Facebook Pixel
صفحة مطوية من التاريخ
992 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

إن الإسلام كان حاسما فى تقرير عقيدة التوحيد فلم يوارب ولم يتجوز وأعلن رفضه التام للتعديد والتجسيد وبين أن المسلمين جزء واضح من الكائنات التى أسلمت لله وأذعنت لمجده وتعرضت لرفده

كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزالي

الحلقة [695] : صفحة مطوية من التاريخ

هذه صفحة مطوية من تاريخ العلاقات بين الإسلام والنصرانية رأيت أن أذكر بها أولى الألباب.

إن الإسلام كان حاسما فى تقرير عقيدة التوحيد فلم يوارب ولم يتجوز وأعلن رفضه التام للتعديد والتجسيد وبين أن المسلمين جزء واضح من الكائنات التى أسلمت لله وأذعنت لمجده وتعرضت لرفده (أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا و كرها و إليه يرجعون) .

إلا أن الإسلام مع هذا الإيمان الخالص عامل النصارى سياسيا واجتماعيا معاملة رقيقة ورأى الاقتراب منهم والتعاون معهم. وظهر ذلك فى موطنين: عندما أمر النبى المستضعفين بالهجرة إلى نجاشى الحبشة ليجدوا عنده الأمان ويستريحوا من العذاب، وعندما واسى الرومان المنهزمين أمام الفرس فى معركة فقدوا كل شيء فيها وعادوا إلى بلادهم سود الوجوه تاركين النساء والأموال، وفاقدين شرق إمبراطوريتهم بما فيها مصر واليمن والشام..

ولكن صوتا فريدا لا نظير له فى المشارق والمغارب كان يصيح فى مكة! (غلبت الروم * في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون*في بضع سنين) .

كيف قيل هذا؟ ومن يصدقه؟

لكن القرآن قال هذا فى السنة الخامسة من البعثة تقريبا وبعد تسع سنين انتصر الرومان واستردوا كل ما خسروه، فهل اتصلوا بصاحب النبوءة يشكرونه؟ ويثنون على صنيعه؟ ويعجبون لأمره؟ كلا، بل زعم أفاك منهم أن محمدا قال ما قال لأنه يكره الفرس بعدما مزق كسرى رسالة له يدعوه فيها إلى التوحيد!

والرسالة المذكورة صدرت من الرسول حقا ولكن بعد خمسة عشر عاما عن وقوع الهزيمة الكبرى. وصدرت معها رسائل إلى القيصر والنجاشي والمقوقس وذلك فى السنة السابعة من الهجرة، فكيف تكون سبب النبوءة التى حفت بالرومان، وجعلت نهارهم ليلا؟

إن طى هذه الصفحة بإصرار لها دلالة لا تسر، ثم تقدم الجيش الإسلامى، ودخل بيت المقدس، وحانت صلاة الظهر وكان عمر يفاوض الرومان فى تسلم البلدة فقاله له الأسقف حين حانت الصلاة: حل مكانك فى الكنيسة. وهذا أدب مشكور، ولكن الخليفة الراشد قال للرئيس المسيحى: لو صفيت هنا لوثب المسلمون على المكان وحازوه قائلين: هنا صلى عمر فلتبق الكنيسة لكم وحدكم!

ولم ير عمر حرجا من تعدد الأديان والمعابد فى بيت المقدس فماذا كان الجزاء؟

بعد خمسة قرون ذبحت جماهير المسلمين فى بيت المقدس، وخاضت سنابك الخيل فى دمائهم، ئم استرد المسلمون القدس، وعفوا عن جميع النصارى به فعادوا إلى بلادهم واقرين، ومن سنين قريبة دخل " أللنبى " بيت المقدس وقال : الآن انتهت الحروب الصليبية فهل صدق؟

----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج6
كلمة حرة
نشر في 12 تشرين الأول 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع