Facebook Pixel
المشاعر البشرية كل ما يجب أن تعرفه
1141 مشاهدة
1
1
Whatsapp
Facebook Share

كيف تصنع أدمغتنا: السعادة، الحب، الإدمان، الرغبة ، الحماس ؟ السر الجميل وراء طبيعتنا البشرية الدوبامين هو ما يجعلنا بشراً، وهو السر الجوهري في علاقاتنا الإنسانية وأنشطتنا الحياتية،

كيف تصنع ادمغتنا : السعادة ، الحب ، الإدمان ، الرغبة ، الحماس ؟ السر الجميل وراء طبيعتنا البشرية

الدوبامين هو ناقل عصبي مهم للدماغ ( الناقل العصبي هو بمثابة مراسل يقوم بنقل الإيعازات بين الاعصاب في الدماغ ) ، للدوبامين عدة وظائف اساسية ، الدوبامين هو ما يجعلنا بشراً ، وهو السر الجوهري في علاقاتنا الإنسانية وأنشطتنا الحياتية

كيميائياً : هو جزيء يصنعه الجسم طبيعياً ، وهو الهرمون الأساسي للشعور بالسعادة كما هو مسؤول عن شعورنا بالحب ، الرغبة ، الخيانة ، الهدف ، التعلم ، الإدمان ، التحفيز .
يُعتبر الدوبامين ناقلاً كيميائياً للدماغ ، فهو مسؤول عن إرسال إشارات من الجهاز العصبي المركزي إلى باقي الجسم ، طريقة تأثير الدوبامين على الدماغ تتم بعدة طرق مثل عن طريق الأعصاب المرتبطة به .

أهم وظائف الدوبامين في حياتنا :

1 - علاقة الدوبامين بالحركة : تحتاج العقد العصبية الاساسية ( المسوؤلة عن تنظيم حركة الجسم ) في الدماغ إلى الدوبامين لإتمام عملها ، وإذا لم تحصل على كفايتها من الدوبامين فإن الإستجابة لحركة العضلات الإرادية ستتأخر مما يسبب متلازمة باركنسون
، أما إذا حصلت هذه العقد العصبية على أكثر من حاجتها سيقوم الجسم بعمل حركات غير إرادية كما يحدث في متلازمة توريت .

2- علاقة الدوبامين بالذاكرة :
في القشرة الجبهية للدماغ ، يعمل الناقل العصبي " الدوبامين " على تحسين الذاكرة ، حيث تكون مستويات الدوبامين هنا بحالة دقيقة جداً ، فأي زيادةٍ أو نقصان يؤثر سَلباً على ذاكرة الشخص ، ولذلك فإن الدوبامين يؤثر أيضًا على عمليات التعلم واحتفاظك بالمعلومات ، أما عندما يكون الدوبامين موجودًا أثناء حدث أو تجربة ؛ سنتذكر هذا الحدث أكثر ، اما إذا لم يوجد فإننا عادة لا نتذكر شيئًا ، كذلك إذا كنت لا تشعر بالاهتمام بأنشطة أو تعلم موضوعات معينة ، فسوف تنخفض مستويات الدوبامين في القشرة الجبهية من الدماغ ، بالتالي لن يشعر دماغك بالدافع لتذكر ما تعلمت ، إن هذا مفيد للإجابة عن سؤال المعلمين الأزلي :" لماذا لا يحفظ الطلاب ما يتعلمونه رغم إنه يوضحه لهم ؟ "
إذا كنت نريد تحفيز الطلبة على التعلم ، بالتالي عليك رفع مستوى الدوبامين لهم
لذلك لابُد من إتباع منهج جديد ممتع ومكافئ للناجح ، منهج جديد من خلال أساليب تدريس مبتكرة غير الأساليب التقليدية المستهلكة ، كتب جديدة وممتعة من خلال اعطائهم مها مغامرة ، وتكليفهم بإيجاد حل لمشاكل مختلفة
ومكافئ بإعطائهم الجوائز التكريمية ، والطرق الأخرى لتعزيز تقدير الذات لدى المُتعلم .

3 - علاقة الدوبامين بالإنتباه :
يساعدك الدوبامين على مواصلة التركيز والاهتمام. وهو يعمل عن طريق الإستجابة للرؤية ( الأعصاب البصرية ) ، مما يجعلك توجه إنتباهك إلى أي مهمة أو نشاط محدد. قد يكون هذا الناقل العصبي مسؤولاً عن المحتوى الذي يبقى في الذاكرة قصيرة المدى ، وهو جزء من القشرة المخية قبل الجبهية المرتبطة بالإهتمام الفوري ، عندما يكون تركيز الدوبامين منخفضًا جدًا هنا ، فقد يؤدي ذلك إلى إضطراب نقص الإنتباه (ADD).

4 : علاقة الدوبامين بالسعادة :
الدوبامين هو المادة الكيمياوية المركزية التي تُنظِم شعورك بالسعادة ، ففي أثناء لحظات البهجة ، تفرز هذه المادة مما يؤدي بالشخص بالقيام بأنشطته المفضلة مرةً بعد أخرى مثل
تناول الأطعمة الغنية بالسكر ، ممارسة الجنس ، فهي محفزات لإفراز الدوبامين وهذا ما يجعل هذه الأنشطة محببةً لنا .

5- علاقة الدوبامين بالألم : يفرز الدوبامين ايضاً عندما تواجه محفزًا غير مرغوب به ، جرح يديك او الدخول بجدال مع صديقك المفضل أو المشاكل مع الشريك او الغيرة كما إن الهدف التطوري للإلم هي تحذيرنا من تكرار الشيء المؤلم

6 - علاقة الدوبامين بالمزاج :
الدوبامين هو الكيمياء التي تحفز الشعور بالسعادة ، لذلك يساعدك على الإستمتاع بالحياة والرغبة بالأنشطة المختلفة لك ،
هذا يعتبر تفسيراً لمشاعر السعادة ،كما يُقترح أن له دورٌ في الأكتئاب .
7- علاقة الدوبامين بالإدمان :
تعمل معظم المخدرات على إستهداف نواقل الدوبامين في الدماغ كالكوكايين والأمبثايين، حيث تمنع إعادة إمتصاص الدوبامين المفرز في المتشابكات العصبية . تتكون المتشابكات العصبية من عصب يقوم بتحرير ناقل عصبي معين كالدوبامين وعصب آخر يقوم بإمتصاصه مع فجوة بينهما . تتواصل الأعصاب بعدة طرق منها إعادة الإمتصاص ، والمقصود بهذا ما يجري بعد إفراز الناقل العصبي من أحد الأعصاب ، لكي تتم إعادة تدوير الناقل العصبي فإن العصب الأول سيقوم بإمتصاص الدوبامين بعد اتمام عمله، ثم إعادة أستخدامه لاحقاً، يساعد هذا بالتحكم بكمية الدوبامين المتاحة أمام الدماغ وتمنع زيادته ، ولأن الكوكايين والأمفيتامينات تمنع إمتصاص الدوبامين ، فهي توقف الخلايا العصبية من إعادة إمتصاص الدوبامين المستخدم ، لذلك تبقى هذه الكميات موجودة في الدماغ لفترات أطول . هذا الدوبامين الزائد يسبب الشعور بزيادة المتعة وإدمان الرغبة في تناول المزيد ، يمكن تشبيه إدماناتنا المتنوعة مثل الإدمان على مواقع التواصل الإجتماعي بإدمان المخدرات لأنهم ينتجون بنفس العملية

8- علاقة الدوبامين بالسلوك والإدراك :
يقوم الدوبامين المفرز في الفص الأمامي من الدماغ بتنظيم تدفق المعلومات المستلمة من أنحاء الدماغ الأخرى ، فإذا وُجد أي خلل في الدوبامين في هذا الجزء فإن الوظائف المعرفية كالقدرة على حل المشاكل سوف تنخفض

9 : علاقة الدوبامين بالنوم :
ترتبط زيادة مستوى الدوبامين بزيادة الشعور باليقظة والنشاط ، حيث يقوم الجسم بإفراز الكثير من الدوبامين خلال النهار ،وهكذا تبقى يقظاً لكن بحلول الليل فإن مستوياته ستنخفض ، فيما يرتفع مستوى الميلاتونين ، تنظم هذه العملية عن طريق " الساعة البيولوجية " لنا .
هذا يفسر سبب كوّن مرضى متلازمة باركنسون يشعرون بنعاسٍ مزمن لأن الدوبامين لديهم دوماً منخفض .
وأيضاً مرضى الشيزوفرينا الذين يعانون زيادة في إفراز الدوبامين جءث يتم علاجهم بإخذ الأدوية المضادة للذهان ، مما يخفض من مستوى الدوبامين لديهم ويمنحهم شعور الهدوء والنعاس .

10- علاقة الدوبامين بالتحفيز : لا يقوم الدوبامين بـ مكافئتنا فحسب ، بل يعمل قبل ذلك حيث إن نقصانه يُشخص في الإضطرابات عندما لا تكفي كميته لتوليد محفز أو للشعور بالمتعة لنا .

11- علاقة الدوبامين بالإبداع :
ترتبط مستقبلات الدوبامين بعملية التفكير المتباينة. حيث وجّد إن لدى الأشخاص الأكثر ابتكاراً ،وايضاً لدى المصابين بالفصام ، كثافة أكثر من هذه المستقبلات ، مما يعني إن هذه المستقبلات تتدخل في عملية الأدراك والأستدلال مما يوفر ايضاً معلومات أكثر تتدفق للدماغ .

12- علاقة الدوبامين بالشخصية :
إحدى أهم سِمات الشخصية هي " الإنشراح "
وتتضمن هذه السمة التفاعل الإجتماعي والإندفاع ، حيث تعتمد هذه الصفات بشكل كبير على الدوبامين .

ماذا يحصل لو كان لديك الكثير أو القليل من الدوبامين ؟
هذا قد يسبب بعض الأمراض لنا ، حيث إن القليل من الدوبامين سيجعلنا نشعر بالضجر - عدم التحفيز - الأكتئاب - عدم الشعور بالسعادة وقد يسبب الفوبيا الأجتماعية أو متلازمة باركنسون ، ولهذا السبب يجب اخذ أدوية هذه الأمراض بكميات بسيطة لانها تزيد كمية الدوبامين كما إنها بالنهاية قد تسبب الإدمان .
جميع هذه الأمراض ( عدا متلازمة باركنسون ) لا تنتج من نقص الدوبامين تحديدًا ،ولكن من نقص أسباب السعادة والتحفيز وهذا بالأساس مرتبط بِقلة إفراز الدوبامين .
ويسبب مرض باركنسون إنحلال المناطق المنتجة للدوبامين المُسماة " بالمادة السوداء "
أما الكثير من الدوبامين فهو مرتبط بالإضطرابات العقلية كالشيزوفرينا والإضطراب ثنائي القطب حيث توصف الأدوية المُثبطة للدوبامين والتي تبطئ من تنقله من عصب لآخر .

كيف يلعب الدوبامين دوراً في الإدمان ؟

الإدمان يعني الرغبة الشديدة بالشيء ، فقدان السيطرة على استخدامه، والأستمرار بإستخدامه رغم العواقب السلبية ، يغير الإدمان تركيب الدماغ ويعدل الطريقة التي يسجل بها الدماغ السعادة حيث إن التعرض المتكرر للمواد التي تسبب الإدمان يؤدي بالخلايا العصبية في منطقة النواة المتكئة والخلايا الموجودة بمنطقة القشرة الجبهية الأمامية (جزء الدماغ المستعمل في التخطيط واتخاذ القرار) بجعلها تتواصل مع بعضها مما يجعلنا نكون أكثر حباً ورغبة بشيء ما ،
كانت هذه الآلية بالأصل مفيدة للبشر لأنها ساعدت أسلافنا على ربط السعادة بالمواد الأساسية التي احتاجوها للحياة كالطعام والجنس .
إن تراكم الدوبامين في الدماغ يجعله يستمر بخلق مستقبلات دوبامين جديدة ، وبمرور الوقت فإن الدماغ يتكيف ، ويتوقف الدوبامين عن إحداث نفس التأثير الذي كان يحدثه سابقاً ، ما يجعلنا نبحث عن المزيد من الشيء الذي نتوق إليه مراراً .
- "الإدمان بلا مواد "
يسمى هذا النوع بإضطراب السيطرة على الأندفاع
وهو الإدمان على سلوكيات مثل التسوق القهري-إدمان التكنلوجيا- العمل- الجنس-القمار. و لهذه الاضطرابات نقاط تشابه مع إدمان المواد. ففي إدمان المواد عندما نشعر بالسوء، التوتر، أو القلق؛ فإن سلوكنا سيتجه نحو البحث عن مصدر السعادة المتمثل في مادة الإدمان
كذلك في إدمان السلوك ستقوم بإعادة هذا التصرف.
وعلى كلٍ فإن مستويات الدوبامين الذي تم أنتاجه بواسطة السلوك تكون عالية ولكن طبيعية. لأنها لم تُرفع بشكل إصطناعي كما في حالة المخدرات.
فهي لا تسبب إعتماداً فسلجياً وليست ضارة للدماغ.
إذن ، هل يمكن أن يقود الدوبامين إلى الإدمان؟
على الرغم من سمعته السيئة فإن الدوبامين بحد ذاته لا يمكن أن يسبب الإدمان.
مثلاً ، من الصعب أن تصبح مدمناً بفضولك !
عندما نشعر بالفضول تجاه شيء ما فإن الدماغ يفرز الكثير من الدوبامين، ولكن الجسم يحافظ على التوازن.
يعمل الدوبامين على الحفاظ على الدوافع ويعزز التعلم ، وايضًا يسمح لنا بالشعور بالحب - الحماس - الرغبة ،
وأن نستمتع بغروب الشمس الجميل أو حتى عندما نرى تلك السيارة التي نريدها جميعاً.
هذه الأسباب الصغيرة للسعادة مسيطر عليها بواسطة الدوبامين
ومن يريد أن يتخلى عن هذه الأشياء ؟
الدوبامين ليس سيئا ً، ولكن كما هو الحال مع كل شيء ، فإن التوازن مطلوب.
نحن لا نستطيع أن نبقي الدوبامين مرتفعاً دائماً ، لان هذا سيقود بالنهاية إلى الإدمان.
وبأختصار فإن الدوبامين لوحده لا يسبب الإدمان. وإنما سلوكنا القهري الباحث عن اعلى مستويات الدوبامين هو ما يسبب ذلك.
لكن ، هل السعادة التي نشعر بها حقيقية ؟
عندما يفرز الدماغ الدوبامين بسبب محفز ما فإن السعادة هذه حَقيقية ، لكنها لا تكون كذلك بفعل المخدرات ، إنما تكون سعادةً مُصطنعة ، يشترك الدوبامين بشكل اساسي في بناء سلوكياتنا الإنسانية في الحياة ، إن فهم طريقة عمل سلوكياتنا تقربنا من فهم انفسنا ، مما يمهد الطريق لأتخاذ أسلوب حياة أفضل لنا
تحرير : إسراء محمد - تعديل : مهدي أحمد - تصميم : محمد باقر
#العراقي_العلمي
العراقي العلمي - Scientific Iraqi
نشر في 23 تشرين الأول 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع