1010 مشاهدة
0
0
العلماء يجدون دلائل على وجود كوكب عملاق مختبئ في مجموعتنا الشمسية، وطالما هنالك كوكب تاسع عملاق وبعيد في مجموعتنا الشمسية فسوف يذهل هذا الخبر جميع الناس على وجه الأرض
العلماء يجدون دلائل على وجود كوكب عملاق مختبئ في مجموعتنا الشمسيةقال عالم الفلك مايك براون Mike Brown ــ وهو الرجل الذي ساعدت أبحاثه على استبعاد بلوتو Pluto من مصاف الكواكب ــ أن لديه سبباً وجيهاً يجعله يؤمن بوجود كوكب يفوق بحجمه كوكب الأرض ويقبع في أقاصي مجموعتنا الشمسية دون أن يتم اكتشافه إلى الآن.
مايك براون من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا Caltech هو بطبيعة الحال من خير العارفين بتلك الفسحة المجاورة لنا من الكون، فإليه يعود الفضل في اكتشاف أيريس Eris وهو عبارة عن عالم متجمد يطغى حجمه على حجم بلوتو لدرجة تجعل من بلوتو غير مؤهل بما يكفي كي ينال لقب كوكب. وهو أيضاً من ساهم في اكتشاف
سيدنا Sedna الكوكب القزم الأول من نوعه على مسافة بعيدة منا في فضاء لطالما أعتقدنا أنه كان خالياً.
يعمل براون حالياً ــ بالتعاون مع زميله قسطنطين باتيجن Konstantin Batygin من معهد كاليفورنيا ــ على القيام بدراسة تحليلية للشذوذات الحاصلة في مدارات الأجسام الجليدية الصغيرة التي تسبح في الفضاء ما وراء كوكب نبتون Neptune. وقد ذكر الباحثان في تقريرهما الذي نشر يوم الأربعاء في مجلة الفلك Astronomical Journal أن المدارات تبدو وكأنها تخضع لتأثير كوكب غير مرئي يبلغ حجمه عشرة أضعاف حجم الأرض. وهو ما حدا بالعلماء إلى تسميته بالأرض الضخمة Super-Earth.
يقول براون أنه مستعد لخوض رهان مع كل شخص لا يؤمن بصحة اكتشافه. وهو على يقين بأن التلسكوبات الموجودة حالياً لديها فرصة في رصد هذا الكوكب الغامض في غضون بضع سنوات لا سيما وأن هذه الدراسة الجديدة التي أعدها تدل الفلكيين على المكان الذي يجب أن يبحثوا فيه.
لقد تم طرح فكرة وجود جسم كبير قد يؤثر على مدارات الأجسام الجليدية الصغيرة لأول مرة في عام 2014، حيث أعلن حينها فريق دولي من علماء الفلك أنهم اكتشفوا كوكباً قزماً جديداً لقبوه باسم بايدن Biden وهو بعيد عنا أكثر حتى من كوكب سيدنا Sedna. كما أنهم لاحظوا تجمعاً غريباً في مدارات هذه الأجسام وفي مدارات عدة أجسام أخرى. افترض العلماء حينها أن جاذبية كوكب غير مرئي قد تلعب دوراً في توجيه هذه الأجسام.
يقول براون أن العلماء كانوا يشيرون إلى وجود ظاهرة غريبة تحصل في أطراف مجموعتنا الشمسية ولكن لم يستطع أحد معرفة طبيعتها. ويتابع قائلاً: لقد بدأنا نفكر ملياً في الموضوع منذ أن قام العلماء بطرحه.
ويستطرد براون بالقول: إن فكرة وجود كوكب عملاق بدت فكرة مجنونة إلى حد ما ولم يأخذها أحد على محمل الجد بل تم تجاهلها إلى حد بعيد.
إلا أن ذلك لم يثن من عزيمة براون الذي توجه لمقابلة زميله باتيجن وطرح الفكرة على مسمعه. يقول براون أنهم استنتجوا خلال دراستهم للطريقة الغريبة التي انتظمت بها تلك الأجسام في الفضاء أن السبيل الوحيد لجعل هذه الأجسام تصطف باتجاه واحد هو في حال وجود كوكب عملاق يقف مقابلاً لها في الاتجاه الآخر.
علاوة على ذلك، فإن وجود الكوكب يفسر لنا بطبيعة الحال السبب الذي يجعل الكوكبين القزمين سيدنا Sedna وبايدن Biden يدوران وفق مسارات غريبة لا تسمح لهم بالاقتراب من مجموعتنا الشمسية. يقول براون : نحن لم نكن بصدد تفسير هذه الظاهرة، إلا أن تفسيرها كان إحدى الأشياء التي تمخضت عنها نظريتنا.
إن لحظة واحدة كانت كفيلة بجعل براون متيقناً، حيث توقعت المحاكاة عبر الحاسوب أنه في حال تواجد ذلك الكوكب المزعوم، فسوف يحني مدارات الأجسام الصغيرة الأخرى بطريقة معينة. فما كان من براون إلا أن بحث عبر بعض البيانات القديمة ليرى فيما إذا تم اكتشاف أية أجسام جليدية ذات نمط مدارات مشابه، ويا للدهشة ! لقد عثر على خمسة منها.
لم يحاول أحد من قبل شرح ماهية هذه الأجسام. يقول براون: لقد دهشت بشدة، لقد حصل ذلك فجأة. أعني أن القدرة على التنبؤ بشيء ما ومن ثم إثبات صحته خلال خمس دقائق لهو أمر طريف.
إن بحثهم يعطي فكرة عن الحجم المتوقع للكوكب ويحدد بشكل تقريبي المكان الذي يمكن أن يوجد فيه. لقد بدأ براون سلفاً بالبحث ويأمل أن يفعل ذلك علماء آخرون.
يقول براون: أريد معرفة طبيعته، أريد أن أرى أنه موجود هناك فعلاً. سوف أستاء قليلاً إذا وجده أحد غيري ولكني افترضت ذلك مسبقاً وأنا مستعد لتقبل الواقع.
من الصعب أن نصدق أن شيئاً بهذا الحجم الضخم لم تتم ملاحظته من قبل، ولكن سكوت شيبارد
Scott Sheppard من معهد كارنيغي للعلوم Carnegie Institution for Science يعلل ذلك بقوله أنه كي نتمكن من رؤية الكوكب، فعلى الضوء أن يقطع كل المسافة التي تفصلنا عنه ثم أن ينعكس ويعود تجاهنا.
يقول شيبارد: الأجسام تخفت بسرعة شديدة ويصبح من الصعب إدراكها. من وجهة نظر حسابية، إذا ابتعد جسم عن الشمس بمقدار الضعف، فسوف يزداد خفوته بمقدار 16 ضعفاً.
شيبارد هو أحد الباحثين الذين تبنوا فرضية وجود كوكب مخفي وذلك بعد اكتشاف كوكب بايدن والمدارات الغريبة.
يقول شيبارد: إن ما قمنا بنشره لا يعدو كونه تحليلاً بسيطاً لمجموعات الأجسام في الجزء القاصي من مجموعتنا الشمسية. نحن لم نقم سوى ببعض الأمور الأساسية. ويضيف: إن الدراسة التحليلية الجديدة قد أصبحت أكثر عمقاً وأكثر دقة وذلك يجعلني أفكر أن احتمال وجود ذلك الكوكب العملاق واقعي أكثر.
لكن شيبارد لا يزال غير مقتنع كلياً ويعلق على ذلك بقوله: ينبغي علينا العثور على المزيد من تلك الأجسام الصغيرة التي قد تقودنا للجسم الكبير. ويضيف: أعتقد أن احتمالات وجود ذلك الكوكب واحتمالات عدم وجوده لا تزال متساوية، نحن لا زلنا بحاجة لجمع المزيد من البيانات، وأنا آمل أننا سنكون قادرين على فعل ذلك في السنوات القادمة.
إن مصطلح الكواكب القزمة مثل سيدنا Sedna وبايدن Biden ليس من المصطلحات المألوفة التي قد تطرب مسمعك. لكن شيبارد يقول أنه في حال كان هنالك كوكب تاسع عملاق وبعيد في مجموعتنا الشمسية فسوف يذهل هذا الخبر جميع الناس على وجه الأرض.
#الباحثون_اللبنانيون
#Lebanese_Researchers
ترجمة : مناف جاسم
المصدر: http://n.pr/1ZMtWRF
نشر في 23 كانون الثاني 2016