Facebook Pixel
ما هي الأوهام البشرية عند بيكون؟
440 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

إن الموضوعية في ميادين البحث العلمي ليست أمراً سهلاً ولا يسيراً كما تعتقدون، وحتى ما يُنظرُ لها اليوم على أنها مؤسسات علمية حرة تتأثرُ بفكرٍ معين أو أيديولوجيا معينة أو تخضع لشروطِ المُمولين

172- الأوهام البشرية عند بيكون !

إن الموضوعية في ميادين البحث العلمي ليست أمراً سهلاً ولا يسيراً كما تعتقدون، وحتى ما يُنظرُ لها اليوم على أنها مؤسسات علمية حرة تتأثرُ بفكرٍ معين أو أيديولوجيا معينة أو تخضع لشروطِ المُمولين، وهذا ما أثارهُ "فرانسيس بيكون" منذ القرن السادس عشر، في كتابه (الأورجانون الجديد) الذي صدر عام 1620، فقد كرَّس بيكون ما يزيد عن ثلاثين فقرة حول هذا الموضوع، واعتبرها أخطاء تعاني منها البشرية، و قد كان محقاً، فنحن مازلنا نعاني منها حتى يومنا هذا.

وقد اعتبرها "بيكون" أصناماً تحجبنا عن الإتيانِ بالصوابِ، و قد صاغها بيكون في أربعةِ أوهامٍ أو أنماط :

1- أوهام #القبلية أو العصبية:
و المراد بها تلك التعميمات التي تقفز بالإنسان بعيداً إلى حيث أحكام كلية غير صحيحة، فهى تهوي بالإنسان في فخِ أن يختار من الأدلة ما يؤيد فكرتهُ مُهمِلاً أي أدلة أخرى، فلا يتحقق له النزاهة العلمية ومِن ثم يصعب عليه الوصول للحقيقة.

2- أوهام #الكهف:
و المراد بها البيئة التي نشأ بها الإنسان، فتكون ثقافة البيئة أو الأيدولوجية التي نشأ بها الإنسانُ عاملاً مُحدِداً لِوجهتهِ الفكرية، وكأنها تنحتُ له الطريق باعتبارِها حقائقَ علمية مطلقة لا تقبلُ التفكير فيها.

3- أوهام #المسرح:
و هي المراد بها تلك أفكارُ القدامى التي سيطرت على عقول المعاصرين، و كان "بيكون" رائع التعبير؛ إذ اعتبرَ أن عقل الإنسان يعملُ كخشبةِ مسرح لعرضِ أفكارِ هؤلاء القدامى من شدة الإعجابِ بأفكارهِم، مُعلِلاً أن خطورة هذا هو الانفصال عن مشاكل اليوم و عدم الالتفات إليها مثلَ سيطرةِ فكرِ أرسطو من قبل على الفلاسفة القدامى وفلاسفة العصور الوسطى والمعاصرين.

4- أوهام #السوق:
و هذه تعتبر سبقٌ هامٌ، حيثُ يشير "بيكون" إلى الأخطاءِ الناجمة عن الخلطِ اللغوي و سوءِ استخدامِ اللغة، فتكونُ حاجباً أمامهُ عن الإدراك، مما ينتج عن امتداد في قصورِ الملاحظةِ و الاستنتاج وانعدام الطريقِ لاستقصاءِ الحقيقة.

وفي الحقيقة أن "بيكون" ليس وحده من تحدث بهذا الموضوع، فقد أشار العلامة ابن خلدون من قبله إلى خللٍ حدثَ في أيامهِ مُتمثِلاً في "علم التاريخ"، و قد أشار ابن خلدون إلى أن من أسباب هذا الخلل "ذاتية المؤرخِ من خلالِ التحيز للآراءِ والمذاهب"؛ والمرادُ بها طغيان الأيدولوجيات على البيئة الفكرية، و هذا قد يتوافق مع ما أشار إليه "بيكون" في فقرة رقم "2".

إن سبب إيراد هذه اللمحات البسيطة هو محاولة لبسط حقيقة واسعة الأفق في أن المبادئ التي تنظم العلوم والموضوعية واحدة، وقد كانت موجودة في كل العصور، فهي لصيقة بالطبيعة البشرية على كل حال!

إعداد: آسر عادل
#فلسفة_العلم
#أرابوست
مقالات بالعربي <3
________
المصدر أول تعليق
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع