Facebook Pixel
قصة الدولار الجزء الثاني
459 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

إن المعروف بالاحتياط النقدي هو محفوظات لدى المصارف المركزية، تستخدمها السلطات النقدية للدفاع عن عملتها المحلية في الأزمات الاقتصادية والسياسية لتحافظ على استقرار العملة إلى حد كبير

#قصة_الدولار الجزء الثاني / يومياً هذا الأسبوع

قبل البدأ سنوضح معنى الاحتياطي النقدي بشكل مبسط:

الاحتياطي النقدي: هي محفوظات لدى المصارف المركزية، تستخدمها السلطات النقدية للدفاع عن عملتها المحلية في الأزمات الاقتصادية والسياسية لتحافظ على استقرار العملة إلى حد كبير.
مثال بسيط: في الأزمات الاقتصادية يلجأ المصرف المركزي الى الاحتياطي النقدي فيقوم ببيع الدولار الى المؤسسات المالية ويشتري العملة المحلية فيخلق طلب على العملة المحلية مما يؤدي الى ارتفاع سعرها،وأيضا يقوم ببيع المستوردين الدولار لتمويل مستورداتهم ويشتري منهم العملة المحلية فيحافظ على استقرار العملة.

معظم ما يستخدم في الاحتياطي النقدي هو الدولار الأمريكي فكما رأينا في الجزء الاول أنّ أمريكا ربطت الدولار بالذهب بعد استحواذها على 75% من احتياطي الذهب العالمي حيث بلغ احتياط أمريكا من الذهب أعلى مستواه عام 1952 بما يعادل نحو 20.663 طنا.

بدأت حرب فيتنام عام 1956 بين شمالها وجنوبها، كانت أمريكا حليفة الجنوب والاتّحاد السوفياتي والصين حلفاء الشمال. استمرّت الحرب لسنوات ويوم تلو الآخر ازداد تورّط أمريكا في دخولها الصراع ومع ما تكبدّته أميركا من خسائر بشرية ومادية، استاء الشعب الأمريكي من هذه الحرب (مازال الآمريكان إلى يومنا هذا منقسمين عمّا إذا كان يجب على أمريكا الدخول في هذه الحرب أم لا).

بدأ الخلل في الاقتصاد الامريكي نتيجة استنزاف الاحتياطي الذهبي لديها بكثرة فاستمر عجز ميزان مدفوعاتها، خصوصا أنّ اقتصاد أمريكا أكبر اقتصاد مستهلك في العالم، فتمّ رفع سعر أونصة الذهب إلى 38$ وبعدها تمّ رفع السعر إلى 42$ ممّا دفع معظم المصارف المركزية حول العالم إلى اللجوء للخزانة الأمريكية وإبدال دولارتهم بالذهب فأصبح المخزون الاحتياطي الذهبي الأمريكي ينقص أكثر فأكثر.

حتّى عام 1971 هنا كانت المفاجأة: في 15 آب 1971 قرر "ريتشارد نيسكون" (الرئيس السابع والثلاثون للولايات المتّحدة الأمريكية) وقف إبدال الدولار بالذهب نهائياً ونقض العهد التي تعهدت به أمريكا في مؤتمر بريتون وودز!!!

ماذا يعني هذا؟! يعني أنّ مليارات الدولارات التي تمتلكها معظم الدول والتريليونات التي تمتلكها السعودية والصين في خزائنها هي أوراق مرسوم عليها أشكال ورموز وأرقام فقط أي أنّها غير مغطّاة بالذهب..فلم يعد بإمكان أي دولة أن تذهب إلى الخزانة الأمريكية وتقوم بإبدال دولاراتها بالذهب كما في السابق.

لربما تتساءل الآن: لماذا رضخت تلك الدول للقرار الأمريكي؟ ولماذا وقفت الدول التي شاركت في مؤتمر بريتون وودز مكتوفة الأيدي ولم تحرّك ساكن؟! لأنه وببساطة سلامة الاقتصاد العالمي ترتبط إلى حدّ كبير بسلامة الاقتصاد الأمريكي فإذا انهار الدولار انهارت معه الدول التي تمتلك مليارات الدولارات كإحتياطي في صناديقها. في عام 1973 كانت نهاية نظام سعر الصرف الثابت حيث انخفضت قيمة الدولار بنسبة 15% فتمّ تعويمه (أي جعله يتأثّر بقوى السوق، فإذا ازداد الطلب عليه ارتفع سعره وإذا قلّ الطلب عليه انخفض سعره).

لاحظوا مدى الخسائر التي تعرّضت لها الصين التي تمتلك احتياطي نقدي قدره 4 تريليون دولار نتيجة بيع منتجاتها لأمريكا كذلك السعودية التي تملك احتياطي نقدي قدره 1.5 تريليون دولار لقاء بيعها النفط.
في ظل "نظام قاعدة الذهب" كان سعر الأونصة 35$ أمّا سعر الأونصة اليوم فيبلغ أكثر من 1200$..هل لاحظتم الفرق؟ !الولايات المتّحدة الأمريكية ليست على استعداد أن تتخلّى عن منصب السيادة الاقتصادية العالمية ولا أن يفقد الدولار الامريكي مكانته النقدية.

ما هي الطريقة التي لجأت اليها الولايات المتحدة الامريكية لتحافظ على قوّة الدولار عالميا؟ وكيف أبقت عملتها العملة الرئيسية التي تحتاجها الحكومات لتبادلاتها الاقتصادية؟

هذا ما سنراه في المقال القادم! انتظرونا!

يتبع...
----------

_ملاحظة هامة: كتابة السلسلة اعتمد بشكل كامل على الابحاث والاطلاع والدراسة، ولا تعبر السلسة بتاتاً عن وجهة نظر سياسية او خلفية دينية.
اعداد: أيسر رضوان

#الباحثون_اللبنانيون
#Lebanese_researchers
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع