن المعلومات التي حصل عليها العميل لا تقدر بثمن، حيث تمكن كوزنيتسوف وهو متقمص شخصية الملازم باول زيبيرت من الحصول على موعد مع مسؤول عن القوات الألمانية في أوكرانيا إيريخ كوخ. وخلال الحديث أبلغ العميل السوفيتي بأنه كان يحارب بالقرب من مدينة كورسك، وهنا صرح كوخ بأن تلك المنطقة سوف تشهد قريباً أحداثاً هامة من شأنها أن تحسم نتيجة الحرب. بالطبع قام كوزنيتسوف بنقل هذه المعلومات إلى موسكو واتضح بعد ذلك أن الألمان كانوا يستعدون لشن هجوم كبير بالقرب من منطقة كورسك. وبفضل المعلومات التي نقلها كوزنيتسوف تمكنت القوات السوفيتية من التحضير والإعداد للهجوم الذي فشل ولحقت القوات الألمانية هزيمة نكراء.
كما حذر كوزنيتسوف من مخطط يعد لاغتيال القادة الثلاث ستالين وروزفلت وتشرشل خلال مؤتمر جمعهم في طهران. وفي هذا الإطار أمر هتلر بإرسال مجموعة من قوات الاستطلاع الخاصة إلى العاصمة الإيرانية، وهذه المعلومات حصل عليها كوزنيتسوف عندما أفشى بها أحد الضباط العاملين في جهاز المخابرات الألماني.
لم يكتف كوزنيتسوف بجمع المعلومات وإنما قام شخصياً بالقضاء على كبار المسؤولين النازيين الذي شاركوا في عمليات قمع وقتل المواطنين المدنيين. وهنا لابد من الإشارة إلى الجرأة والشجاعة التي تمتع بها العميل السوفيتي. ففي يوم من الأيام تنكر كوزنيتسوف بزي ضابط ألماني وقتل أحد المسؤولين النازيين في مكتبه الخاص. ولدى خروجه إلى الشارع شاهد العميل مجموعة من جنود العدو وهم ينظرون بتمعن تجاه النافذة التي صدر منها صوت إطلاق النار وسألوا كوزنيتسوف ألم تسمع شيئاً؟ فأجاب نيكولاي بهدوء تام لم أسمع شيئاً، وانسحب ببطء من المكان.
وفي حادثة أخرى اختطفت مجموعة كوزنيتسوف جنرالاً ألمانياً، ولكن وهم في طريقهم تمكن الأسير من نزع قطعة القماش من فمه وطلب المساعدة. عند ذلك اقترب عدد من الضباط الألمان إلى المجموعة السوفيتية الذين بدؤوا ينظروا إلى بعضهم البعض متسائلين بصمت هل فشل كل شيء؟. وهنا أسعفت كوزنيتسوف حنكته وذكائه وأخرج من جيبه شارة تدل على أنه يعمل لصالح الشرطة السرية وقال بأن عناصره ألقوا القبض على جاسوس روسي المتنكر بزي لجنرال ألماني وأن الأخير يتصرف بغطرسة ويصرخ دائماً ولا يعترف بذنبه، ولكن كل شيء سوف يكون على ما يرام وسوف يعترف بما اقترفت يداه. عندها ذهب الألمان بطريقهم وواصل العملاء السوفيت طريقهم إلى الفدائيين لإجراء تحقيق مع الجنرال الألماني الأسير.
وفي ربيع عام 1944 وقع نيكولاي كوزنيتسوف ومعه اثنين من الفدائيين في كمين نصبه العدو، وبعد اشتباكات عنيفة غير متكافئة لقوا جميعهم حتفهم. على الرغم من ذلك تم العثور على رسالة للعميل نيكولاي كتب على المغلف ما يا يلي: "تفتح بعد موتي" وفي الرسالة كتب كوزنيتسوف قائلاً: "أنا أحب الحياة، ومازلت شاباً، ولكن إذا كان وطني بحاجة للتضحية فإنني سوف أضحي بحياتي من أجله. وليعلم النازيون مدى قدرة المواطن الوطني الشيوعي الروسي. وليعرف المعتدي أنه من المستحيل غزو شعبنا كما هو من المستحيل إطفاء نور الشمس. ولو قدر لي أن أموت فإنني على علم بأن الوطنيين خالدون في ذاكرة شعبي".
وفي الخامس من شهر تشرين الثاني/نوفمبر لعام 1944 منح نيكولاي كوزنيتسوف لقب بطل الاتحاد السوفيتي. يشار إلى أن إضبارته الخاصة مازلت محفوظة في أرشيف جهاز الاستخبارات الروسية وستظل سرية حتى عام 2025. مازال هناك وقت طويل حتى نتمكن من معرفة كل الأسرار التي أحاطت بحياة هذا الإنسان
كواليس الحرب العالمية الثانية
نشر في 20 كانون الثاني 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع