Facebook Pixel
262 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال للمسلمين أنتم أعلم بشئون دنياكم وهذا حق، فإن الملائكة لن تنزل من السماء بوحى يعلم البشر كيف يزرعون ليأكلوا، وكيف يشيدون ليسكنوا

إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال للمسلمين: " أنتم أعلم بشئون دنياكم " .

وهذا حق، فإن الملائكة لن تنزل من السماء بوحى يعلم البشر كيف يزرعون ليأكلوا، وكيف يشيدون ليسكنوا!!

إن هذا متروك لتفكيرهم الخاص. وميدان التجويد فيه مفتوح لأهل الأرض أجمعين من مؤمنين وكافرين، وغاية ما تمتاز الأمة الإسلامية به أنها مكلفة بتسخير إنتاجها المادى وفق مثلها العليا.

أما الإقبال على شئون الحياة وعلوم الدنيا فهو نداء الطبيعة فى كل إنسان سليم الفطرة، وهو مجال السباق والتفوق لكل جماعة تريد خدمة رسالتها بقوة وذكاء.

وقد اتفق علماء الإسلام على أن الحرف والفنون التى لا يقوم المجتمع إلا بها فريضة على الأمة.

وكان المسلمون الأوائل مثل غيرهم من أهل الأرض أو أذكى وأقدر فى خلق العمران وترقية وسائل الحياة.

لكن الأخلاف الذين جاءوا بعد ألف سنة من بدء الإسلام أخذوا ينكمشون قليلا قليلا فى فهم الحياة وتسيير دفتها.

وما زالوا يتقهقرون حتى أصبح الإنسان يتلفت فى مطالع هذا القرن فيجد جماهير المسلمين لا تعرف شيئا عن فنون الهندسة وأنواع الصناعة.

وبلغ تخلفها فى شئون الدنيا حد الوصول فى بعض الأرجاء- كاليمن- إلى مستوى العصر الحجرى، بينما العالم يطفر بخطوات جبارة إلى الأمام وإلى الأعلى..

إن جميع المعادن الجامدة والسائلة فى بلادهم أشرف على استخراجها الأجانب، وإن جميع الجسور والسدود أشرف على بنائها الأجانب..

ولا تزال علوم الطب والنبات والحيوان والفلك والآلات وغيرها تعتمد على مصادر أجنبية، بل يدرس بعضها باللغات الأوروبية..

بينما الأصول الأولى للنهضة العلمية فى الغرب كانت من تراثنا الثقافى وحده.

إن هذا الانهزام الذى حاق بالمسلمين فى كل شئ كان يقابله فى الجانب الآخر من الحياة- الذى يسكنه خصومهم الأقدمون- انطلاق رائع وتفوق فى العلم والإنتاج وتربص ليوم تغزى فيه بلاد الإسلام غزوا شاملا وأهلها غافلون.!

كتاب معركة المصحف
#محمد_الغزالى
صفحة #روائع_الغزالي
روائع الشيخ محمد الغزالي
نشر في 30 تشرين الثاني 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع