897 مشاهدة
0
0
ﻟﺪﻯ ﻛﺮﻳﺴﺘﻮﻓﺮ ﻛﻮلومبوس ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺇﺭثٌ مختلطٌ، فهو يُذكَر ﻋﻠﻰ ﺃﻧّﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻜﺸﻒ ﺍﻟﺠﺮﻱﺀ ﺍﻟﺨﺎﺭﻕ ﻟﻠﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟّﺬﻱ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ، إلّا أنّ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﺃﺩّﺕ ﺇﻟﻰ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﻌﻨﺎﻥ ﻟﺘﻐﻴﻴﺮﺍﺕٍ كبيرة
ﻫﻞ اكتشف كولومبوس أميركا فعلًا؟======
ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﺘﻜﺸﻒ ﻛﺮﻳﺴﺘﻮﻓﺮ ﻛﻮﻟﻮمبوس ﺑﺄﺭﺑﻊ رﺣﻼﺕٍ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻷﻃﻠﺴﻲّ ﺍﻧﻄﻼﻗًﺎ ﻣﻦ ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻓﻲ أعوام 1492، ﻭ1493، ﻭ1498 ﻭ1502، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺼﻤِّﻤًﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﻃﺮﻳﻖٍ ﻣﺎﺋﻲّ ﻏﺮب ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺑﺎﺗّﺠﺎﻩ ﺁﺳﻴﺎ ﻟﻜﻨّﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺃﺑﺪًﺍ، وبدلًا من ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺗﻌﺜّﺮ ﺻﺪﻓﺔً ﺑﺎﻷﻣﺮﻳﻜﻴّﺘﻴﻦ. وﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮّﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻧّﻪ ﻟﻢ "ﻳﻜﺘﺸﻒ" ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟّﺬﻱ ﻳﻘﻄﻨﻪ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ حاليًّا، إلّا أنّ ﺭﺣﻼﺗﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻼﻣﺔً ﻓﺎﺭﻗﺔً ﻭﺑﺪﺍﻳﺔ ﻗﺮﻭﻥٍ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻋﺒﺮ ﺍﻷﻃﻠﺴﻲّ.
ــ ﻋﺼﺮ ﺍﻻﺳﺘﻜﺸﺎﻑ:
ﻗﺎﻡ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪّﻭﻝ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴّﺔ خلال ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ عشر ﻭﺍﻟﺴّﺎﺩﺱ ﻋﺸﺮ، ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ ﺑﻌﺜﺎﺕٍ ﺧﺎﺭﺟﻴّﺔٍ ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺛﺮﻭﺍﺕٍ ﻛﺒﻴﺮﺓٍ ﻭﺃﺭﺍﺽٍ ﺟﺪﻳﺪﺓٍ ﻭﺍﺳﻌﺔٍ، وﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴّﻮﻥ ﺃﺑﻜﺮ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﻴﻦ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﺍﻻﻛﺘﺸﺎﻑ ﻫﺬﺍ ﺑﺪﺀًﺍ بـ 1420 ﺳﻔﻴﻨﺔً ﺑﺮﺗﻐﺎﻟﻴّﺔً ﺻﻐﻴﺮﺓً Caravels ﺍنطلقت ﻋﻠﻰ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﺴّﺎﺣﻞ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻲّ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﺘّﻮﺍﺑﻞ، ﻭﺍﻟﺬّﻫﺐ، وﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ﻭﻏﻴﺮ ذلك ﻣﻦ ﺍﻟﺴّﻠﻊ ﻣﻦ ﺁﺳﻴﺎ ﻭﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ. وكانت ﺍﻟﺪّﻭﻝ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴّﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ، وﻻ ﺳﻴّﻤﺎ ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ، ﺣﺮﻳﺼﺔً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺛﺮﻭﺍﺕ "ﺍﻟﺸّﺮﻕ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ" ﺍﻟّﺘﻲ ﺑﺪﺕ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓٍ. ﻭﺑﺤﻠﻮﻝ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ، ﺍﻛﺘﻤﻠﺖ ﻋﻤﻠﻴّﺔ "ﺍﺳﺘﺮﺩﺍﺩ" ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ، وﺍﻟّﺘﻲ طُرِدَ فيها ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ
ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺑﻄﺮﻕٍ ﻭﺣﺸﻴّﺔٍ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ، ﺑﻌﺪ ﻗﺮﻭﻥٍ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢّ ﺃﻭﻟﺖ ﺍﻟﺪّﻭﻟﺔ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬﺎ ﻻﺳﺘﻜﺸﺎﻑ ﻭﻏﺰﻭ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ.
ــ ﻛﺮﻳﺴﺘﻮﻓﺮ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻮﺱ: ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺒﻜّﺮﺓ
ﻛﺎﻥ ﻛﺮﻳﺴﺘﻮﻓﺮ ﺍﺑﻦ ﺗﺎﺟﺮ ﺻﻮﻑٍ. ﻭُﻟِﺪَ ﻓﻲ مدينة "ﺟَﻨَﻮﺓ" الإيطاليّة عام 1451 ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻣﺮﺍﻫﻘًﺎ، ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻭﻇﻴﻔﺔٍ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻦ ﺳﻔﻴﻨﺔٍ ﺗﺠﺎﺭﻳّﺔٍ، ﻭﺑﻘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺣﺘّﻰ عام 1470، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻫﺎﺟﻢ ﻗﺮﺍﺻﻨﺔٌ ﻓﺮﻧﺴﻴّﻮﻥ ﺳﻔﻴﻨﺘﻪ ﺍﻟّﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺤﺮ ﺷﻤﺎلًا ﺑﻤﺤﺎﺫﺍﺓ ﺍﻟﺴّﺎﺣﻞ ﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻲّ، حيث ﻏﺮﻗﺖ ﺍﻟﺴّﻔﻴﻨﺔ، ﻟﻜﻦ ﻛﺮﻳﺴﺘﻮﻓﺮ ﺍﻟﺸّﺎﺏّ طاف مستعينًا بأنقاضٍ خشبيّةٍ، ﻭﺷﻖّ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺇﻟﻰ "ﻟﺸﺒﻮﻧﺔ"، ﺣﻴﺚ ﺩﺭﺱ ﺍﻟﺮّﻳﺎﺿﻴّﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﻠﻚ، ﻭﺗﻌﻠَّﻢَ ﺭﺳﻢ ﺍﻟﺨﺮﺍﺋﻂ ﻭﺍﻟﻤﻼﺣﺔ، ﻭهكذا ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﺨﻄّﺔ ﺍﻟّﺘﻲ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺑﺪ ﺑﺎﻟﻨّﻀﻮﺝ ﻓﻲ ﺭﺃﺳﻪ.
ــ ﺍﻟﺮّﺣﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ:
ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ، ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺁﺳﻴﺎ ﻣﻦ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺑﺮًّﺍ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄّﺮﻳﻖ طويلًا ﺷﺎﻗًّﺎ ﻭﻳﺘﻘﺎﻃﻊ ﻣﻊ ﺟﻴﻮﺵٍ ﻣﻌﺎﺩﻳﺔٍ ﻓﻲ ﻧﻘﺎﻁٍ ﻣﻦ ﺍﻟﺼّﻌﺐ ﺗﺠﻨُّﺒﻬﺎ، وقد ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﺘﻜﺸﻔﻮﻥ ﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴّﻮﻥ ﺑﺤﻞّ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﻀﻠﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺒﺤﺮ، ﻓﺄﺑﺤﺮﻭﺍ ﺟﻨﻮﺑًﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﺴّﺎﺣﻞ ﺍلإﻓﺮﻳﻘﻲّ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲّ، ﻭﺣﻮﻝ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺮّﺟﺎﺀ ﺍﻟﺼّﺎﻟﺢ، ﻟﻜﻦّ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻮﺱ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪﻳﻪ ﻓﻜﺮﺓٌ مختلفةٌ: لِمَ ﻻ ﻧﺒﺤﺮ ﻏﺮﺑًﺎ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻷﻃﻠﺴﻲّ ﺑﺪلًا ﻣﻦ ﺍﻟﺪّﻭﺭﺍﻥ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻘﺎﺭّﺓ ﺍلإﻓﺮﻳﻘﻴّﺔ ﺍﻟﻀّﺨﻤﺔ؟ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻄﻖ ﺍﻟﻤﻠّﺎﺡ ﺍﻟﺸّﺎﺏّ سليمًا، ﻟﻜﻦّ ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﺎﻃﺌﺔً، ﻓﻘﺪ اعتقد ﺃﻥّ ﻣﺤﻴﻂ ﺍﻷﺭﺽ أصغر ﺑﻜﺜﻴﺮٍ ﻣﻤّﺎ ﺍﻋﺘﻘﺪﻩ ﻣﻌﺎﺻﺮﻭﻩ، ممّا جعله يظنّ ﺃﻥّ ﺍﻟﺮّﺣﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻦ ﻗﺎﺭﺏٍ ﻣﻦ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺇﻟﻰ ﺁﺳﻴﺎ ﻟﻴﺴﺖ ممكنةً فحسب، بل وﺳﻬﻠﺔً ﻧﺴﺒﻴًّﺎ.
ﻋﺮﺽ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻮس ﺧﻄّﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻝ ﻭﺇﻧﺠﻠﺘﺮﺍ، لكنّه ﻟﻢ ﻳﺠﺪ تأييدًا لفكرته ﺣﺘّﻰ عام 1491، حيث دعمه ﻣﻠﻮﻙ ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ، الملك ﻓﺮﺩﻳﻨﺎﻧﺪ ﻓﻲ ﺃﺭﺍﻏﻮﻥ، والملكة ﺇﻟﻴﺰﺍﺑﻴﺚ ﻓﻲ ﻗﺸﺘﺎﻟﺔ، واللّذان أرادا أن يتشاطرا مع كولومبوس الشّهرة والثّروة، كما أنّهما وجدا في ذلك ﻓﺮﺻﺔً ﻟﺘﺼﺪﻳﺮ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴّﺔ إلى ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺃﺟﻤﻊ (ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻮﺱ ﺍﻟّﺬﻱ كان ﻛﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴًّﺎ ﻣﺘﺪﻳّﻨًﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﺤﻤّﺴًﺎ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺃﻳﻀًﺎ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻘﺪﺭ).
ﻧَﺺَّ ﻋﻘﺪُ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻮﺱ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻜّﺎﻡ ﺍﻹﺳﺒﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺣﻖّ ﺍﺣﺘﻔﺎﻇﻪ بـ 10% ﻣﻦ ﺍﻟﺜّﺮﻭﺍﺕ ﺍﻟّﺘﻲ ﺳﻴﺘﻢّ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻣﻊ منحه ﻟﻘﺐ "ﻧﺒﻴﻞ"، ﻭتولّي حكم ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟّﺘﻲ ﺳﻴﻜﺘﺸﻔﻬﺎ.
ﻓﻲ الثّالث من آب/ﺃﻏﺴﻄﺲ من عام 1492، ﺃﺑﺤﺮ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻮﺱ ﻣﻊ ﻃﺎﻗﻤﻪ ﻣﻦ ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﺛﻼﺙ ﺳﻔﻦٍ: "ﻧﻴﻨﺎ"، ﻭ "ﺑﻨﺘﺎ" ﻭ "ﺳﺎﻧﺘﺎ ﻣﺎﺭﻳﺎ"، ﻭﻓﻲ 12 تشرين الأوّل/ﺃوﻛﺘﻮﺑﺮ، ﺭﺳﺖ ﺍﻟﺴّﻔﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﺎبسة، ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺁﺳﻴﺎ ﻛﻤﺎ ﺍﻓﺘﺮﺽ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻮﺱ، بل ﻓﻲ ﻭﺍﺣﺪﺓٍ ﻣﻦ ﺟﺰﺭ ﺍﻟﺒﺎﻫﺎﻣﺎﺱ.
وﻟﻌﺪّﺓ أﺷﻬﺮٍ، ﺍﺳﺘﻤﺮّ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻮﺱ ﺑﺎﻹﺑﺤﺎﺭ ﻣﻦ ﺟﺰﻳﺮﺓٍ ﺇﻟﻰ أﺧﺮﻯ ﻓﻲ ما ﻳُﻌﺮَﻑ ﺍﻵﻥ ﺑﺎﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻜﺎﺭﻳﺒﻲّ، ﺑﺎﺣﺜًﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻠّﺆﻟﺆ، ﻭﺍﻷﺣﺠﺎﺭ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ، ﻭﺍﻟﺬّﻫﺐ ﻭﺍلفضّة، ﻭﺍﻟﺘّﻮﺍﺑﻞ، ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ﺍﻟّﺘﻲ ﻭﻋﺪ ﺑﻬﺎ ﺃﺳﻴﺎﺩﻩ ﺍلإسبان، ﺇلّا ﺃﻧّﻪ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ. ﻭﻓﻲ آذار/ﻣﺎﺭﺱ، عام 1493، عاد كولومبوس إلى إسبانيا، ﺗﺎﺭﻛًﺎ ﻭﺭﺍﺀﻩ 40 رجلًا ﻓﻲ ﺗﺴﻮﻳﺔٍ ﻣﺆﻗّﺘﺔٍ ﻋﻠﻰ "ﻫﻴﺴﺒﺎﻧﻴﻮﻻ" (ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻫﺎﻳﻴﺘﻲ ﻭﺟﻤﻬﻮﺭيّة ﺍﻟﺪﻭﻣﻴﻨﻴﻜﺎﻥ).
ــ ﺍﻟﺮّﺣﻠﺔ اللّاحقة:
ﺑﻌﺪ ﺣﻮﺍﻟﻲ 6 ﺃﺷﻬﺮٍ، ﻓﻲ أيلول/ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ من عام 1493، ﻋﺎﺩ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻮﺱ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴّﺘﻴﻦ ليجد ﺃﻥّ ﺗﺴﻮﻳﺔ ﻫﻴﺴﺒﺎﻧﻴﻮﻻ ﻗﺪ ﺩُﻣِّﺮَﺕ (ﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﻌﺮﻑ السّبب ﺣﺘّﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ)، ﻭﺗﺮﻙ ﺃخويه "ﺑﺎﺭﺛﻮﻟﻮﻣﻴﻮ" ﻭ "ﺩﻳﻴﺠﻮ" ﻭﺭﺍﺀﻩ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ، ﻣﻊ ﺟﺰﺀٍ ﻣﻦ ﻃﺎﻗﻢ ﺳﻔﻨﻪ، ﻭﺍﻟﻤﺌﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺍﻷﺻﻠﻴّﻴﻦ ﺍﻟﻤُﺴﺘَﻌﺒﺪﻳﻦ، ﺛﻢّ ﺍﺗّﺠﻪ ﻏﺮﺑًﺎ ﻣﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺍﻷﺻﻠﻴّﻴﻦ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ﻟﻴﻜﻤﻞ ﺑﺤﺜﻪ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺜﻤﺮ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻤﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺬّﻫﺐ ﻭﺍﻟﺴّﻠﻊ ﺍﻷﺧﺮﻯ. ﻭﺑﺪلًا ﻣﻦ ﺍﻟﺜّﺮﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩّﻳّﺔ ﺍﻟّﺘﻲ ﻭﻋﺪ ﺑﻬﺎ كولومبوس ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﺍﻹﺳﺒﺎﻥ، ﻓﻘﺪ ﺃﺭﺳﻞ ﻧﺤﻮ 500 عَبدٍ ﻟﻠﻤﻠﻜﺔ ﺇليزابيث، لكنّها كانت قلقةً تجاه ذلك، ﻷﻧّﻬﺎ ﺍﻋﺘﻘﺪﺕ ﺃﻥّ ﺃﻱّ ﺷﺨﺺٍ "ﻳﻜﺘﺸﻔﻪ" ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻮﺱ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺇﺳﺒﺎﻧﻴًّﺎ ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﺳﺘﻌﺒﺎﺩﻩ، ﻟﺬﺍ ﺃﻋﺎﺩﺕ ﺍﻟﻬﺪﻳّﺔ.
وﻓﻲ أيّار/ﻣﺎﻳﻮ، عام 1498، ﺃﺑﺤﺮ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻮﺱ ﻏﺮﺑًﺎ ﻋﺒﺮ ﺍﻷﻃﻠﺴﻲّ ﻟﻠﻤﺮّﺓ ﺍﻟﺜّﺎﻟﺜﺔ، ﻭﻗﺎﻡ ﺑﺰﻳﺎﺭﺓ "ﺗﺮﻳﻨﻴﺪﺍﺩ" ﻭﺳﺎﺣﻞ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴّﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺗﺴﻮﻳﺔ ﻫﻴﺴﺒﺎﻧﻴﻮﻻ ﺍﻟﻤﺸﺆﻭﻣﺔ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﺍلمستعمرون ﻗﺪ ﻧﻈّﻤﻮﺍ ﺛﻮﺭﺓً ﺩﻣﻮﻳّﺔً ﺿﺪّ ﺳﻮﺀ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺇﺧﻮﺓ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻮﺱ ووحشيّتهم، وﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻈّﺮﻭﻑ ﺳﻴّﺌﺔً ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻥّ ﺍﻟﺴّﻠﻄﺎﺕ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻴّﺔ ﺃﺭﺳﻠﺖ ﺣﺎﻛﻤًﺎ ﺟﺪﻳﺪًﺍ ﻟﺘﻮﻟّﻲ ﺍﻷﻣﻮﺭ، واعتقلت ﻛﺮﻳﺴﺘﻮﻓﺮ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻮﺱ ﻭأعادته ﻣﺼﻔَّﺪًﺍ ﺇﻟﻰ ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ.
ومع حلول ﻋﺎﻡ 1502، نجح ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻮﺱ، ﺍﻟّﺬﻱ ﺗﻘﺪّﻡ به العمر، ﻭﺍﻟّﺬﻱ ﺗﻤّﺖ ﺗﺒﺮئته ﻣﻦ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺘّﻬﻢ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮﺓ ﻣﻊ ﺗﺠﺮﻳﺪﻩ ﻣﻦ ﺃﻟﻘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻨﺒّﻴﻠﺔ، في إقناع ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﺮﺩﻳﻨﺎﻧﺪ بدفع ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺭﺣﻠﺔٍ ﺃﺧﻴﺮﺓٍ ﻋﺒﺮ ﺍﻷﻃﻠﺴﻲّ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮّﺓ ﻗﻄﻊ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻮﺱ ﺍﻟﻄّﺮﻳﻖ ﻛﺎملًا ﻭﺻﻮلًا ﺇﻟﻰ "ﺑﻨﻤﺎ"، ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﺃﻣﻴﺎﻝٍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘّﺨﻠّﻲ ﻋﻦ ﺍﺛﻨﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺳﻔﻨﻪ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﻫﺠﻮﻡٍ شنَّه ﺍﻟﻤﻮﺍطنون ﺍﻷصليّون، ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﻋﺎﺩ ﺍلمستكشف ﺍﻟﻤﺴﻦّ ﺇﻟﻰ ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ، ﻭﺗُﻮﻓِّﻲ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺎﻡ 1506.
ــ ﺍﻹﺭﺙ:
لم يكتشف ﻛﺮﻳﺴﺘﻮﻓﺮ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻮﺱ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴّﺘﻴﻦ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺣﺘّﻰ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲّ ﺍﻷﻭّﻝ ﺍﻟّﺬﻱ يزور "ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ"، فمستكشفو ﺍﻟﻔﺎﻳﻜﻨﻎ Vikings ﺃﺑﺤﺮﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻳﻨﻼﻧﺪ ﻭﻧﻴﻮﻓﺎﻭﻧﺪﻻﻧﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍلحادي عشر. ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ، ﻓﺈﻥّ ﺭﺣﻠﺘﻪ ﺑﺪﺃﺕ ﻗﺮﻭﻧًﺎ ﻣﻦ استكشافِ ﻭاستغلالِ ﺍﻟﻘﺎﺭّﺗﻴﻦ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴّﺘﻴﻦ.
لقد كانت ﻋﻮﺍﻗﺐ ﺍﺳﺘﻜﺸﺎف كولومبوس ﻭﺧﻴﻤﺔً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴُّﻜَّﺎﻥ ﺍﻷﺻﻠﻴّﻴﻦ ﻟﻠﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟّﺘﻲ ﻏﺰﺍﻫﺎ ﻫﻮ ﻭﺑﻘﻴّﺔ ﺍﻟﻐﺰﺍﺓ، فالمرض، ﻭﺍﻟﺘّﻐﻴّﺮﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴّﺔ، ﻭﺍﻟﻘﺘﻞ، ﺩﻣّﺮﺕ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺴّﻜّﺎﻥ ﺍﻷﺻﻠﻴّﻴﻦ ﻣﻊ ﺍﻟﺰّﻣﻦ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﺳﺘﻤﺮّ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴّﻮﻥ ﺑﺎﺳﺘﺨﺮﺍﺝ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻄّﺒﻴﻌﻴّﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ.
ﻟﺪﻯ ﻛﺮﻳﺴﺘﻮﻓﺮ ﻛﻮلومبوس ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺇﺭثٌ مختلطٌ، فهو يُذكَر ﻋﻠﻰ ﺃﻧّﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻜﺸﻒ ﺍﻟﺠﺮﻱﺀ ﺍﻟﺨﺎﺭﻕ ﻟﻠﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟّﺬﻱ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ، إلّا أنّ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﺃﺩّﺕ ﺇﻟﻰ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﻌﻨﺎﻥ ﻟﺘﻐﻴﻴﺮﺍﺕٍ أفضت ﻓﻲ ﺍﻟﻨّﻬﺎﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﺪﻣﻴﺮ ﺍﻟﺴّﻜّﺎﻥ ﺍﻷﺻﻠﻴّﻴﻦ ﺍﻟّﺬﻳﻦ ﻭﺍﺟﻬﻬﻢ ﻫﻮ ﻭﺍلمستكشفون ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ.
======
ﺗﺮﺟﻤﺔ: Yasser Soufi
تدقيق: Manaf Jassem
المصدر : http://www.history.com/topics/exploration/christopher-columbus
نشر في 09 نيسان 2017
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع