792 مشاهدة
0
1
معتقدات الخاطئة في علم النّفس مرض الفصام، سنناقش حول اضطرابات استعمال المواد، وهو نوع من أنواع الإدمان!
قد تحدّثنا سابقاً عن بعض المعتقدات الخاطئة في علم النّفس وفصّلنا مرض الفصام، سنناقش اليوم في الحلقة الثّالثة اضطرابات استعمال المواد.يجدر التّعريف بأنواع الادمان قبل الشّروع بشرح الاضطراب. قد يدمن الشّخص على بعض المواد: كالمخدّرات، التّدخين، الكحول، الأدوية... كما قد يدمن على بعض السّلوكيّات: كالقمار، الرّياضة، العمل، التّسوّق، الانترنت، ممارسة الجنس، الأكل...
حين يتناول المجتمع موضوع الادمان، يضعه غالباً في اطار ضعف الشّخصيّة، أو الانتماء الى الشّارع، وأحكام أخرى. فالادمان هو عادة سيّئة، تؤدّي بحياة الشّخص وتؤذي علاقاته وحياته المهنيّة، ولكنّه بالاضافة الى ذلك اضطراب طبّي، يتناول الطّبّ أسبابه، معايير تشخيصه، ومعالجته، ما يظهر أهمّية الفهم العلمي له: فبعض الأهل لا يقتنعون بضرورة المعالجة ويعتقدون أن قوّة الارادة تكفي للتّخلّص من الادمان، وهو أمر لا ينطبق الّا على نسبة قليلة من المدمنين وحسب المادّة المسبّبة للادمان، أو قد يعتمدوا وسائل أخرى كقطع علاقات الابن أو الابنة عن المجتمع، وقطع المصروف...
وضع الطبّ النّفسي بعض المعايير التّي ينبغي وجود البعض منها لتشخيص الادمان (بحسب الـDSM5)، منها استخدام المادّة بكمّية أكبر من تلك المقصود تناولها، حاجة دائمة للمادّة ومحاولات غير ناجحة في الاقلاع عنها، صرف الكثير من الوقت على تأمين وتعاطي المادّة، التّوق الشّديد للمادّة، التّأثير على حياة الشّخص العمليّة والشّخصيّة والعائليّة والاجتماعيّة (كالتّغيّب عن العمل بسبب تأثير المادّة، أو تأثير الانقطاع عنها)، الاستمرار في استخدام المادّة حتّى في حالات خطرة أو غير مقبولة اجتماعيّا، والأهمّ هو الزّيادة المستمرّة بكميّة المادّة لتأمين التّاثير المطلوب، وعوارض يصحبها الامتناع عن المادّة وقد يتراوح وقت بدئها بين ساعة وعدّة أيّام.
يتوزّع المدمنون بحسب عمر بدئ الادمان بنسبة: 1،5% ما دون ال12 سنة، 67% بين 12 و17 سنة، 26% بين 18 و25 سنة، و5،5% فوق ال25 سنة.
الادمان ليس اضطراب بيولوجي أو وراثيّ بحت، أو اجتماعيّ-نفسيّ بتميّز. بل هو التقاء لكلّ هذه العوامل:
عوامل اجتماعيّة-عائليّة: تأثير الأقران والزّملاء (وهو العامل الاجتماعي الأكثر تأثيراً) الوضع الاقتصادي (بعض المواد كالبنزكزول والمستنشقات كمخفّف الطّلاء ((thinner والوقود هي اكثر شيوعاً عند ذوي المستوى الاقتصادي المتدنّي، الّا أنّ أكثر المواد الاخرى تستعمل بشكل مماثل لدى كلّ الطّبقات والمستويات المادّيّة)، توفّر المواد، الجوّ العائلي، سوابق عائليّة لهذا الاضطراب...
عوامل شخصيّة: التّوقّعات الشّخصيّة، أمراض نفسيّة أخرى (حيث بيّنت الدّراسات علاقة بين وجود الاضطرابات الذّهانيّة كاضطراب الثّنائيّ القطب (bipolar disorder) والفصام (schizophrenia)، وتعاطي الحشيش حيث الواحدة قد تؤدّي الى الأخرى)، أسباب جينيّة وراثيّة، أساب بيولوجيّة وعصبيّة سنفصّلها لاحقاً...
عوامل نفسيّة: نظريّة مداواة النّفس، الحساسيّة المفرطة تجاه العوامل السّلبيّة، طلب اللذّة، الاندفاعيّة...
بالاضافة الى ذلك، يشرح علم النّفس ابتعاد المراهق عن وجوه السّلطة (كالأب، المدير، المعلّم...) وتمرّده عليها ولجوئه للمجموعات ما يشكّل أرض خصبة للدّخول في عالم استعمال المواد، وعلى الأهل معرفة التّصرّف في هذه الحالة، فالحلّ ليس بقمع المراهق بل بفهم المراهق والتّقرّب منه وحثّه على العلاج.
ما هي العوامل العصبيّة والبيولوجيّة؟
قد يمتلك الانسان زيادة ببعض المستقبلات (receptors)، أبرزها:
Dopamine receptors, cannabinoid receptors, GABA receptors…
أو نقص في بعض النّاقلات العصبيّة (dopamine)، ما يجعله قابلاً لتعاطي مواد معيّنة أكثر من غيرها بحسب المستقبلات التّي تؤثّر عليها المادّة.
بالاضافة الى ذلك يبيّن التّصوير بالرّنين المغنطيسيّ أنّ دماغ المراهق هو في طور النّموّ حيث أنّ الفصّ الجبهي (frontal cortex) لا يكن قد أكمل نموّه، وهذا الفصّ مسؤول عن التّصميم والتّفكير والمنطق وبيّنت الدّراسات أنّ الرّاشدين يعتمدون بشكل كبير في قراءة الأحاسيس على الفصّ الجبهي في حين أنّ المراهقين يعتمدون على لوزة المخيخ (amygdala) بشكل أكبر، وهي جزء من الجهاز الحوفي (limbic system)، مسؤولة عن قراءة مؤشّرات الخطر والأحاسيس ما يجعل المراهقين أكثر استعداداً لهذه الاضطرابات مقارنةً بالشّرائح العمريّة الأخرى.
ما هي المواد الأكثر استعمالاً؟
المواد الأكثر استعمالاً هي: الكحول، النّيكوتين، الحشيش، الهيروين، الكوكايين، الانفتامين، المهلوسات، المستنشقات، الاكستاسي، LSD، البنزوديازيبين...
بعض المعلومات عن هذه المواد:
-الكحول هي المادّة الأكثر تأثيراً على وظائف الدّماغ.
-الهيروين والكوكايين هما المادّتين المسبّبتتن للجرعة المميتة(over dose) بالدّرجة الأولى.
-بعض المواد تنتمي الى عائلة المنبّهات (كالحشيش والكوكايين والانففتامين والاكستاسي) والاخرى تنتمي الى عائلة المهدّئات (كالكحول والهيروين).
-تستمرّ العوارض السّلبيّة لأكثر المواد لوقت أكبر بكثير من التّأثيرات المطلوبة.
-تتمّ معالجة هذا الاضطراب بسرّيّة تامّة وفعاليّة كبيرة وتشمل التّخلّص من المادّة في الجسم، العلاج النّفسي والعلاج الجماعي.
فبعد كلّ هذه المعطيات هل يكون السّجن هو الحلّ الأنسب للقضاء على تعاطي المخدّرات؟ والى متى يتعامل الأهل والمجتمع مع هذه الحالات بوسائل بعيدة كلّ البعد عن العلم؟
إعداد: روي الحلّأق
#الباحثون_اللبنانيون
#Lebanese_Researchers
نشر في 06 شباط 2016
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع