1189 مشاهدة
0
0
إذا كانت الحياة نسيج فالذكريات هي الخيوط, غير أن بعض هذه الخيوط يمكن أن تكون مجرد إبتداع مخيلتنا ببساطة، قد تكون ذكرياتنا المبكرة لم تحدث في كثير من الأحيان بالطريقة التي نتذكرها!
ذكرياتك الأولى ربما لم تحدث اصلاً !إذا كانت الحياة نسيج فالذكريات هي الخيوط , غير ان بعض هذه الخيوط يمكن ان تكون مجرد إبتداع مخيلتنا ببساطة : تقترح دراسة جديدة في العلوم النفسية اليوم إلى أن ذكرياتنا المبكرة لم تحدث في كثير من الأحيان بالطريقة التي نتذكرها.
في عام 2007 ، بث راديو BBC البريطاني سلسلة من البرامج تتمحور حول الذاكرة وكجزء من برنامج واحد , طلب من المستمعين إجراء مسح على موقع هيئة الإذاعة البريطانية , وطالبهم الإستطلاع بتذكر انواع مختلفة من الذكريات بأكبر قدر ممكن من التفاصيل , مثلا ما كانوا يفعلونه خلال حدث على نطاق واسع (ما يعرف باسم ذاكرة المصباح المتوهج ) أو لحظة خاصة في حياتهم ، وقد سُئلوا أيضا عن أقدم ذكريات مميزة كانوا على يقين من أنهم يتذكرونها.
درس الباحثون في هذا البحث الجديد ردود أكثر من 6000 متطوع الذين قاموا بملء هذا الجزء الأخير من المسح , ووجدوا أن ما يقرب من 40% من هؤلاء المتطوعين أقسموا أنهم تذكروا شيئاً قبل سن الثانية , وقال ما يقرب من 15% أن ذكرياتهم الأولى حدثت قبل إكمال سنتهم الاولى ,قد لا يبدو هذا الأمر كبيراً في حد ذاته ، فيما عدا حقيقة أن هذه الذكريات ربما ليست حقيقية.
لقد وجدت الغالبية العظمى من الأبحاث العلمية وعلى مدى عقود , أن أدمغتنا ببساطة لا تملك القدرة على معالجة وتشفير(خزن) تجارب الحياة في الذكريات طويلة الأمد قبل سن الثالثة والنصف (قد يكون لدينا بعض الذكريات في تلك السنوات الأولى، لكنها تتلاشى مع الوقت الذي نصل فيه إلى سن الثالثة). والامر الأسوأ ؛ تشير بعض الدراسات إلى أننا لا نستطيع حقاً تذكر أحداث حياتنا حتى سن السابعة , لكن هذا الواقع لا يمنعُ الناس من الاعتقاد بخلاف ذلك.
ذكرت شازيا أختار كبيرة الباحثين في جامعة برادفورد في المملكة المتحدة , لصحيفة جيزمو عبر البريد الإلكتروني أن "الذاكرة عرضة للخطأ وقابلة للتشوه".
وقد وجدت دراسات أخرى أن الناس الذين يتذكرون بإنتظام الأشياء في سن صغير يمكن أن تكون معقولة, حتى ان بعضهم يدعي أنه يتذكر ميلاده! العلماء الذين قاموا بالمسح يقولون إن بحثهم هو أكبر استطلاع لمعرفة كيف يحدث هذا في كثير من الأحيان , كما أنه من البحوث القليلة التي تسال الناس عن ذاكرتهم الأولى في معظم الفئات العمرية , صغاراً وكباراً.
قدم كبار السن بعض الأفكار المثيرة للإهتمام ،حيث كان لدى بعضهم تلك الذكريات الأولى غير القابلة للتصديق أكثر من غيرهم في كثير من الأحيان , نتائج اعتمدت مع ما يقرب من 40% من المتطوعين الذين تزيد أعمارهم عن 25 سنة قالوا ان لديهم ذكريات وهم اطفال رضّع .
قد تظنُّ أنه كلما كبرنا في السِّن كلما أخطأنا في تذكر التفاصيل مثل العمر الدقيق الذي كنا فيه عندما حدث شيء ما , لكن هذا ليس ما يحدث , فقد وُجد أن الذكريات المبكرة (تلك قبل سن الثالثة) مختلفة بشكل ملحوظ عن الذكريات اللاحقة "الحقيقية" , عادة لأنها كانت مناسبة للعمر ومملة , وكمثال للذاكرة المبكرة التي لا يمكن تصديقها كأن يتذكر احدهم وضعه في سريره أو المشي على قدمين , بينما تتضمن الذاكرة المتأخرة اللعب بالألعاب او قضاء عطلة او رؤية شقيقك المولود حديثًا للمرة الأولى.
وبدلاً من ذلك , من الأرجح أن هذه الذكريات غير القابلة للتصديق هي محاولة غير واعية لرواية قصة حياتنا.
نأخذ بعض القطع من حياتنا المبكرة من مصادر مختلفة , مثل قصة عن مسيرتنا الأولى التي أخبرنا بها والدينا أو صورة سريرنا الذي رأيناه في صورة عائلية , ثم نستبدل سرد هذه التفاصيل في أذهاننا بذكريات فعلية عندما تكون الذاكرة الخيالية تعمل بشكل صحيح دون أن نكون على علم بها.
وكلما تقدمنا في العمر، كلما إزدادت الحاجة إلى تذكر حياتنا من البداية إلى النهاية في سرد أنيق وعاطفي.
بطبيعة الحال, فإن اكثر جزء مخيف من كل هذا هو ان ذكريات الطفولة غير القابلة للتصديق ليست سوى أوضح مثال على التعديل الذاتي.
كل ذكرى لدينا , على الأقل وبطريقة صغيرة هي "خيالية". وكلما تذكرنا ذكرى معينة , كلما تغيرت تلك الذكرى أكثر من النسخة الأصلية التي كونّاها ,تماما مثل التقاط صورة لصورة.
هذه الذكريات الخيالية ليست في حد ذاتها أمراً سيئاً , كما يشير المؤلفون , ان وجود مفهوم ثابت لأنفسنا هو جانب مهم في البقاء متفائلين بشأن الحياة، وإذا كونّا ذكرى أو إثنتين لتعكس هوياتنا بشكل أفضل عندما نكبر فعادةً ما تكون غير ضارة.
غير انه في بعض الأحيان , يمكن لذكرياتنا غير الموثوقة أن تكون مدمرةً لنا وللآخرين.
هذا شيء يستحق التذكر في المرة القادمة التي تدخل فيها بجدال مع والديك حول تلك الهدية المروعة لعيد الميلاد التي حصلت عليها عندما كنت في الثانية ;) .
ترجمة : Israa Fh - تدقيق : محمد عبد الكريم - تصميم : علي الوائلي
#العراقي_العلمي
نشر في 02 آب 2018
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع