Facebook Pixel
كيف يؤثر التوتر على دماغك؟
1060 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

معلومات وتساؤلات في علم النفس, من أحدها عندما نسمع او نقرأ كلمة توتر يخطر على أذهاننا تلك الصعوبات المستمرة في النوم والتقلبات المزاجية الحادة كالانزعاج والكآبة والشعور بالوحدة والاحباط والعزلة، فكيف يؤثر التوتر على دماغنا؟

كيف يؤثر التوتر على دماغك ؟

عندما نسمع او نقرأ كلمة "توتر" يخطر على أذهاننا تلك الصعوبات المستمرة في النوم والتقلبات المزاجية الحادة كالانزعاج والكآبة والشعور بالوحدة والاحباط والعزلة ، وأحياناً قد يصل الموضوع بحد ذاته الى نسيان بعض الاشياء والتفاصيل الصغيرة وغيرها من المشاكل النفسية التي تصادفنا جميعاً ، حسناً ، لا تقلق لقد مررنا جميعاً بذلك ، منا من اجتازه ومنا من لم يستطع التخلص منه ، ببساطة انه التوتر

التوتر ليس شيئاً سيئاً دائماً كما يظن البعض ، قد يعطيك التوتر دفعة من النشاط والتركيز عند ممارسة رياضة تنافسية مثلاً أو عندما تلقي خطاباً على الملىء ، ولكن عندما يستمر التوتر بشكل روتيني ، يوماً بعد يوم ، مسبباً لك تدهوراً عاماً يبدأ دماغك بالتغيير حرفياً !

التوتر المزمن الذي يجعلك مرهقاً دائماً ، مفتعلاً للشجارات المنزلية يمكن أن يؤثر على حجم الدماغ وبنيته وطريقة عمله ايضاً ، ولا تستغرب اذا وصل تأثيره الى مستوى جيناتك ، لانه بالفعل ممكن ..

ينشأ التوتر عن طريق المحور الوطائي النخامي الكظري ( HPA ) بواسطة سلسلة من التفاعلات تحدث بين الغدد الصماء في الدماغ والكلية والتي تتحكم باستجابة جسدك للتوتر

عندما يلاحظ دماغك انك تمر في حاله من التوتر يتفاعل محور الـ HPA فوراً مع الموقف ويطلق هرموناً يدعى الكورتيزول والذي بدوره يعطي لجسدك طاقة حركية فورية للتفاعل مع الموقف بشكل اسرع

ولكن افراز هرمون الكورتيزول بشكل متواصل على المدى بعيد سيقوم بتحطيم دماغك حرفياً ..

على سبيل المثال ، يعمل التوتر المزمن على زيادة مستوى النشاط وعدد الروابط العصبية في اللوزة الدماغية ، وهي مركز الخوف في الدماغ ، ومع تزايد نسب الكورتيزول ، تنحسر الإشارات الكهربائية في الحصين وهو جزء مهم في الدماغ مسؤول عن التعلم والذكريات والتحكم بالتوتر كما انه يقوم بتثبيط نشاط محور الـ HPA ، لذا عندما ينخفص مستوى عمل او كفائة الحصين ، تضعف قدرتك على التحكم بالتوتر كذلك ، هذا ليس كل شيء ، يمكن للكورتيزول التقليص من حجم دماغك حرفياً وتسبب النسب المرتفعه منه فقدان الوصلات الشبكية بين العصبونات وتقليص قشرة فصك الجبهي وهي قسم في الدماغ يعمل على تنظيم بعض التصرفات التي نقوم بها يومياً مثل التركيز ، اتخاذ القرارات ، اصدار الاحكام ، والتفاعل الاجتماعي

كما انها تؤدي الى صنع عدد اقل من خلايا الدماغ الجديدة في الحصين وهذا يعني ان التوتر المزمن قد يعمل على تصعيب وتعقيد الأمور عليك كالتعلم وتذكر الاشياء وليس هذا فحسب ، بل يهيئ الجو لمشاكل عقلية أخطر بكثير مثل الاكتئاب و وصولاً الى الزهايمر في النهاية

قد تمتد تأثيرات التوتر على الحمض النووي في الدماغ ، هنالك تجربة أجريت على الفئران ، أثبتت أن مقدار الرعاية التي تقدمها الفارة الأم لمولدوها الجديد يلعب دوراً أساسياً في طريقة استجابة المولود للتوتر لاحقاً عند بلوغه ، بحيث أن الفئران الصغيرة التي حصلت على الرعاية الكافية من أمها أصبحت اقل حساسية للتوتر وذلك لأن ادمغتهن قامت بتطوير مستقبلات كوريتزول أكثر تلتصق بالكورتيزول وتمنع الاستجابة للتوتر في حين حصلت الفئران الصغيرة المهملة على نتائج معكوسة بحيث اصبحت اكثر حساسية للتوتر عند بلوغها ، تعتبر هذه التغيرات فوق جينية أي أنها تؤثر على تحديد الجينات المحررة من دون تغيير الشيفرة الوراثية بشكل مباشر ويمكن إبطال هذه التغيرات إذا تم تبديل الأمهات ، لكن هناك نتيجة مفاجئة ، فالتغيرات فوق الجينية التي تسببها فأرة أم واحدة سيتم تمريرها للاجيال القادمة من الفئران ، بتعبير اخر فإن نتائج هذه التصرفات كانت قابلة للتوريث

لكن ليست كل هذه اخباراً سيئة ، فهناك عدة طرق لعكس تأثير هرمون الكورتيزول على دماغك المتوتر ، وهي باستعمال اقوى أسلحتك الجسدية والذهنية مثل التمارين الرياضية والتأمل الذي يتضمن التنفس بعمق وأن تكون واعياً ومركزاً على ما يحيط بك ، يقوم هذين النشاطين بتقليل التوتر وزيادة حجم الحصين في دماغك وبالتالي تحسين ذاكرتك ، لذا لا تشعر بالاحباط أمام ضغوط الحياة اليومية وسيطر على توترك قبل ان يسيطر هو عليك

ترجمة : Ali Mohammed
#العراقي_العلمي
العراقي العلمي - Scientific Iraqi
نشر في 10 أيلول 2017
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع