1457 مشاهدة
0
0
إن ظهور الثدييات قد يبدو بالنسبة لنا كحكاية مألوفة ، ولكن هناك منحنى في هذه الحكاية قد لا تعرفه ، وهو يدور في حال إن لم يكن هناك فيروسات ، فربما لم نكن لنوجد على الإطلاق!
الفيروسات قد ساعدتنا في جعلنا بشراً !إن ظهور الثدييات قد يبدو بالنسبة لنا كحكاية مألوفة ، ولكن هناك منحنى في هذه الحكاية قد لا تعرفه ، وهو يدور في حال إن لم يكن هناك فيروسات ، فربما لم نكن لنوجد على الإطلاق ! .
بعدما ضرب أحد الكويكبات الأرض قبل 65 مليون سنة ، وجد مخلوق صغير ، مكسو بالفراء ،وكأنه احد المخلوقات التي تعيش تحت الجحور ولا تخرج منه إلا في الليل عندما تكون المفترسات غير نشطة .هذا المخلوق على ما يبدو هو نتاج 100 مليون سنة من التطور ، يشبه الى حد ما ثدي حديث ،مع شعر يغطي كامل جسده وغدد لبنية ، بإستثناء إختلاف واحد صغير : بالنسبة للبحوث الجينية الأخيرة ، فهو لا يملك المشيمة . وعلى ما يبدو فان نوعه لم يكن ليتطور ويمتلك المشيمة ابداً ان لم يكن مصادفة في مواجهة لإحد الفيروسات القهقرية .
على عكس معظم الفيروسات العادية ، والتي تصيب وتنسخ نفسها ومن ثم تغادر المضيف ، فان الفيروسات القهقرية تندفع إلى جينات مضيفها حيث تتناسخ وتمر إلى الخلايا الوليدة الجديدة لهذا المضيف . هذه الفيروسات القهقرية تعمل على التسلل إلى أحد خلايا أسلافنا ( النطف او البويضة ) ، وتصبح قادرة على المرور لكل خلية في كل جيل لاحق . وبذلك الفيروس والمضيف يصبحان كياناً واحداً .
وبذلك فان الثدييات قد عاشت إلى ما يقارب 160 مليون سنة ، عن طريق هذه العلاقة التكافلية بينها وبين الفيروسات القهقرية التي مكنتها من تطوير المشيمة خلال عدة أجيال . ومن أجل أن ندع الجنين ينمو داخل رحم الأم فإننا بحاجة إلى وسيلة لتوفير الغذاء والأوكسجين بالإضافة إلى التخلص من المخلفات والحفاظ على كل من دورة الأم والجنين مفصولتين ، وهذه الوسيلة هي " المشيمة " .
إستخدمت الثدييات المبكرة قطع إضافية من الفيروسات متروكة في الأماكن غير المرغوب فيها من الجينوم ، وقد ساعد هذا في تخليق المشيمة ، اما الفيروسات القهقرية الأخرى فقد ساعدت في تحويلنا من كرة من الخلايا إلى أطفال كاملّي التكوين ، بالإضافة إلى حمايتها لنا من مسببات الأمراض الأخرى .
العلماء الذين اكتشفوا هذا الـDNA - المهمل – يعتبرونه كقوة كامنة في تطور الأنواع الجديدة . بالإضافة الى أن عملية تطور الحمل عن طريق المشيمة قد تكون أحد الأدلة المقنعة بأن الفيروسات يمكنها أن تصل إلى مناطق عميقة ضمن الجينوم وهذا قد يساعد في نشوء أنواع جديدة .
" إن الحدود الفاصلة بين الكائنات قد إندمجت بشكل أكثر الآن وأصبحت اكثر غموضاً . والآن نحن بحاجة لكسر هذه الحدود " صرح عالم الفيروسات Paul Young من جامعة Queensland " وكلما بحثنا أكثر ، من المؤكد أننا بشكل اكبر سنجد التداخل " .
ترجمة : ضحى صادق
تصميم : محمد باقر
#العراقي_العلمي
نشر في 02 تموز 2018