Facebook Pixel
دلائل للإقناع
1161 مشاهدة
1
0
Whatsapp
Facebook Share

إن العلاقات العامة فرضت نفسها على الناس، فما يستطيع أحد أن يعيش فريداً، وإن بعض الناس قد يستريح إلى عقيدة ما أو منهج ما ثم يمضى فى طريقه لا يلوى على شىء

كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزالي

الحلقة [573] : دليل الإقناع

بعض الناس قد يستريح إلى عقيدة ما أو منهج ما ثم يمضى فى طريقه لا يلوى على شىء.! لعله يؤثر الصمت أو يكره الجدال أو ييأس من إقناع الآخرين بصحة ما عنده وبطلان ما عندهم..

وهذا الصنف قليل فى الدنيا، أو كان يمكن أن تتسع له الحياة قديما فيحيا وحده ويموت وحده!

أما فى عصرنا فإن العلاقات العامة فرضت نفسها على الناس، فما يستطيع أحد أن يعيش فريدا..

كان المثل المضروب قديما (السلطان من لا يعرف السلطان) أما الآن فهذا متعذر فإن من لا يعرف السلطان سيسعى السلطان إلى معرفته وفرض نفسه عليه..!!

إن الحكم الآن صنع شبكة من العلاقات المادية والأدبية تمنع أى فرد من أن يعيش فى قوقعة ومعنى ذلك أنه لابد من الحوار والأخذ والرد وعرض وجهات النظر والاعتماد على الدليل فى الإقناع والاقتناع وإعطاء الراى المعارض حق الحياة مادام مصحوبا بالإخلاص والتجرد.

ويضيف الإسلام إلى ذلك دفع السيئة بالحسنة : (ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون) وترك اللجاجة تأخذ مجراها حتى يبت فى مصيرها القدر فماذا تفعل لأناس يقولون لله: (وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم).

وأنا أحترم حرية الرأى إلى أبعد حد ولكنى أكره الغباء والافتراء ومساندة الدعوى بالعصا واستغلاق العقل بحيث تعجز كل مفاتيح الحقيقة عن فتحه! إن المكابرة رذيلة بغيضة!!

وقد وجه الإسلام من أول تاريخه بمجادلين طوال الأنفاس يرفضون الله الواحد ويستريحون إلى أوثان متعددة، يأنف أحدهم من السجود لقيوم السماوات والأرض ويذل أمام حجر أصم وقد استعرضت سورة غافر أحوال هؤلاء المجادلين الذين كذبوا بالكتاب كان آخرها قوله تعالى: (ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله أنى يصرفون * الذين كذبوا بالكتاب وبما أرسلنا به رسلنا) .

إن رد القرآن الكريم ليس تكذيبا له وحده، إنه تكذيب لكل وحى نزل، إنه تكذيب لموسى وعيسى ومحمد..

وقد نظرت إلى المتدينين فى الغرب فإذا هم غثاء فى تيار الحضارة الحديثة، يكرهون الإسلام لأن آباءهم كرهوه، فهل آمنوا بموسى وعيسى؟ وهل استعدوا بشىء للقاء الله؟

كلا إنهم جزء من الحضارة التى تعبد اليوم الحاضر وتكره اليوم الآخر.. إن أقطار الغرب استباحت الشهوات والمظالم، واحتفت بالجنس الأبيض وتجهمت لسائر الأجناس.

وما أنكر أن المسلمين فرطوا فى تراثهم وخانوا رسالتهم ولكن ذلك لا يمنع من التنبيه إلى الهاوية التى تجرنا إليها حضارة أضاعت الصلاة واتبعت الشهوات.

----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج5
كلمة حرة
نشر في 05 تشرين الأول 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع