Facebook Pixel
619 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

في الحقيقة هذه أكبر من جملة، وأبلغ من تأنيب، وأعمق من إرشاد، إنها قاعدة عامة للحياة! ليتنا نتصرف على أساسها في كل مجالات الحياة!

لا توطيه !

حضرَ بواب المدرسة باكراً ليجد كتابات على الجدران الخارجية، فاتصل بالمدير الذي كان في طريقه إلى المدرسة، فأخبره المدير أنه سيصل عما قليل وسيعرف حتماً من الفاعل… وصل المدير وقال للبواب: حتماً الفاعل أحد طلاب المدرسة
قال له البواب: ما الذي يجعلك متيقناً إلى هذا الحد سيدي المدير؟
قال المدير: لا أحد له مصلحة بفعل هذا، ثم هذا الفاعل الغبي لا يعرف أننا وضعنا كاميرات مراقبة دون أن نخبرهم بالأمر، سترى كيف أنه أحد تلاميذ المدرسة!
بالفعل عاد المدير إلى تسجيلات كاميرات المراقبة وسرعان ما تبين له صدق حدسه، الفاعل أحد طلاب المدرسة!
استدعى المديرُ الطالب، وجعله يشاهد نفسه وهو يفعل فعلته، ثم اتصل بولي أمره… حضر الأب، واستمع لكلام المدير وشاهد التسجيل دون أن يتلفظ بحرف واحد، غير أنه أخرج هاتفه واتصل بشركة الدهان وأعطاهم عنوان المدرسة، وطلب منهم أن يعيدوه أجمل مما كان على حسابه، ثم قال للمدير: سيدي المدير أعدك هذا الأمر لن يتكرر، والتفتَ إلى ابنه وقال له: إذا ما قدرت ترفع راسي لا توطيه!
وقف المدير ومن حضر من المدرسين مدهوشين من تصرف الأب، أما الابن فبكى بكاءً مراً وقال: ليت أبي ضربني أو قتلني حتى ولم يقل لي تلك الجملة!

بعيداً عن القصة وتفاصيلها، وعن طريقة تصرف الأب في هذه المشكلة، لنأخذ قوله: إذا ما قدرت ترفع راسي لا توطيه!

في الحقيقة هذه أكبر من جملة، وأبلغ من تأنيب، وأعمق من إرشاد، إنها قاعدة عامة للحياة! ليتنا نتصرف على أساسها في كل مجالات الحياة!
إن لم نستطع أن نجعل الناس يقولون للواحد منا: رحم الله من رباك، فعلى الأقل لا يقولون: لعن الله من رباك!

من قال أنه إذا لم نستطع أن نكون ملائكة فيجب أن نكون شياطين، لماذا لا نكون بشراً، بشراً فحسب!

إن لم نستطع أن نكون نماذج جيدة عن ديننا، ودعاة بأخلاقنا فلماذا يجب أن نكون نماذج سيئة تُنفر الناس وتصد عن سبيل الله، لماذا لا نكفي خيرنا وشرنا وننشغل بأنفسنا!

لماذا علينا أن نبحث عن الشهرة كالبائل في ماء زمزم! تروي لنا كتب الأخبار أن رجلاً بال في ماء زمزم، فانهال الناس عليه ضرباً ولكماً، فخلصه منهم شرطة الحرم وهو في الرمق الأخير، وعندما عُرض على الأمير، قال له: قبحكَ الله ما حملكَ على ما فعلتَ؟!
فقال: أردتُ أن أشتهر ويُقال هذا الذي بال في ماء زمزم!

أدهم شرقاوي / صحيفة الوطن القطرية

27. 12. 2018

http://www.al-watan.com/Writer/id/11578

.
قس بن ساعدة " أدهم شرقاوي "
نشر في 27 كانون الأول 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع