خضوعك لعمليةٍ جراحيةٍ لتخفيف الوزن لا يجعلك أنحف وحسب، بل و أكثر شباباً أيضاً، بحسب الدراسات العلمية الجديدة
خضوعك لعمليةٍ جراحيةٍ لتخفيف الوزن لا يجعلك أنحف وحسب، بل و أكثر شباباً أيضاً
من المعروف بأن السمنة تتسبب بالشيخوخة المبكرة نظراً لتسببها في الحد من طول التيلوميرات و زيادة نسبة الالتهابات.
التيلوميرات هي تسلسلات محددة متوضعة على أطراف الصبغيات (Chromosomes) ضرورية لحماية الصبغيات و الحفاظ على ثباتها. هذه التيلوميرات تقصر مع كل انقسام جديد للخلية أو عند تعرض الخلية للعوامل المؤكسدة، و عندما تصل هذه التيلوميرات طولاً محدداً تصبح الخلية غير قادرةٍ على الانقسام مجدداً مما يدفع بالجسم إلى استبدالها بخليةٍ جديدةٍ أو إلى إبقائها كخليةٍ هرمةٍ فيه. و أشارت الدراسات السابقة بأن النساء السمينات لديهن تيلوميراتٍ أقصر من النساء ذوات الوزن الطبيعي بما يعادل ثمان سنواتٍ من الحياة. و وفقاً للدراسة الحالية تبين بأنه بعد مرور سنتين على إجراء جراحةٍ لتخفيف الوزن، أدّى ذلك إلى زيادة طول التيلوميرات في خلايا الدم المناعية و بدت فتيةً أكثر. كما تبين بأن العامل المؤكسد و الذي يتسبب عادةً بتحطيم التيلوميرات قد نقص بمقدار ثلاثة أضعاف، كما قلت أيضاً نسبة البروتينات الالتهابية، مما يعني بأن الجسم قد انتقل من حالة الالتهاب المحفّز إلى الحالة الطبيعية.
هذه الدراسة تحمل نتائج إيجابية حيث أنها تبين لنا بأن الضرر الذي تتسبب به السمنة قابلٌ للعكس. و عادةً ما تكون العمليات الجراحية لتخفيف الوزن هي الحل الأخير للذين يعانون من السمنة و من الجيد معرفة أن عملياتٍ كهذه لا تتسبب بتخفيف وزنهم فحسب بل و تقلل من الضغط الذي تتعرض له أجسادهم أيضاً كما و تحد من الشيخوخة المبكرة.
(ملحق: الدراسة شملت 76 مريضاً متوسط أعمارهم 40 عاماً، و ذوي BMI يبلغ 35 كغ/متر مربع على الأقل. متوسط BMI المرضى بلغ 44.5 كغ/متر مربع. كل المرضى الذين شملتهم الدراسة كانوا غير قادرين على فقدان الوزن عبر تغيير نمط حياتهم و تم تحويلهم لإجراء عمل جراحي لفقدان الوزن. تضمن العمل الجراحي ترك جيب صغير فقط من المعدة و تجاوز قسم من المجرى الهضمي. الدراسة تم عرضها في الثامن من تموز 2016 من قبل صاحب الدراسة الدكتور "فيليب هوونزينار" (Dr Philip Hohensinner) في مؤتمر بعنوان " أقصى ما توصل له العلم في البيولوجيا الوعائية القلبية" (Frontiers in Cardiovascular Biology) و الخاص بالجمعية الأوروبية لعلم القلب (the European Society of Cardiology).
تدقيق: طارق البيطار