Facebook Pixel
حقيقة الإخلاص في الإسلام
1108 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

الإسلام يقين فى الأفئدة وزكاة فى النفوس وشرف فى الأخلاق وسمو فى المسالك على نحو ما قال الرسول الكريم :إن الله يحب معالى الأمور ويكره سفسافها

كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزالي

الحلقة [434] : الإخلاص

الإسلام يقين فى الأفئدة وزكاة فى النفوس وشرف فى الأخلاق وسمو فى المسالك على نحو ما قال الرسول الكريم "إن الله يحب معالى الأمور ويكره سفسافها" وفى كل شبر من الأرض ولحظة من الزمن تستطيع أن تقدم هذا الإسلام مُستقى من الكتاب والسنة وتطبيقات الخلافة الراشدة واجتهادات كبار الأئمة وأفهام أولى الألباب.

عيب بعض المتحدثين فى الإسلام أنهم ينقلون علومه عن عصر ملوك الطوائف، أو عصور المستعجمين من المماليك، أو سياسة الدويلات التى خرجت من جذع الدولة العباسية كما تخرج من جذر الشجرة فروع طفيلية تنقصها ولا تزيدها.

إن القدوة فى العلم والحكم تؤخذ من السلف الأول، ولا تؤخذ من خلوف تائهين، وقد رأيت البعض يجادل بحدة عن أن مشورة أهل الحل والعقد مُعلمة لا ملزمة!!

فقلت هازئا: لماذا سُمُّوا إذن أهل الحل والعقد؟ وهناك من يقف مكتوف الأيدى أمام قضية حقوق الإنسان لأن هذا العنوان الجديد لم يُعرف فيما قرأ من كتب، كأن الإسلام هو المصطلحات التى شاعت وحدها قديما، أما المعانى التى استبحرت فى القرآن الكريم وتألقت فى السنة الشريفة فهو بمعزل عنها...

وثم أمر آخر، إنه لا دين إذا لم يتكون القلب التقى والعقل المؤمن فمن فقد الضمير الصاحى والفكر الذكى فلا خير فيه.

إن الأنبياء جميعا اتجهوا إلى الإنسان يصقلونه ويتعهدونه، وبعيدا عن عصا الشرطى كونوا الرجال والأطفال أى صنعوا مجتمعا وضيئا مكينا فى أيام كان الحكم فيها للوثنيات الحجرية أو البشرية، والذين يعجزون عن بناء هذا المجتمع يستحيل أن يقيموا حكما إسلاميا، والذين يقاومون بناء هذا المجتمع لابد أن تحصدهم سنن الله فى العمران البشرى (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض).

وإذا كان لابد عن قبول هزيمة ما فأنا أوثر شعبا مؤمنا أنجح فى بنائه على حكم سيئ أفشل فى اقتلاعه! أو بتعبير الدكتور مصطفى محمود " أفضل للإسلام أن يتربع على ضمائر الناس ويسوس حياتهم من أن يتربع رجاله على كراسى السلطة".

وأعتقد أن نجاح الدعاة فى نشر الإخلاص والمرحمة والتعاون والنظام والنظافة والنشاط والإيثار شئ لا يقدر بثمن، وهذه الأخلاق هى المهاد الحقيقى لكى يقوم من تلقاء نفسه حكم صالح...

لطالما قررنا أن الحكم صورة صادقة للشعب نفسه وأن الأمر كما قال القرآن الكريم (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون).

أذكر أنى رأيت رجلا متحمسا فى نشر الدعوة ـ كما يقول ـ فارتبت فى نيته ورأيت أن اختبره! فقلت له: تحب الشهرة؟

قال: ولم لا؟ قلت: هل أدلك على أخصر طريق للشهرة؟ قال : نعم!

قلت: تشتم النسوان وتتجرأ على ذوى السلطان ‍! وأنا أضمن لك بعدئذ مكانة بين الناس، ومكانا فى جهنم!!

قال: ولماذا المكان فى جهنم وأنا أذكر الحقائق؟

قلت الحقيقة إذا لم يقصد بتقريرها وجه الله كانت وبالا على صاحبها، وقد قرأت الحديث الصحيح " الرياء شرك ".

قال: أيعجبك ما ترى من تهتك وخلاعة وفوضى؟
قلت: كلا ما يعجبنى، وليست حربه بالأسلوب الذى تفعل!

إن التربية المتأنية والشرح المتتابع والموعظة الحسنة والجدال المبتسم أجدى على الإسلام من الشتم، والتهجم، وليكن الله من وراء القصد، ولتعلم أن المستقبل بيده.

----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج4
كلمة حرة
نشر في 28 أيلول 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع