Facebook Pixel
561 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

كي تفهم مشاعر خوف الآخر ووضعه العاطفي الحالي، عليك على الأقل أن تمشي كيلومترا واحدا في حذائه وتتخلص من كل انتقاد لك عليه

***التواصل، الإنتقاد، وقصة "قاتل وحش البطيخ"***
كان يا ما كان في قديم الزمان قرية صغيرة نائية لا يصلها أحد. كان سكانها يعيشون حالة من الرعب بسبب وحش مخيف يتواجد في حقل قريب من قريتهم. في يوم من الأيام وصل زائر للقرية الصغيرة، وسمع من سكانها عن خوفهم ورعبهم المتواصل، وقرر محاولة مساعدتهم. طلب الزائر من السكان أن يأخذوه للحقل الذي يقطن فيه الوحش. بخوف شديد وصمت مطلق اقترب معهم للحقل، وما إن وصلوا قالوا له "هذا هو الوحش" وركضوا ليختبئوا وراء الصخور والأشجار. نظر الزائر الى الحقل، ولم يرى سوى كمية كبيرة من فاكهة البطيخ الناضجة واللذيذة. ضحك بشدة وقال لهم أن هذا ليس وحشا، بل هي فاكهة لذيذة. نظر السكان اليه بدهشة ولم يصدقوه، فاقترب ضاحكا من حبة بطيخ ضخمة وكسرها ومد يديه ليأخذ لبها الأحمر ويأكله. صرخ السكان ومسكوا عصيهم وقالوا للزائر: "ان كنت قادرا على قتل الوحش وأكل لحمه فأنت لست سوى وحشا أشرس منه"، وهربوا لقريتهم دون السماح له بدخولها مرة ثانية. استمر السكان بالعيش في خوف شديد من الوحش البطيخي حتى أتاهم زائرا جديدا، وطلب أن يقودوه للوحش الكاسر. حين رأى الزائر البطيخ فهم عدم منطقية خوفهم بالنسبة له، لكنه فهم أيضا منطقية خوفهم بالنسبة لهم. قفز الزائر للخلف قائلا أن الوحش مخيف بالفعل، لكن عليهم أن يتساعدوا ويقتلوه. اقترب الزائر مع سكان القرية من البطيخ، وهو يظهر نفس علامات خوفهم ورعبهم، ولمس بطيخة. بعد أن رأى السكان أن البطيخة لم تتجاوب، لمسوها أيضا. بالتريج ساعد الزائر السكان أن يقتربوا من البطيخ وأن يكسروه ويأكلوه وهو يشاركهم علامات دهشتهم، ثم علمهم جمع البذور لزرعها لاحقا. أحب أهل القرية الزائر الذي خلصهم من خوفهم، وأطلقوا عليه إسم "البطل قاتل وحش البطيخ".

لو عشت كل يوم من حياتك كالشخص الآخر -الذي تنتقد خوفه وتعتبره غير منطقي- ولو عشت نفس ماضيه وكان لك نفس قدراته الذهنية التي أتى بها للعالم ونفس التجاوب العاطفي الذي حصل عليه من بيئته، كنت سوف تشعر بالضبط بنفس نوع الخوف الذي يشعر به. كي تفهم خوف الآخر ووضعه العاطفي الحالي، عليك على الأقل "أن تمشي كيلومترا واحدا في حذائه" وتتخلص من كل انتقاد لك عليه. قد يبدو لك منطقيا أن صديقك "يضخم الأمور"، لكن يجب أن تسأل نفسك إن كانت رغبتك هي أن تثبت له "سخافة تفكيره" أم أن تساعده ليتحسن شعوره.

المصدر:
قصة "قاتل وحش البطيخ" {The great watermelon slayer } مقتبسة من كتاب "Advanced techniques for counseling and psychotherapy" للكاتب الأخصائي النفسي Christian Conte.

بسمة سعد
أخصائية نفسية علاجية
الصحة النفسية
نشر في 25 تموز 2017
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع