Facebook Pixel
الأكوان المتوازية!
1887 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

إن تلسكوباتنا قادرة على رؤیة ما أقصاه أقل من 14 ملیار سنة ضوئية، لكن ماذا یوجد بعد ذلك؟

الأكوان المتوازية!

إن تلسكوباتنا قادرة على رؤیة ما أقصاه أقل من 14 ملیار سنة ضوئية، لكن ماذا یوجد بعد ذلك؟ نعرف من كل ما توصل إليه العلماء بأن الكون نشأ من الانفجار العظيم، لكن ماذا كان هناك قبل ذلك؟ أسئلة حاول الفلاسفة ورجال الدين والمفكرون في مختلف العصور الإجابة علیھا: ماذا یوجد فیما وراء كوننا الذي نراه؟
حتى وقت قصیر مضى، كان كل ما یشغل العلماء هو دراسة الكون بما یحتویه وبما یحكمه من قوانین فيزيائية، وبما حدث بعد الانفجار العظيم قبل 13.8 ملیار عام، أما الآن فقد بدأ العلم في اقتحام مجال كان حكراً على الفلسفة والأدیان: ماذا كان هناك قبل ولادة الكون؟ وماذا یوجد خارج نطاق حدوده المعروفة؟

واحدة من أهم ما جاءت به فيزياء الكمِّ هي: تعدد الأكوان كمجموعة إفتراضية متكونة من عدة أكوان - بما فيها الكون الخاص بنا - وتشكل معاً الوجود بأكمله. وفكرة الوجود متعدد الأكوان هو نتيجة لبعض النظريات العلمية التي تستنتج في الختام وجوب وجود أكثر من كون واحد، وهو غالباً يكون نتيجة لمحاولات تفسير الرياضيات الأساسية في نظرية الكمّ بعلم الكونيات. والأكوان العديدة داخل متعدد الأكوان تسمى أحياناً بـ#الأكوان_المتوازية Parallel Universes. والبِنية لمتعدد الأكوان وطبيعة كل كون وما بداخله، والعلاقة بين هذه الأكوان: كلها تعتمد على النظرية المتبعة من بين عدة نظريات.

ومصطلح "تعدد الأكوان" بالفيزياء ما هو إلا رأي مفترض في علم الكونيات والفلك. وليس له إثبات حتى اللحظة و هو ضاربً بالقِدَّمِ بالفلسفة وحتى "اللاهوت" والخيال العلمي. وقد تأخذ الأكوان المتوازية في هذا السياق أسماء أخرى كالأكوان البديلة أو الأكوان الكمية أو العوالم المتوازية أو الوقائع البديلة أو خطوط الزمن البديلة، إلخ.
إذن بالمختصر المفيد، و لأنها فرعً كامل متشعب بفيزياء الكمّ. الأكوان المتوازية نتاجُ فكرةٍ جذرية: أنه يوجد عوالم/أكوان أخرى، بالضبط شبه كوننا. كل هذه الأكوان على علاقة بنا، و في الواقع هي أكوان متفرعة منا، وكوننا متفرع أيضاً من أكوان أخرى!
خلال هذه الأكوان المتوازية، حروبنا لها نهايات مختلفة عن ما نعرف، الأنواع المنقرضة في كوننا تطورت وتكيفت في الأكوان الأخرى، وفي تلك الأكوان ربما نحن البشر أصبحنا في عداد الفصائل المنقرضة. ربما أنت ميلياديرٌ هنالك و قد تكونُ لاعب كرةِ سلةٌ شهير جدا!

إن طبيعة هذا التفكير يذهل العقل ولحد الآن، ما يزال يمكن فهمه. الأفكار العامة عن الأكوان أو الأبعاد المتوازية التي تشبهنا ظهرت في أعمال الخيال العلمي بعد ظهورها بكتب الحضارة الإنسانية قديما، لكنها أصبحت محل التصديق التام بعد أن أقدم علماء الفيزياء بدايات القرنِ العشرين على دراسة أدقّ مانعرفه من مكونات الذرة الدقيقة، كالفوتونات (رزم صغيرة من الضوء) إذ لاحظوا تصرفها كجسيمات وكأمواج! حتى الفوتون المفرد يقوم بهذا التناوب في نفسِ الوقتِ تماما!. هذا يدفعُ إلى التعجبُ، و لأننا مزيج من ملايير الذرات، أ ليست تلك الجسيمات تتصرف بأشياء غير معقولة بداخلنا؟ لِما لا؟ تخيل أنك ظاهر وتتصرف كإنسان صلب حينما ينظر إليك صديق، لكن حينما يلتفت إليك ثانية ً تكون تحولت إلى غاز!
ثمة مثال آخر ألا وهو #سر "المادة الخفية" في الكوسمولوجيا (علم الكونيات)، والمادة الخفية أو "السوداء" هي المادة غير المرئية والتي تكوّن تسعين في المئة من كتلة الكون. ورغم أنها غير مرئية إلا أن العلماء تعرفوا على وجودها من خلال تأثير جاذبيتها. فقد تكون المادة الخفية موجودة في أكوان متوازية. وتؤثر مثل هذه المادة في الكون الذي نعيش فيه من خلال قوة الجاذبية التي حسب نظرية الأوتار تستطيع التدفق بين الأكوان المتوازية. وهذه المادة "خفية" بالضرورة لأن النوعية الخاصة بنا من الفوتونات تلتصق بغشائنا، وبالتالي يتعذر على الفوتونات أن تنتقل عبر الخواء من المادة الموازية إلى أعيننا.
هكذا بدأت و أنطلقت هذه النظرية. مارأيكم؟
#أكوان_متوازية #الفيزياء_العملية

{وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ}المؤمنون-17
الفيزياء العملية
نشر في 15 تموز 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع