Facebook Pixel
5 من أكثر اللحظات رعباً في تاريخ رحلات الفضاء
867 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

إننا كائنات ترتاد الفضاء منذ ستة عقود، و في طريقنا هذا واجهنا بعضاً من أكثر اللحظات إثارةً للتوتر حيث بدت المصائب وشيكة الحدوث

5 من أكثر اللحظات رعباً في تاريخ رحلات الفضاء

الهالوين هو العيد الذي نحتفل به بما هو مخيف و مرعب و مجفل بحق. فما من وقت أفضل منه لاستطلاع مجموعة من أكثر اللحظات رعباً في الفضاء.
إننا كائنات ترتاد الفضاء منذ ستة عقود، و في طريقنا هذا واجهنا بعضاً من أكثر اللحظات إثارةً للتوتر حيث بدت المصائب وشيكة الحدوث. من مهماتٍ فضائيةٍ مأهولة بدت و كأنّ لعنةً حلّت عليها إلى هبوطٍ مذهل على عالمٍٍ آخر، سنلقي نظرةً على بعض من اللحظات وشيكة الفشل الأكثر رعباً في تاريخ رحلات الفضاء.

الخروج عن السيطرة في مدار الأرض

في السادس عشر من مارس عام 1966، انطلق نيل أرمسترونغ (Neil Armstrong) في رحلته الفضائية الأولى مع ديفيد سكوت (David Scott) على متن سفينة الفضاء جيميني 8 (Gemini 8)، المهمة المأهولة بالبشر السادسة من برنامج جيميني- البرنامج السابق لبرنامج أبولو (Apollo). كان الهدف من هذه المهمة تجربة تقنيات ربط السفينة الفضائية في مدار الأرض، مع السفينة الهدف أجينا (Agena) غير المأهولة. مع ذلك، بدأت الأمور تسوء خلال فترة قصيرة من بداية المهمة.
بعد عدة ساعات من الإطلاق، ارتبطت جيميني 8 (Gemini 8) مع سفينة أجينا (Agena) -أول ارتباط فضائي ناجح على الإطلاق. مع ذلك، و بعد نصف ساعة، بدأت السفينتان بالدوران بشكل عنيف. تمكن الطيار أرمسترونغ من فصل جيميني 8 عن أجينا، و لكن النتيجة المزعجة لذلك كانت زيادة تسارع دوران كل منهما- لغاية دورة واحد في الثانية.
"نحن نواجه مشاكلاً جدية هنا" أرسل سكوت بالراديو إلى هاوستن (Houston). "إننا، إننا ندور بشكل مستمر. لقد انفصلنا عن أجينا."
في النهاية، تمكن أرمسترونغ من استعادة التحكم باستخدام دافعات إعادة تموضع المركبة. استغرق الأمر 30 ثانية لاستقرار جيميني 8 -و لكن استخدام هذه الدفعات كان يعني إلغاء المهمة قبل يومين. بدأ سكوت و أرمسترونغ بالقيام بإجرائيات إعادة التموضع و هبطا على المحيط الهادي بعد أقل من 11 ساعة من الإطلاق. تقيأ كلاهما في الأكياس الخاصة بذلك.
كان الأمر وشيكاً للغاية، و لكن في النهاية تمت مكافأة الرائدين بشكل كبير. حيث أصبح أرمسترونغ، بعد تفاديه لكارثة اختبار لاحقة على الأرض، أول رجل يهبط على القمر في يوليو 1969. و ذهب كذلك سكوت إلى القمر، في رحلة أطول لأبولو 15. و لكن كم كانت الأمور لتتغير لو تفاقمت كارثة جيميني 8!

سبع دقائق من الرعب في كريوسيتي (Curiosity)

حتى عام 2012، كانت كل الهبوطات على المريخ تتم بواسطة وسادات هوائية كبيرة لكي ترتد عليها السفن غير المأهولة عن السطح قبل أن تستقر. ولكن هذا كله تغيَّر مع المتجول كريوسيتي (Curiosity rover) -و أدى هذا إلى مواجهةٍ مرعبة للقائمين على المهمة.
كان كريوسيتي كبيراً جداً و ثقيلاً جداً بشكل لا يسمح باستخدام طريقة الوسادات الهوائية، لذا ابتدعت ناسا نظام “Sky Crane” الطموح لتأمين هبوط كريوسيتي في الخامس من أغسطس 2012. بعد اختراقه للغلاف الجوي المريخي، ستُشغل أربع دافعات لتجعله يطفو فوق السطح ب 20 متر و تُأمن إنزال المتجول إلى أرض المريخ بواسطة شريط. لم تكن قد جُرِّبت هذه الطريقة في عالمٍ آخر من قبل.
الوقت المستغرق منذ مواجهة كريوسيتي للغلاف الجوي المريخي إلى هبوطه وفق الخطة كان 7 دقائق. و بسبب التأخير الزمني بين الأرض و المريخ كان على المهندسين أن يتركوا النظام ليعمل بشكل أوتوماتيكي، و يأملوا أن يسير كل شيء على ما يرام. أسمت ناسا هذا بسبع دقائق من الرعب.
لحسن الحظ، تم الهبوط بدون مشاكل، و قامت الاحتفالات في مقر التحكم بالمهمة في ناسا. كان المتجول في حالة جيدة جداً، وهو الآن يكمل طريقه حول Gale Crater المذهلة وقمته المركزية Mount Sharp. بفضل نظام الهبوط هذا، استطعنا أن نتعلم أكثر حول المريخ و كيف كان رطباً و قابلاً للعيش سابقاً.

مهمة أبولو 13 (Apollo 13) سيئة السمعة

كان من المقرر أن تكون مهمة أبولو 13 ثالث هبوط بشري على القمر. و بغض النظر عن خطأ صغير جداً عند الإنطلاق في 11 أبريل 1970, كانت المهمة تسير بسلاسة بالنسبة لطاقمها المكون من جون سويغرت (John Swigert) و فريد هايز (Fred Haise) و جيمس لوفيل (James Lovell).
ولكن بعد 55 ساعة من بداية المهمة، و على مسافة 320,000 كلم من الأرض في 13 أبريل 1970 انفجرت أحد عبوات الأوكسجين في السفينة. و واجه الطاقَم احتمالاً جدياً بأن يتم التخلي عنهم في الفضاء. "هاوستن، حدثت مشكلةٌ هنا" أرسل سويغرت رسالته الشهيرة إلى مقر التحكم.
مع تسرب الأوكسجين في الفضاء و تهاوي التيار الكهربائي المتاح، أُجبر الطاقم على اللجوء إلى النظام القمري (Lunar Module) الذي كان من المفترض استخدامه للهبوط على سطح القمر. بعد أن تم إلغاء الهبوط، دار الفريق حول القمر -و قللوا من استخدام الطعام و الماء- في محاولةٍ بائسة للعودة للأرض.
أثمرت في النهاية جهود ناسا و الطاقم بالنجاح. و في 17 أبريل 1970، هبط الطاقم بسلام على المحيط الهادي. "بعد الحادثة بسنوات عُدت لقراءة السجلات و بحثت عن سجل هذه المهمة." قال رئيس الطيران في الرحلة جيرالد غريفين (Gerald Griffin) في وقت لاحق. "كتابتي كانت غير قابلة للقراءة تقريباً، لقد كنت متوتراً جداً."
القصة الكاملة لأبولو 13 مثيرة للاهتمام و تعتبر مثالاً هاماً للذكاء البشري. إن لم تشاهد الفيلم الذي تم إنتاجه عن المهمة، نقترح عليك مشاهدته.

رائد الفضاء الذي كاد أن يغرق في الفضاء

في 16 يوليو 2013، خرج رائد الفضاء الإيطالي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية (ESA) لوكا بارميتانو (Luca Parmitano) من محطة الفضاء العالمية (ISS) في مسير فضائي كان من المفترض أن يكون روتينياً. و لكنه لم يكن كذلك أبداً.
بدأ بارميتانو مسيره مع رائد فضاء ناسا كريس كاسيدي (Chris Cassidy) في الساعة 11:57 صباحاً بتوقيت غرينيتش، و معاً كانا يجهزان المحطة لوصول مختبر روسي متعدد المهام يدعى (Nauka).
مع مرور ساعة و تسعة دقائق من المسير الفضائي، أخبر بارميتانو أنّ خوذته الفضائية بدأت تمتلئ بالماء. بدأ الماء يغطي أنفه، مما جعله من الصعب عليه أن يتنفس، و كما قال لاحقاً أنه كان خائفاً جداً لأنه لم يكن متأكداً "أنني عندما أتنفس في المرة القادمة سأملأ رئتي بالهواء و ليس بالسائل".
لم يتمكن بارميتانو من الرؤية بسبب الماء فاستخدم شريط الحماية للعودة إلى البوابة. في النهاية، و بمساعدة كاسيدي تمكن من الدخول و استطاع أن يخلع رداءه و كانت أذناه مليئة بالماء. وصف كاسيدي هذا لاحقا ب"الوضع المخيف".
في النهاية تم اكتشاف أن سبب المشكلة هو انسداد أحد الفلاتر، بعد ذلك تم إصلاح رداءات الفضاء للتأكد من عدم حدوث هذه المشكلة ثانيةً. بالنسبة لبارميتانو الغرق الوشيك في الفضاء مرةً واحدة كان كافياً على الأرجح.

عندما كان التخلي عن Mir وشيكاً

قبل المحطة الفضائية العالمية كانت Mir، محطة فضائية ضخمة روسية الصنع كانت أكبر بكثير من كل المحطات التي سبقتها: المحطات السوفيتية (Salyut) و الأميريكية (Skylab). بقيت Mir في مدارها منذ 1986 إلى 2001، و لكن في 1997 كان التخلي عنها وشيكاً في حادثٍ غريب.
في ذلك الوقت، انضم رائد الفضاء لدى ناسا مايكل فول (Michael Foale) إلى رائدي الفضاء الروسيين فاسيلي تسيبليف (Vasily Tsibliev) و ألكسندر لازوتكين (Aleksandr Lazutkin)، كانت تلك أحد المهمات الأميريكية الروسية المشتركة التي قادت في النهاية إلى التعاون في بناء ISS.
في 25 يونيو 1997، حاول الروس فصل و إعادة وصل سفينة الفضاء Progress بالمحطة لاختبار إمكانية الوصل اليدوي. كان تسيبليف يتحكم بالسفينة، و لكنه لم يكن قادراً على تخمين سرعتها. رأى لازوتكين أن Progress تدخل بسرعة كبيرة، و بالرغم من إطلاق صواريخ الفرملة، بدا ذلك كأنه نهاية المحطة. "مايكل، توجه إلى سفينة الهروب!" قال لازوتكين لفول.
ضغطت Progress على المحطة و أحدثت ثقباً في أحد الألواح الشمسية و جعلت Mir تدور بشكل غير قابل للتحكم. فول، مع الطاقم الموجود في المحطة و على الأرض، سارع لاعادة السفينة للعمل. كانت الطاقة تتناقص بسرعة، و كان هناك تسرباً في أحد الأقسام و كان يجب استيعابه. و فرغت في النهاية البطاريات المحفوظة، مما عنى أن المحطة أصبحت تعمل على الطاقة الشمسية فقط، كان الطاقم يُترك بدون أيّة طاقة عندما تكون المحطة في جهة الليل من الأرض.
في النهاية، تمكن فول و الروس من استعادة السيطرة بشكل جزئي على المحطة باستخدام دافعات السفينة (Soyuz) التي كانت مرتبطةً بها، و كذلك بفضل التحكم الأرضي الذي أطلق أيضاً دافعات المحطة ذاتها. كان إخلاء المحطة وشيكاً، و لكن الرواد تمكنوا من البقاء فيها، و بقت Mir في مدارها لأربع سنوات أخرى.
بقي هذا التدخل الأكثر جديةً في تاريخ الرحلات الفضائية المأهولة، و كانت بالتأكيد لحظة مرعبة للطاقم على السفينة. يمكنك أن تقرأ توثيق فول لما حدث في مقابلة مذهلة ل Shuttle-Mir Oral History Project.

ترجمة: عالية سلمان
فريق The Aliens - الفضائيون

http://bit.ly/1WHHuqN
Libyan sci club - النادي الليبي للعلوم
نشر في 10 تشرين الثاني 2015
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع