Facebook Pixel
نصيحة لقومي
735 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

أحس بالخيبة والاكتئاب لأن هذه الأوطان الأم فتحت أبوابها للغزو الثقافى ويسرت للغزاة أن يسمعونا ما نكره، من كتاب الحق المر للكاتب محمد الغزالي

كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزالي

الحلقة [638] : نصيحة لقومي

لا ينفك عجبى من احترام المبطلين وترويجهم له، واستهانة المحقين بحقهم وخذلانهم له.

لقد سمعت مع غيرى خبر تعطيل الإذاعة الإسلامية الخاصة بمدينة مارسيليا الفرنسية وحرمان مائتى مسلم من المغاربة وغيرهم أن يستمعوا إلى الصوت الوحيد الذى يربطهم بدينهم ولغتهم.. ومعروف أن فرنسا تمنع إنشاء مدارس لتعليم الإسلام واللغة العربية، وأن الأطفال المسلمين ينشئون تنشئة علمانية فرنسية على حين تظفر الطائفة اليهودية بقدرات على بقاء هويتهم، واستدامة عقائدهم.

أعرف أن القرار الصادر بذلك شكوى إدارية ـ لا دستورية ـ وأن المشرفين على الإذاعة الإسلامية يقاومون بحماس، لكنى يائس من النتائج القريبة والبعيدة.

ذلك لأن القرار الصادر جانبه الحياء والوعى، فقد أقدم عليه أصحابه عشية أذنت مصر بإقامة جامعة فرنسية فى الإسكندرية وقد حضر " مسيو ميتران " حفل الافتتاح بعد ما أدى واجباته الدينية فى كنيسة سانت كاترين بطور سيناء.

أعند القوم ذرة من خجل أو تقدير للآخرين؟

وقد افتتحت عدة دول عربية مسلمة قنوات فى إذاعاتها المرئية والمسموعة لفرنسا قيل إنها للتثقيف والتسلية.

أى خير يرتقب من هذه القنوات الأجنبية إلا توهين الشخصية العربية ونحت مقوماتها ومعالمها، بمكر ودهاء حتى تنشأ أجيال لا تعرف ربها ولا دينها ولا تتجاوب مع لغتها وتراثها.

إننا نساعد الآخرين على إلحاق كل هزيمة أبية بنا.

الأمر خطير.. فهناك عدة ملايين من المسلمين فى كل من أمريكا وإنجلترا وفرنسا مهددون بالذوبان فى محيط موار بالانحراف وأسباب الضياع، ويجب على الأوطان الأم أن تحافظ على عقائد المهاجرين ومواريثهم، وأن تيسر لهم من القراءات والإذاعات ما يستبقى علائقهم بأمتهم.

بيد أنى أحس الخيبة والاكتئاب لأن هذه الأوطان الأم فتحت أبوابها للغزو الثقافى ويسرت للغزاة أن يسمعونا ما نكره، ويطالعونا بها يغضب.

الدعوة الإسلامية مغزوة فى عقر دارها، والأقمار الصناعية تستغل استغلالا واسعا فى تضليل الجماهير، وبعض الأغبياء لا يزال يتحدث عن حرمة التصوير وهو لا يدرى أن هذه الأقمار تحدد موقعه لتضربه بما تشاء وكيف تشاء ومتى تشاء.

إننى أنصح قومى أن يستشعروا خطورة الحاضر والمستقبل، وأن يتواصوا بتعليم أنفسهم وأهليهم ومواطنيهم الأقربين والأبعدين، وأن يحصنوهم ضد أمراض الحضارة فى الوقت الذى يستفيدون فيه من علوم هذه الحضارة وإمكاناتها الهائلة.

----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج6
كلمة حرة
نشر في 10 تشرين الأول 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع