Facebook Pixel
264 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

مثلل يطبق في مجتمعنا منذ القدم حتى وقتنا الحالي أدى بنا إلى الهاوية .. ضع ذنبك برأس عالم .. واخرج منها سالم

يوم أرتدت الحجاب، لم تكن مقتنعة فحسب..
كانت شغوفة به..
أحبت نفسها أكثر به..
ورفع من تقييمها لذاتها...كان صلحا مع نفسها عبره...
لكن الوقت مر...
وخفت الشغف بالتدريج..
ثم جاء وقت الانطفاء...
كل شيء أصبح عاديا رتيبا...لا الحجاب فقط...بل كل ما ارتبط به...كل تلك المرحلة بدت كما لو أنها فترة وانتهت ولم تعد تحرك فيها شيئا...غير الإحساس بالخديعة..
بحثت عن مبررات، عن أقوال لمن صارت تسميهم " علماء" - وهي لا تكترث إلا لما يقولونه من أن الحجاب ليس فرضا...
إنها القصة القديمة ذاتها...ضع ذنبك برأس عالم ..واخرج منها سالم...
كانت تريد أن تقاوم شعورها بالذنب..
لم يعد يربطها بالحجاب إلا شعور بالذنب لو أنها خلعته...
****
جاءت الفرصة بالتدريج...مع محيط جديد غير مرحب كثيرا بالحجاب وإن كان محايدا تجاهه ويتظاهر باحترام الاختلاف..
خلعته...وصحبت خلعه بإعلان توضيحي لكل من يمر بها تخبره أنها فعلت ذلك بعد دراسة وتمحيص ووووو....
ولم تقل أنها ببساطة لم تعد تحب نفسها ...وأنها تأمل أن يساعدها خلعه على ذلك...هكذا قالت كذا واحدة ممن سبقنها بخلع الحجاب...
لكن لم يحدث ذلك..صحيح أنها تكتب على الفيس بوك أنها اصبحت أكثر سعادة وأكثر حرية وأكثر تقبلا لنفسها...لكنها تعرف جيدا أنها تكرر ذلك لكي تقنع نفسها...وأن كل مشاكلها زادت...كل مشاكلها مع نفسها...
ليس هذا فقط..
حتى تلك المجموعة التي كانت ترغب في أن تكون متماهية معها...أن تبدو مثلهن بالضبط...لم تسر الأمور كما كانت تتمنى معهن...باركن لها طبعا بل وأقمن لها حفلة صغيرة...في الصور التي وضعتها على الفيس بوك بدون متشابهات..لكن...في الحقيقة ثمة شيء صارت تشعر به معهن...شيء يقول لها: لقد كنت محجبة...أنت ex محجبة...أنت خاسرة...لم تتمكني من أن تكوني قوية...
صارت تلمح ذلك في أعينهن..أو ربما تتخيله فقط...
***
تتمنى لو أنها تقول لمن سبقنها أنكن ورطتني...لم أكن مرتاحة بالحجاب ولكني لست مرتاحة من دونه ولو قلت شيئا مخالفا على الفيس بوك...شعوري بالذنب صار أقوى، وشحرور لم يخدعني...أنا أخترت أن يخدعني...أتحمل ما أنا فيه وحدي...
تتمنى لو أنها يوم خلعته ما صاحبت ذلك بإعلان مؤدلج يقول أنها بحثت عن حقيقة الحجاب ووصلت لهذه القناعة ...ليتها قالت فقط أنها تعبت وتريد أن ترتاح قليلا وربما تعود قليلا لاحقا عندما يدق قلبها له مجددا..
لكنها لم تفعل ذلك..
بل وضعت صورة لها على الفيس بوك ( بعد الفلاتر) وقد بدت مبتسمة وسعيدة..
كتبت مع الصورة: صباح الخير والسعادة والحرية، سعيدة بخياراتي وحياتي الجديدة، سعيدة بكل ما تأتي به الحياة...أحبكم جميعا...احبوني لو سمحتم...
ووضعت إيموجي القلوب الحمراء..
****
لكن قلبها كان مكسورا...دون أن يعرف أحد
د.أحمد خيري العمري
نشر في 18 تشرين الأول 2017
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع