Facebook Pixel
أهمية التطور الحركي والتدريب العضلي للأطفال
8816 مشاهدة
3
1
Whatsapp
Facebook Share

ما أهمية التطور الحركي والتدريب العضلي للطفل ومراحله، وما هي كيفية العمل على تنميته؟ وما هي آثار ذلك على جسم الطفل وعقله أيضاً؟

أهمية التطور الحركي والتدريب العضلي للطفل ومراحله وكيفية العمل على تنميته وأثر ذلك ليس على جسم الطفل فحسب , بل على عقله أيضاً

الأنشطة الحركية و دورها فى تنمية دماغ الطفل, و قدراته الحركية فى مرحلة مبكرة من حياته:

يبدو أن الأبحاث الحالية تدعم بشدة ما أسفرت عنه الدراسات المتعلقة بالطفولة المبكرة منذ أعوام عدة, وهي أن الخبرات الإيجابية التي يكتسبها الطفل فى مرحلة عمرية مبكرة,هى الأساس الذى تبنى عليه مهاراته السلوكية و قدرته على التعلم, و تستمر تلك المهارات و القدرات معه مدى الحياة.فتوفير بيئة غنية مليئة بالخبرات يمكنّنا من تعزيز قدرات الطفل و تنميتها.(Diamond & Hopson, 1998; Fischer & Rose, 1998) و قد نشرت مثل تلك التوصيات مراراً و تكراراً فى العديد من المقالات و النشرات, و التى أكدت على أن البيئة الغنية لابد و أن تثمر عن عقل مدرك, واع, مليء بالخبرات.و أنه لا يمكن إغفال الدور الفعّال الذي تلعبه

الأنشطة الحركية فى ذلك الشأن.كما أكدت على أهمية الخبرات المبكرة فى حياة الأطفال الصغار و دورها الذى لا يستهان به فى تطوير المهارات العقلية لديهم. (Begley, 1997; Nash, 1997)

.و ها هى الأبحاث العلمية الحديثة تتوافق مع ما جاء فى تلك النظريات عن أهمية الخبرات المبكرة فى حياة الطفل,بل إنها توفر فهم أفضل لتلك المرحلة الحساسة من حياته و أهميتها, حتى أن البعض يطلق على تلك المرحلة المبكرة "فترة اغتنام الفرص"“windows of opportunity”.

الهدف من هذا المقال هو توفير لمحة موجزة عن الأهمية البالغة للخبرات الإيجابية فى عملية تنمية الطفل لذاته و قدراته, كما يقترح توصيات مدعومة بالأبحاثعن أهمية الخبرات الحركية المتمثلة فى الأنشطة الحركية الملاءمة لتنمية مهارات الطفل العقلية و الحركية بشكل عام.

التنمية المبكرة لدماغ للطفل من وجهات نظر جديدة:

نتجت الكثير من الإكتشافات عن الأبحاث المتعلقة بالدماغ و لكن يظل أكثرها تفرداً هو الاكتشاف المتعلق بتنمية الدوائر العصبية للمخ. إذا ألقينا نظرة على الوصلات و التشابكات العصبية داخل المخ سنجدها ظاهرة شديدة التميز و مثيرة للدهشة , نموذج رائع للدقة و الانضباط, مع الأخذ فى الاعتبار أن دماغ شخص ناضج يحتوى على ما يزيد عنمئةمليار خلية عصبية و التى تترابط و تتشابك مع بعضها البعض بدقة متناهية. هذا التعقيد و التشابك, هو الأساس وراء كل السلوكيات البشرية.فكل خلية عصبية تتشابك مع غيرها من الخلايا لتشكل عددًا لا نهائيًا من الترابطات قد يصل لتريليونات من الوصلات.و قد تم تقدير طول الوصلات بين الخلايا العصبية بأثنين و ستين ألف ميل. (Coveney&Highfield, 1995)

لقد أعتقد الباحثون قبل خمسة عشر عامًا أن الوصلات العصبية و التشابكات داخل دماغ كل شخص على حدة, تكون مبرمجة سلفًا وفقًا للمخططات الجينية للشخص, مثلها كمثل المنزل الذي يجهز بالتوصيلات الكهربية قبل أن يصبح مأهولاً بمن يعيش فيه.إلا أن الآراء المعاصرة لا تتفق مع تلك الرؤية, فقد أدرك العلماء أن الدوائر العصبية الرئيسية المسئولة عن وظائف مثل: التنفس, و تنظيم ضربات القلب, و ردود الفعل المنعكس, هى التي تكون فطرية متأصلة منذ الولادة . إلا أنه هناك مسارات أخرى أساسية لكنها غير متطورة , و تحتوي تلك المسارات على تريليونات من التوصيلات الدقيقة الأولية غير المبرمجة , و التي تعمل البيئة المحيطة بالطفل و الخبرات التى يمر بها على تحفيزها. ذلك التحفيز هو الذي يعمل على اكتمال بنية الدماغ.و يعتقد العلماء حاليًا أن التحفيز على صورة خبرات حركية و حسية فى فترات النمو المبكرة, أمربالغ الأهمية للدماغ ليصل بها لحالة من الإنضباط و الاكتمال عالي الدقة. يبدو تأثير تلك الخبرات جليًا حيث أنها تعمل على تعزيز و تمديد ترابط الوصلات العصبية بين الخلايا العصبية و بعضها البعض.فالروابط و التشابكات التى لا تصنع منالنشاطات الفعالة, أو تكون ضعيفة, يتم استبعادها تمامًا كما يتم تقليم الأشجار للتخلص من الفروع الجافة اليابسة الخالية من الحياة.و لا يتم تفعيل الخلايا العصبية لتصبح موصولة بالدوائر العصبية فى الدماغ و مرتبطة بها إلا عندما يتم إستخدامها. و لأن الخبرات التى يتلقاها كل منا مختلفة عن الأخر, فإنه من غير الوارد أن تتماثل التشابكات العصبية بين شخص و أخر, و لا حتى بين التوائم المتطابقين .

أما عن الأسس الأولية التى بنيت عليها الأبحاث و التي تؤكد على الأهمية البالغة للخبرات الحسية و الحركية, فهى مستمدة من دراسات قامت على المقارنة بين البنية الدماغية لحيوانات تم تعريض بعضهم لبيئات عادية, و البعض لبيئات فقيرة خالية من المحفزات, فى حين تم تعريض حيوانات أخرى لبيئات غنية مليئة بالمثيرات مثل: الألعاب المتنوعة, و العجلات الدوارة, و بعض العوائق التى تتطلب من الحيوان أن يستخدم مهارات معينة. و قد أدى مثل هذا البحث على كل حال إلى إستنتاج مفاده أن التحفيز عامل بالغ الأهمية لتطور الدماغ بشكل عام.فقد لوحظ أن الحيوانات التى تعرضت لبيئة غنية مليئة بالمحفزات كان حجم أدمغتها أكبر كما أنها تمتعت بعدد أكثر من الوصلات العصبية .

المربي و تأثيره على الطفل فى تلك المرحلة المبكرة من حياته:

أحد أهم المترتبات الناتجة عن أبحاث الدماغ, هي أن الخبرات ربما تكون الأكثر فاعلية و تأثيرًا على الإطلاق في صياغة التشابكات بين الخلايا العصبية فى الدماغ. فباستخدام أجهزة رسم المخ الحديثة, تم عمل تصوير عصبى لبعض الأطفال الصغار مما مكّن الخبراء من رصد تلك الفترات التي تبلغ الاتصالات العصبية أوجها لتصبح متأهبة للتواصل مع البيئة الخارجية لإغتنام فرص التعلم و التطور “windows of opportunity;”. و كأن هناك بعض النوافذ المميزة فى أدمغتنا تفتح على مصراعيها فى فترات معينة فتصبح متأهبة لتلقي أكبر قدر من الخبرات لتتفاعل معها .تلك النوافذ تفتح تدريجيا قبل أن نولد إلا أنها تصبح أقل انفراجاً كلما تقدم بنا العمر.

نظرياً, هناك مجموعة من النوافذ , كل نافذة لها صلة بتطوير بعض المهارات كالتحكم الحركي, و الرؤية, و اللغة و الإحساس, وغيرها من المهارات.فإذا فوت الطفل الفرصة و لم يتم استغلال ذلك الوقت الأمثل لاكتساب المهارة, فربما لن يتمكن دماغ الطفل من أن ينمي الدائرة العصبية الخاصة بتلك المهارة بالشكل الأمثل.و لكن هذا لا يعنى أن يكون هذا الطفل عاجزًا و غير قادر على تنمية تلك المهارة, إلا إذا كانت البيئة التي نشأ فيها الطفل بيئة غير طبيعية عانى فيها من الحرمان. فما نتناوله هنا يدور حول كيفية تحسين و تطوير التنمية الفردية.فنظريا النافذة لا تغلق كلياً لكنها تصير أقل انفراجاً بمرور الوقت , ففى مرحلة البلوغ على سبيل المثال تحدث الكثير من التغيرات الجديرة بالاعتبار كما يتم اكتساب الكثير من مهارات التعلم .

نوافذ التطوير الحركي :

بالنسبة للمهارات الحركية الأساسية الكبرىفإن الوقت الأنسب للتهيؤ لاكتسابها, ربما يكون فى فترة ما قبل ميلاد الطفل و تستمر حتى عمر الخامسة.

مرة أخرى هذه الفترة هي التي يجب أن تتوفر فيها الخبرات الأساسية اللازمة, حتى يتم إعداد و تنسيق الدوائر العصبية فى المخ المتعلقة بمهارة التحكم فى الحركة.فالدوائر العصبية الأولية المسئولة عن الحركة و التى تتصل بالمخيخو المسئولة عن التحكم فى التناسق الحركي للجسم,تتشكل خلال أول عامين من عمر الطفل. و هي المرحلة التى يبدأ فيها الطفل باكتساب مهارات بالغة الأهمية فى هذا العالم كلما تنقل هنا و هناك. و لذا فإنه من المحبذ أن يمارس الطفل نشاط بدني رياضي في تلك المرحلة المبكرة,ليس فقط من أجل تنمية التناسق الحركي للجسم و لكن أيضًا من أجل تنمية الدماغ.

و يبدو أن الوقت الأمثل لتنمية التحكم فى العضلات الدقيقة و التناسق الحركى يبدأ بعد ميلاد الطفل بفترة وجيزة و يمتد حتى عمر التاسعة , تلك المهارات يتم تطويرها عادة ً عندما نمارس أنشطة بدنية لتنمية المهارات الحركية الكبرى بشكل عام.

و لمثل هذه المهارات أهمية بالغة , خاصةً فى تنمية الدوائر العصبية الأساسية التى تتطلبها الأعمال التى تستلزم درجة عالية من التحكممثل العزف , أو تأدية بعض الأعمال اليدوية بالغة الدقة.

أما بالنسبة لفترة اغتنام الفرص window of opportunity لتنمية معظم الوظائف السلوكية, فهناك تكهنات بأنها تقل بشكل لافت فى العاشرة من عمر الطفل. (Chugani, 1998).

ما الذي يمكن أن نفعله؟

قد لوحظ أن نظرية فترة اغتنام الفرص window of opportunity ربما تكون ما زالت محل دراسة, و هذا قد يبدو صحيحاً خاصةً فيما يتعلق بالتأثير المتوقعلكل نشاط حركي و دوره فى تنمية الدماغ. غير أن هناك قلة من الباحثين ينكرون تمامًا أن الخبرات الحركية تساعد بشكل ملحوظ على نمو الدماغ على النحو الأمثل.

إلا إننا لا يمكن أن ننفى أن للخبرات الحركية دورًا هامًا فى حياة الطفل, و التي يجب أن تتوفر فى مرحلة مبكرة خلال فترة إغتنام الفرص كما ذكرنا من قبل,حتى يتم تحصيل الاستفادة القصوى منها.و لا نعني بذلك أن النشاط البدنى غير فعال إذا تمت ممارسته بعد تلك الفترات الهامة و المؤثرة.الأنشطة البدنية و ممارسة الرياضة بشكل عام تجعل حياتنا أفضل, و هي عادة إيجابية تساعدنا جميعاً بمختلف أعمارنا على التمتع بحياة صحية.

و يبدو جليًا بأن توفير برنامج تنموي شامل ملائم للطفل له بالغ الأثر على تعزيز و دعم تطور الدماغ فى مراحله المبكرة.كما يحسّن المهارات الحركية على نفس النحو. و المقترحات التالية التي صدرت مؤخرًا تستند على أبحاث تمت مناقشتها بعناية:

1- تزويد الطفل بالكثير من الخبرات الحسية الحركية و خاصةً تلك التي تحفز التآزر البصري الحركي.هذا يتضمن قيام الطفل بأنشطة تتطلب استخدام كل من المهارات البصرية و المهارات الحركية الكبرى و الدقيقة على حد سواء, كرميالكرات بالمضرب و التقاطها و ركلها.

2-قيام الطفل بنشاطات أساسية متنوعة تتطلب منه استخدام مهارات التحكم فى التوازن و تناسق حركات الجسم , كالزحف, و الحبو, و التدحرج, و القفز. فتلك النشاطات التي تتراوح بين العادية و المكثفة,تعمل على تحفيز التشابكات العصبية بشكل عام و التي. تتطلبها المهارات الحركية الأساسية الكبرى إلا أنها أيضا تعمل على تزويد المخ بمصدر الطاقة الأساسي اللازم له و هو الجلوكوز. فتلك النشاطات تزيد من تدفق الدم الذى يعمل على تغذية المخ و تحسين التواصلات بين الخلايا العصبية فى تلك المرحلة الهامة من حياة الطفل.

3- الدمج بين النشاطات الحركية و الموسيقى: بالرغم من أن النقاشات و الدراسات ما زالت مستمرة حول العلاقة بين الخبرات الموسيقية و التحصيل الدراسي المميز, إلا أن المزج بين الموسيقى و الحركة يعد وسطًاً مثالياًبالنسبة لأطفالنا للتعلم.

4- فيما يلي الأنشطة المقترحة المناسبة للأطفال حديثى الولادة و حتى عمر الخامسة مع لمحة موجزة للأنشطة الملائمة لكل فئة عمرية مختلفة حتى عمر ما قبل المدرسة. و هي مقترحة من قبل الجمعية الوطنية الأمريكية للرياضة و التربية البدنية(NASPE,2002)

· إرشادات عامة تخص الأنشطة البدنية الملائمة للأطفال حديثى الولادة و من هم أكبر منهم و حتى عمر ما قبل المدرسة مقترحة من قبل الجمعية الوطنية الأمريكية للرياضة و التربية البدنية(NASPE, 2002)

· من الميلاد و حتى إتمام الطفل لشهره الثانى عشر:

1- على الوالدين أن يتفاعلا مع طفلهما من خلال أنشطة بدنية يومية , و من الممكن أيضًا أن يتم ذلك بمشاركة مقدمي الرعاية للطفل فى هذه المرحلة. تهدف هذه النشاطات إلى تنمية قدرة الطفل على اكتشاف البيئة المحيطة به.

2-يجب أن يوضع الطفل فى أماكن آمنة و التي تجعل من قيامه بنشاط بدنى أمرًا يسيرًا, كما يجب عدم تقييد حركة الطفل لفترات طويلة.

3-تلك الأنشطة البدنية يجب أن تعمل على تحسين و تنمية المهارات الحركية للأطفال حديثى الولادة.

4- من اللازم أن تتوافر معايير السلامة و الأمان الموصى بها أو تزيد فى المكان الذى يتمرن فيه الطفل لتنمية عضلاته الكبيرة.لأهمية تلك التمارين و الأنشطة, و أن يعملوا على تيسير قيام الطفل بتنمية مهاراته الحركية من خلالها.

بعض الأفكار الخاصة بالأنشطة الحركية الملائمة لحديثى الولادة:

لتحفيز الطفل حديث الولادة على الحركة, من الممكن تثبيت ألعاب ملونة مبهجة و متحركة فى أعلى مهد الطفل في وضع يمكنّه من الوصول إليهم و الإمساك بهم أو ركلهم بقدمه الصغيرة.

بالإضافة إلى ذلك علينا أن نستعين بألعاب تجذب انتباه الطفل و تحفزه على الحركة و الحبو حتى يتمكن من الحصول عليها. كما يجب أن نوفر للطفل ألعاب أخرى متنوعة كالمكعبات الكبيرة, و الألعاب البسيطة التي تتطلب منه أن يستخدم مهارة المسك و التركيب, كبناء الأبراج بواسطة الحلقات أو الأكواب.كما تُعد الألعاب المرنة القابلة للضغط من الألعاب المقترحة للاستعانة بها فى تلك المرحلة العمرية.

إلا أن علينا الحرص على ألا تكون أي من هذه الألعاب صغيرة قابلة للبلع, أو ذات حواف حادة مما قد يتسبب فى إصابة الطفل بجروح.

الأنشطة المناسبة للأطفال من عمر عام و حتى ثلاثة أعوام:

1- يجب ألا تقل الفترة الزمنية التى يمارس فيها الطفل أنشطته البدنية المنظمة الهادفة عن ثلاثين دقيقة يوميًا.

2-على الأطفال فى هذه السن أن يمارسوا النشاط البدنى الحر لما لا يقل عن ساعةبل من الممكن الاستمرار لعدة ساعات يوميًا. يجب ألا يظل الطفل ساكنًا لا يقوم بنشاط أو حركة لأكثر من ستين دقيقة متواصلة إلا فى حالة نومه.

3-يبدأ الطفل فى هذه السن بتخطي مرحلة اللعب التقليدى بالمكعبات البسيطة, إلى تلك التى تتطلب مهارات حركية أكثر تعقيدًا, و ذلك لتطوير و تنمية مهاراته الحركية.

4-يجب أن تتوفر للطفل أماكن مناسبة داخل المنزل و خارجه فى الهواء الطلق, تتوافر فيها معايير الأمان و السلامة المثالية, و ذلك حتى يتسنى للطفل ممارسة الأنشطة و التمارين التى تستهدف العضلات الكبيرة.

5- على القائمين بهذه الأنشطة مع الأطفال أن يكونوا مدركين لأهمية تلك التمارين و الأنشطة, و أن يعملوا على تيسير قيام الطفل بتنمية مهاراته الحركية من خلالها.

بعض الأفكار المتعلقة بأنشطة الأطفال فى تلك المرحلة العمرية:

بمجرد أن يتمكن الطفل من التحكم فى حركات جسمه بالكامل, يجب أن تتوفر له مجموعة من الأنشطة الحركية المتنوعة اللازمة لتحسين المهارات الحركية الكبرى, كضرب الكرات, و ركلها, و التقاطها, و التعامل مع الكرات المرتدة "تنطيط الكرة" بمختلف أشكالها و أحجامها.

كما يجب أن تتوفر للطفل فى هذه المرحلة الألعاب التي تتطلب مهارات يدوية, مثل: المكعبات, و الحلقات, و البازل الأكثر تعقيدًا. و من الضرورى أن نساعدهم على تحسين مهاراتهم الحركية الدقيقة, وذلك بتشجيعهم على الرسم أو حتى خط بعض الرسوم بشكل سريع و عشوائى من خلال توفير الأدوات اللازمة كأقلام الرصاص و أقلام التلوين.

· الأنشطة الملائمة للأطفال بدءاً من عمر العامين و حتى الخامسة "ما قبل المدرسة":

1- يجب ألا تقل الفترة الزمنية التى يمارس فيها الطفل أنشطته البدنية المنظمة عن ساعة يوميًا.

2- على الأطفال فى هذه السن أن يمارسوا النشاط البدنى الحر لما لا يقل عن ساعة, بل إنه من المفضل أن يستمر لعدة ساعات يوميًا. كما يجب ألا يظل الطفل ساكنًا لا يقوم بنشاط أو حركة لأكثر من ستين دقيقة متواصلة إلا فى حالة نومه.

3- فى هذه المرحلة يكون الطفل أكثر تمكنًا من مهاراته الحركية و أكثر كفاءة عن ذي قبل, و لذا يجب عليه أن يتخطى مرحلة اللعب بالمكعبات التقليدية إلى اللعب بتلك التى تتطلب مهارات حركية أكثر تعقيدًا .

4-يجب أن تتوفر للطفل فى عمر ما قبل المدرسة أماكن مناسبة داخل المنزل و خارجه فى الهواء الطلق, تتوافر فيها معايير الأمان و السلامة المثالية و ذلك حتى يتسنى للطفل ممارسة الأنشطة و التمارين التى تستهدف العضلات الكبيرة.

5- على القائمين بهذه الأنشطة مع الأطفال أن يكونوا مدركين لأهمية تلك التمارين و الأنشطة, و أن يعملوا على تيسير قيام الطفل بتنمية مهاراته الحركية من خلالها.

بعض الأفكار و المقترحات لأنشطة حركية ملائمة لعمر ما قبل المدرسة:

يجب أن يحظى الطفل فى تلك الفترة بخبرات حركية واسعة و التى تتطلب التآزر الحركي البصري, كدحرجة الكرة,و رميها, و التقاطها, و رمي الكرات بواسطة مضرب, أو ركلها.

كما يجب أن ينخرط الأطفال أيضًا في أنشطة تساعد على رفع معدلات ضربات القلب, كركوب الدراجة, و نط الحبل, و السباحة, و المشي السريع, أو الهرولة.

فالخبرات التي يكتسبها الطفل باللعب خارج المنزل في الأماكن المفتوحة, تحثه على اكتشاف قدراته الحركية و تحفز مهارات اللعب الإبداعى لديه.

كما يجب أن نوفر للطفل فى مثل هذا العمر الفرص و الأدوات المناسبة لممارسة هوايات مثل: الرسم, و العزف, و لعب البازل , فمثل هذه الأنشطة تعمل على تنمية المهارات الحركية الدقيقة.

· و بناءً على ما سبق:

إضافة إلى تطوير الجهاز الحركي للطفل, و إرساء القواعد الأساسية التي ترسخ لديه أهمية الرياضة و النشاط البدنى و دورهما الإيجابي فى حياته, فقد وجدت برامج الطفولة المبكرة أن النشاط الحركي يعد وسطًاً مثاليًا للتعلم بالنسبة للأطفال. فبواسطة الخبرات الحركية, يتمكن التربويون من تحسين قدرة الأطفال على حل المشكلات, و تعزيز التفكير النقدي لديهم,و ترسيخ العديد من المفاهيم الأكاديمية المختلفة.

فمثل تلك الخبرات ذات الأبعاد النفسية المتعددة, تعين على التعلم و تعزز مهارة الحفظ و التذكر لدى الطفل. و هذا المفهوم ليس بجديد إلا أنه للأسف لم يتم استغلاله فى برامج الطفولة المبكرة على النحو الأمثل.مقتبس من كتاب”A Celebration of Neurons”,للكاتب Robert Sylwester (1995).

ترجمني شكرا
نشر في 19 أيّار 2015
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع